سياسة

لا سلام في أفق اليمن مع رفض الحوثيين الهدنة

نبيل عبد الله التميمي ووكالة الصحافة الفرنسية

عناصر من خفر السواحل اليمني يشاركون في حملة توعية مخصصة للصيادين المحليين حول كيفية التعامل مع الألغام والأجسام الغريبة في مياه منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عناصر من خفر السواحل اليمني يشاركون في حملة توعية مخصصة للصيادين المحليين حول كيفية التعامل مع الألغام والأجسام الغريبة في مياه منطقة الخوخة بمحافظة الحديدة يوم 2 تشرين الأول/أكتوبر. [خالد زياد/وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن - سمح الحوثيون المدعومون من إيران يوم الأحد، 2 تشرين الأول/أكتوبر، بانتهاء مهلة هدنة مع الحكومة اليمنية وجددوا في الوقت عينه تهديداتهم ضد السعودية والإمارات، ما أثار مخاوف من عودة إلى الحرب.

وتعهد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانز غروندبرغ ببذل "جهود دؤوبة" لتجديد اتفاق الهدنة الذي انتهى يوم الأحد، بعد أن شهدت البلاد تراجعا ملحوظا في الاشتباكات منذ دخوله حيز التنفيذ في 2 نيسان/أبريل الماضي.

ورفض الحوثيون يوم السبت خطة غروندبرغ بتمديد الهدنة لـ 6 أشهر وتوسيع نطاقها لتشمل مجالات جديدة.

وشمل اقتراح غروندبرغ دفع رواتب موظفي الحكومة وفتح طرقات إلى مدينة تعز الواقعة تحت حصار الحوثيين وزيادة الرحلات التجارية من صنعاء الخاضعة للحوثيين.

طابور من السيارات في محطة وقود بصنعاء يوم 14 آذار/مارس، وسط نقص بمادة البنزين في البلد الذي مزقته الحرب. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

طابور من السيارات في محطة وقود بصنعاء يوم 14 آذار/مارس، وسط نقص بمادة البنزين في البلد الذي مزقته الحرب. [محمد حويس/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت يوم 26 تموز/يوليو تظهر متظاهرين يمنيين يطالبون بإنهاء الحصار الذي يفرضه الحوثيون منذ سنوات على مدينة تعز. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت يوم 26 تموز/يوليو تظهر متظاهرين يمنيين يطالبون بإنهاء الحصار الذي يفرضه الحوثيون منذ سنوات على مدينة تعز. [أحمد الباشا/وكالة الصحافة الفرنسية]

وجاء في الاقتراح السماح بدخول المزيد من السفن المحملة بالوقود إلى ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة الحوثيين والإفراج عن المعتقلين واستئناف العملية السياسية "الشاملة" لمعالجة القضايا الاقتصادية، بما في ذلك الخدمات العامة.

وقال الحوثيون في بيان صدر يوم السبت إن وقف إطلاق النار في اليمن وصل إلى "طريق مسدود"، مطالبين بعائدات من موارد النفط والغاز اليمنية، بحسب وسائل إعلام يسيطر عليها الحوثيون.

وفي استعراض للقوة اعتبر انتهاكا لروحية الهدنة، سار آلاف المقاتلين الحوثيين في مختلف أنحاء صنعاء مع الطائرات المسيرة والصواريخ يوم 21 أيلول/سبتمبر إحياء للذكرى الثامنة لانقلاب الجماعة.

وقبل ذلك بـ 3 أسابيع، نظموا استعراضا مماثلا في الحديدة.

الحوثيون ’اختاروا الحرب‘

وأفادت مصادر حكومية يمنية يوم الاثنين عن وقوع هجمات للحوثيين جنوبي مأرب التي تشكل آخر معقل للحكومة في الشمال ومنطقة استراتيجية لموارد اليمن النفطية.

ووردت أنباء أيضا عن قصف للحوثيين في مدينة تعز الخاضعة للحصار منذ عام 2016.

ونفذ الحوثيون عددا من الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة على منشآت نفطية في السعودية والإمارات التي تعد شريكا أساسيا في التحالف.

وفي تغريدة نشرها يوم الأحد على تويتر، جدد المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع تهديده لدولتي الخليج محذرا وطالبا من شركات النفط في السعودية والإمارات "تنظيم أوضاعها والمغادرة".

