عدن -- قال مسؤولون يمنيون إن دور إيران في تمويل الحوثيين وتسليحهم أدى بشكل مباشر إلى مقتل مدنيين وإطالة أمد الصراع في اليمن.
وذكر نائب وزير العدل فيصل المجيدي أن "الدعم الإيراني المتواصل للحوثيين بالسلاح والخبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني هو العامل الأساسي في استمرار الحرب".
وأكد أن "المسؤولية التي تتحملها إيران في استمرار الحرب هي مسؤولية مباشرة لأن التخطيط إيراني والسلاح إيراني، وحتى الأهداف تخدم مصلحة إيران".
وأعطى المجيدي مثالا على ذلك شحنات الأسلحة الإيرانية التي تصل إلى الحوثيين برا وبحرا، والتي ضبطت البحرية الأميركية والقوات البحرية المشتركة والتحالف العربي بعضها.
ففي أيار/مايو، ضبطت البحرية الأميركية شحنة ضخمة من الأسلحة الروسية والصينية غير المشروعة كانت، وفقا لتحقيق أولي، على متن مركب شراعي في المياه الدولية في شمال بحر العرب قادما من إيران.
وفي حينه، قال مسؤول أميركي في مجال الدفاع أن الأسلحة مماثلة لتلك التي ضبطت في شحنات أخرى تم اعتراضها وهي في طريقها إلى الحوثيين في اليمن.
وحث المجيدي المجتمع الدولي على الضغط على روسيا والصين لوقف إرسال أسلحة إلى إيران، التي تهربها إلى الحوثيين "لقتل اليمنيين".
’إدارة الحرب‘
واستخدمت إيران الساحل اليمني البالغ طوله 2500 كيلومتر والجزر اليمنية والمراكب الشراعية لتهريب الأسلحة لذراعها في اليمن.
بدورها، اعترضت القوات اليمنية سفينتين إيرانيتين محملتين بالسلاح، جيهان 1 وجيهان 2، في المياه الإقليمية اليمنية عامي 2013 و2015 على التوالي.
وفي تقرير صدر في حزيران/يونيو 2020، أكد فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة أن مصدر صواريخ كروز التي أطلقت من اليمن واستخدمت في هجوم 2019 على منشآت أرامكو السعودية في المملكة هو إيران.
وجاء في التقرير أن الصواريخ كانت تحتوي على مكونات تم تصنيعها أو تصديرها من إيران.
وبحسب المجيدي، أقامت إيران بين أيلول/سبتمبر 2014 وآذار/مارس 2015 جسرا جويا بين صنعاء وطهران يسير بمعدل طائرتين في اليوم لتهريب أسلحة استراتيجية للحوثيين.
بدوره، قال نائب وزير حقوق الإنسان اليمني نبيل عبد الحفيظ إن إيران مسؤولة عن إنشاء الهيكل التنظيمي والعسكري للحوثيين، وتكون بالتالي قد تعمدت إنشاء جناح أو فصيل تابع لها في اليمن.
وأضاف أن "إيران هي المسؤول الفعلي والحقيقي للحرب في اليمن وما خلفته من ضحايا"، متهما الجمهورية الإسلامية بإثارة الاضطرابات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية في اليمن.
وأشار إلى ضبط البحرية الأميركية في شباط/فبراير 2020 نماذج إيرانية الصنع من صواريخ روسية على متن مركب شراعي في بحر العرب كان في طريقه إلى اليمن.
وتابع أن "إيران هي الباني والمحرض والممولوهي من تدير الحرب".
المجاعة والفقر
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن في تقرير صدر في كانون الأول/ديسمبر أن ما يقدر بنحو 233 ألف شخص لقوا حتفهم نتيجة الصراع في اليمن.
من جهة أخرى،تلوح مجاعة في الأفق تطول أكثر من 80 في المائة من السكان .
وأوضح عبد الحفيظ أن "أكثر من سبعة ملايين يمني دخلوا مرحلة المجاعة وهناك 14 مليون تحت خط الفقر"، ملقيا باللائمة على إيران في المستوى المرتفع من "المعاناة الإنسانية الحرجة".
هذا وقد نزح أكثر من أربعة ملايين شخص في اليمن، ويعتمد ثلثا سكانها البالغ عددهم 30 مليون نسمة على المساعدات، وفقا للأمم المتحدة.
من جانبه، قال مدير مركز أبعاد للدراسات والبحوث، عبد السلام محمد، إن "إيران تنطلق من مصالحها في التعامل مع حرب اليمن وتدعم طرف ميليشيات الحوثيين بكل الإمكانيات العسكرية"، بما في ذلك الخبراء والأسلحة.
ولفت إلى أنها زادت من دعمها للحوثيين في كل مرحلة من مراحل الحرب.
وأردف أنه "بعد ارسال الخبراء وتشييد مصانع الذخيرة والمتفجرات وصناعة الصواريخ البسيطة، أقدمت إيران مؤخرا على تطوير قدرات السلاح المسيّر للحوثيين".
وهذا الأمر زودهم بطائرات دون طيار وصواريخ موجهة وبنادق قنص ذات نطاقات متطورة وصواريخ بعيدة المدى ومضادة للدروع.
وأشار محمد إلى أن تهريب الأسلحة للحوثيين يظهر عزم إيران على تفجير الوضع في اليمن وعرقلة عملية السلام.