بيروت -- يواجه نواب حزب الله ردود فعل عنيفة في المجتمعات المحلية التي كانت تدعمهم في السابق، في ظل ظهور الفساد المستشري داخل الحزب أكثر فأكثر.
وفي أحد الأمثلة على ذلك، طُلب من النائب في كتلة الوفاء للمقاومة أنور جمعة في 3 آب/أغسطس مغادرة واجب العزاء بأحد عناصر حزب الله المتوفين في بلدة رياق في البقاع.
ومن ثم، في 12 آب/أغسطس، حاصر أبناء بلدته علي النهري في قضاء زحلة منزل جمعة وأبلغوه بأنه غير مرغوب فيه.
ومساء اليوم التالي، اعتدى عدد من الشبان على النائب حسين الحاج حسن في مجلس عاشوراء بالبلدة نفسها.
وتظاهر شبان من الطائفة الشيعية في 15 آب/أغسطس أمام منزل النائب علي عمار في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت لأن منزله كان مضاء بينما أهالي الحي غير مزودين بالكهرباء.
وفي هذه الأثناء، مُنع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد على يد أبناء من الطائفة الشيعية من حضور مجلس عاشورائي ببلدة الدوير بمحافظة النبطية معقل حزب الله، حيث كان مقررا أن يلقي كلمة بالمناسبة.
وقال معارضون للحزب إن الحوادث الأخيرة تنبع من وعي متزايد لدى الشعب بالفساد المستشري في صفوف حزب الله وقياداته.
وفي هذا السياق، قال عالم دين شيعي طلب عدم كشف اسمه إن "أزمات حزب الله بدأت تبرز بشكل بطيء عقب انخراطه بالسلطة اللبنانية، وكلما كان حزب الله يزداد توسعا بالحكم، كلما كانت تتضاعف مشاكله".
وتابع أنه "خلال الحقبة السابقة لم تكن هذه الأزمات ظاهرة بل على العكس كانت مخفية".
وذكر عالم الدين أن حزب الله "يبدو بظاهره الأقوى على الساحة اللبنانية اليوم، لكنه بالواقع هو الأضعف".
وأضاف "أدرك الحزب مبكرا أن الثورة [تشرين الأول/أكتوبر 2019] اللبنانية ستطيح به، لذا أخذ أمينه العام حسن نصر الله موقفا سلبيا من الثورة، وحاربها لعلمه بتأثيرها البالغ عليه".
وأشار إلى أنه "طالما هناك سلاح غير شرعي بيد حزب الله، طالما لا يوجد استقرار بلبنان، وهذا ما يضاعف من حالات الاعتراض الشعبي عليه".
خلافات تظهر للعلن
وبدوره، أكد منسق تجمع جنوبيون للحرية حسين عطايا، أن حزب الله "يعيش راهنا أزمة وجودية لم يتعرض لها منذ تأسيسه بعدما كان يمثل منذ نشأته في 1985 حالة مقاومة جهادية بسبيل الوطن والأمة والطائفة، وفق ما يروجه إعلامه ومرتزقته من إعلاميين مأجورين".
وأضاف "نجد بصفوف الحزب فاسدين وعلى كافة المستويات"، مشيرا بذلك إلى مصادرة مشاعات القرى وتعويضات ضحايا حرب حزيران/يونيو 2006، واليوم تخزين واحتكار البنزين والغاز المنزلي والمازوت.
وذكر أن "هذه الأفعال دفعت ببعض بيئة حزب الله إلى الابتعاد عنه والتهجم على نواب الحزب بمعاقلهم".
وقال إن مداهمات الجيش والأجهزة الأمنية لمحطات الوقود وأماكن تخزين المشتقات النفطية كشفت مدى تورط قادة حزب الله بالاحتكار والتخزين بمحطات عائدة إلى أقاربهم.
ومن جانبه، أوضح الكاتب السياسي طوني بولس أن حزب الله ونتيجة أحداث سابقة، "بات منبوذا" من المجتمعات والبيئات الأخرى في لبنان.
وأشار إلى أن الغضب الذي يطال نواب حزب الله هو "دليل على بدء تكوّن معارضة داخل البيئة الشيعية ضد حزب الله الذي استخدم الدولة والأجهزة الأمنية لقمع من اعترض نوابه".
وقال إن القاعدة الشيعية "تشهد فعلا تغيرا بالمزاج الشعبي مرفقا بتحركات ضد [حزب الله]، لأنها كشفت حزب الله على حقيقته وعلى أنه ليس [حركة] مقاومة".
وختم قائلا إن "الحقيقة هي أن لديه مشروع إيراني ويأخذ البيئة الشيعية كما اللبنانيين أسرى هذا المشروع".
ووصلت بواحر المازوت والبنزين الايرانية
الرد2 تعليق
معلومة فاشله مثل لي يعمم فشلوا بالخبر حزب الله رح يبقى حزب الله لي عجبو
الرد2 تعليق