ولم يصدر عن الرياض أو أبو ظبي رد فوري على التهديد، ولكن طالبت الحكومة اليمنية مجلس الأمن الدولي بالتعامل "بحزم" مع الحوثيين بشأن "تهديداتهم الأخيرة" ورفضهم تمديد الهدنة.

وقال رئيس الوزراء معين عبد الملك إن الحوثيين وإيران من ورائهم "اختاروا الحرب"، في حين كشف وزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك أن الحكومة لم تتفاجأ من رفض الحوثيين تمديد الهدنة.

وقال إن "ميليشيا الحوثي عرقلت مساعي تمديد الهدنة ولم تعط الأولوية لمصالح الشعب اليمني"، مشيرا إلى أن الجماعة لم تلتزم ببنود الهدنة أثناء سريانها.

ومن جهته، قال نائب وزير العدل فيصل المجيدي إنه على الرغم من أن تمديد الهدنة سيكون في مصلحة الحوثيين، إلا أنهم أحبطوا عمدا جهود تمديدها.

وأضاف "ما من شك في أن عرقلة الحوثيين لجهود تمديد الهدنة الإنسانية مرتبطة بشكل جوهري بطهران"، موضحا أن "الحوثيين أثبتوا أنهم حزب إيراني وليس يمنيا".

مجموعات الإغاثة تدق ناقوس الخطر

ومن جهة أخرى، حمّل مدير عام مكتب حقوق الإنسان بمنطقة صنعاء الإدارية فهمي الزبيري، الحوثيين مسؤولية الفشل في تمديد الهدنة، شارحا أنهم وضعوا شروطا مستحيلة رغم تنازلات الحكومة.

ولفت إلى أنه "وفقا للأمم المتحدة، خلفت الحرب التي دخلت عامها الـ 8 أسوأ أزمة إنسانية في التاريخ الحديث".

وتابع أن "بنود الهدنة تهدف إلى إيصال المساعدات وتخفيف المعاناة الإنسانية الصعبة التي تشهدها البلاد".

ودقت مجموعات الإغاثة ناقوس الخطر تحذيرا من المخاطر التي تتهدد الشعب اليمني الذي طالت معاناته، بما في ذلك 23.4 مليون يمني يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

وقال المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر فابريزيو كاربوني "خلال الأشهر الـ 6 الماضية، منحت الهدنة الملايين في اليمن فترة راحة من القتال والأمل في تسوية مستدامة للصراع".

وأضاف "ندعو جميع الأطراف إلى إبقاء الحوار مفتوحا وإعطاء الأولوية لاحتياجات الشعب اليمني".

من جانبها، حذرت منظمة أوكسفام الدولية من استئناف الأعمال العدائية، قائلة إن ذلك سيزيد من تفاقم الأزمة ويقوض جهود إحلال السلام.

واعتبر مدير منظمة أوكسفام في اليمن فيران بويج أن "انتهاء الهدنة نبأ مريع لشعب اليمن"، مضيفا "سيتعرض الملايين الآن للخطر إذا استؤنفت الضربات الجوية والقصف البري والهجمات الصاروخية".

وذكر أن "الأشهر الـ 6 الماضية حملت معها الأمل لملايين اليمنيين الذين شهدوا انخفاضا بنسبة 60 في المائة بعدد الضحايا وتراجعا كبيرا في أعمال العنف والمزيد من واردات الوقود، إضافة إلى سهولة أكبر في الوصول إلى الخدمات الأساسية والمساعدات".

اليمنيون يشعرون بالتداعيات

وتشهد محطات الوقود في صنعاء وغيرها من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون طوابير طويلة من المركبات، مع خشية اليمنيين من تجدد أزمة الوقود الخانقة التي واجهوها قبل إعلان الهدنة الإنسانية في 2 نيسان/أبريل.

وقال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن "المواطنين كانوا ينتظرون صباحا بفارغ الصبر إعلان تمديد الهدنة".

وأضاف "لكن عندما لم يعلن عن التمديد مع حلول منتصف النهار، أصيب المواطنون بالذعر خوفا من حدوث أزمة وقود مماثلة لتلك التي سبقت إعلان الهدنة".

وتابع أن "تجدد أزمة الوقود يعني المزيد من المعاناة لليمنيين وارتفاع أسعار المنتجات كافة بسبب زيادة تكلفة النقل والري".

وختم قائلا "سيفاقم ذلك معاناة اليمنيين ويزيد من سوء أوضاعهم الإنسانية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500