أكد مسؤولون وأطباء في اليمن، إن الحوثيين المدعومين من إيران (أنصار الله) ينهبون قطاع الصحة العامة في المناطق الخاضعة لسيطرتهم ويحرمونه من الموارد الرئيسة وسط تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال وزير الإعلام اليمني، معمر الأرياني، إن الحوثيين "ينهبون القطاع الصحي في مناطق سيطرتهم باسم المجهود الحربي".
وكشف في بيان يوم 9 حزيران/يونيو، عن ورود عشرات الشكاوى من أصحاب المستشفيات والعيادات الخاصة تزعم أن الميليشيا تفرض عليهم ضرائب إضافية.
وأضاف أن الحوثيين يبتزون العاملين في القطاع الصحي ويفرضون قيودا عليهم، مشيرا إلى أن الشكاوى تؤكد أيضا ارتفاع فاتورة العلاج على المرضى الذين يعانون ظروفا معيشية صعبة.
وأكد الأرياني أن ميليشيا الحوثي دمرت قطاع الصحة العامة وجعلته عاجزا عن مواجهة تفشي الأوبئة.
وأضاف أنها نهبت المساعدات الطبية وفرضت ضرائب إضافية على أصحاب المستشفيات والعيادات الخاصة، كما على شركات ومخازن الأدوية بحجة المجهود الحربي.
وأردف الأرياني أن الميليشيا أنشأت مستشفيات خاصة لقادتها وعناصرها، "وتركت باقي اليمنيين يواجهون مصيرهم".
ممارسات تعسفية
من جانبه، قال الطبيب معتز المقطري الذي يعمل بإحدى مستشفيات جنوب العاصمة صنعاء، إن "الحوثيين فرضوا رسوما على الخدمات المقدمة للمواطنين، واقتطعوا نسبة من هذه المبالغ".
وذكر للمشارق أنهم رفعوا الرسوم والضرائب الأخرى.
وتابع أن "من يرفض يعرض نفسه لممارسات تعسفية تصل حد الاعتداء الجسدي على الطواقم الطبية مع إلقاء التهم بحقهم جزافا".
وفي 15 حزيران/يونيو، أعلن المجلس التنفيذي الأعلى لنقابة الأطباء والصيادلة اليمنيين عن تضامنه مع أفراد الطواقم الطبية الذين تعرضوا لاعتداءات على أيدي الحوثيين في مراكز العزل في مستشفى العلوم والتكنولوجيا والمستشفى الملكي.
ولفت إلى أن بعض الأطباء أصيبوا بجروح، كما تم تدمير تجهيزات العناية المركزة وهي أجهزة غالية الثمن.
وقالت النقابة في بيان، "إن الطاقم الطبي في مراكز العزل هذه توقف عن العمل حتى يتم توفير الحماية اللازمة التي تسمح لهم بأداء عملهم".
بدوره، قال عضو النقابة الطبيب نصر سالم، إن "الحوثيين يعتدون بشكل متكرر على الطواقم الطبية وعلى المنشآت الطبية الخاصة، وفي أيار/مايو الماضي، أمروا المستشفيات الخاصة بعدم استقبال مرضى يعانون من أعراض تشبه أعراض الإصابة بفيروس كورونا".
وكشف للمشارق أن أعمال المستشفيات باتت تقتصر فقط على الولادة واستقبال المرضى العاديين، فيما أغلقت أقسام الطوارئ وغرف العمليات.
وفي الوقت عينه، عمدت الميليشيا إلى فرض ضرائب ورسوم أخرى لدعم مواجهة تفشي فيروس كورونا، على حد قوله.
وأشار سالم إلى أن مكتب الصحة في صنعاء أغلق "أربع مستشفيات لعدم استقبالها حالات مرضية [عادية]، في حين أنها لم تزودها بأي من المساعدات الطبية المقدمة من المنظمات الإغاثية لمواجهة تفشي فيروس كورونا".
تهديد قدرات المستشفيات
أما الطبيب مصلح أحمد الذي يعمل في إحدى مستشفيات شمال العاصمة صنعاء، فذكر أن الفرق الميدانية التابعة للحوثيين تراقب المستشفيات وتضيق الخناق على تلك التي لا تلتزم بتوجيهات الحوثيين.
وأكد أن هذا الأمر يهدد ما تبقى من قدرات لهذه المستشفيات، لافتا إلى أن العديد منها يعمل بالحد الأدنى من طاقته نظرا للضرائب والرسوم التي يفرضها الحوثيون.
وقال إن المستشفيات الخاصة تواجه شبح الإغلاق، مشيرا إلى أن مواردها المالية المحدودة لم تعد تسمح لها بفتح وتجهيز مراكز عزل للحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا.
وأوضح أن المساعدات الطبية المقدمة من منظمة الصحة العالمية وبدعم من الحكومة، ساعدت هذه المستشفيات في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة على تحمل هذه التكاليف.
وفي المقابل، أكد أنه في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، "لم توزع الميليشيا أي من المساعدات الطبية التي قدمتها المنظمات، وخصوصا أدوات الحماية الشخصية للأطباء".