أمن

مدمرات أميركية متمركزة في إسبانيا مجهزة لضرب أهداف رئيسية بسرعة

فريق عمل المشارق

بحارة على متن مدمرة أميركية يغادرون القاعدة البحرية في روتا بإسبانيا. [البحرية الأميركية]

بحارة على متن مدمرة أميركية يغادرون القاعدة البحرية في روتا بإسبانيا. [البحرية الأميركية]

وفرت المدمرات المزودة بصواريخ التي تتمركز في روتا بإسبانيا للقادة الأميركيين خيارات موسعة لتنفيذ ضربات سريعة ضد أهداف معادية محتملة في جميع أنحاء البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وتشكل محطة روتا البحرية التي تقع شمالي مضيق جبل طارق مركز تواجد أماميا أساسيا يتميز بموقع جيد لإظهار القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في مختلف أنحاء المنطقة.

وخلال الصيف، أصدرت البحرية الأميركية أوامر بتمركز مدمرتين أخريين من فئة أرليه بيرك في روتا، فتنضم بذلك إلى 4 مدمرات أخرى متمركزة هناك.

وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان في حزيران/يونيو إنها "ستساعد في تعزيز الوجود البحري للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي وكل المجالات البحرية ذات الصلة في المنطقة الأوروبية الأطلسية".

صاروخ طواف (كروز) من طراز توماهوك يتم إطلاقه من مدمرة أميركية. [البحرية الأميركية]

صاروخ طواف (كروز) من طراز توماهوك يتم إطلاقه من مدمرة أميركية. [البحرية الأميركية]

وتحمل هذه المدمرات أكثر من 90 صاروخا وهي مصممة كسفن متعددة المهام.

وتستطيع المدمرات ضرب أهداف متحركة برا باستخدام صواريخ توماهوك الموجهة وتدمير الغواصات بهجمات بالمروحيات وجهاز السونار والصواريخ، إضافة إلى تدمير السفن باستخدام صاروخ هاربون المضاد للسفن.

وفي هذا السياق، كتب ديفيد سزوندي عام 2021 لموقع نيو أتلاس أن صاروخ توماهوك يستطيع التحليق بالقرب من الأرض لمسافة ألف ميل (1600 كم)، مما "يجعل تحركه خفيا للغاية بحيث لا تستطيع قوات العدو حتى إدراك اقترابه منها إلى أن يقع الانفجار".

وفي حين أن صواريخ توماهوك تحلق بصورة أبطأ من الصواريخ السريعة وتلك التي تفوق سرعة الصوت، إلا أنها تتميز بمدى أطوال بكثير.

وتأتي السفن مزودة أيضا بنظام إيجس القتالي والصواريخ أرض-جو من طراز ستاندارد ميسايل 3 (أس أم-3) وستاندارد ميسايل 6 (أس أم-6) للدفاع ضد الصواريخ البالستية.

مرونة

وأشارت البحرية الأميركية إلى أن تمركز المدمرات في روتا يعطيها مرونة للتحرك عبر مياه أوروبا وإفريقيا، أي من رأس الرجاء الصالح إلى الدائرة القطبية الشمالية.

وبعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم بصورة غير قانونية عام 2014 وقبل غزوها أوكرانيا خلال العام الجاري، كانت المدمرات التابعة للبحرية الأميركية والمتمركزة في روتا تقوم بعمليات في البحر الأسود بصورة منتظمة لتنفيذ مهام ردع.

وذكر الكابتن ماك هاركين الضابط الذي يتولى قيادة المدمرة يو.أس.أس بولكلي، وهي واحدة من المدمرات الستة المتمركزة في روتا، "عندما نتعاون مع شركائنا وحلفائنا، نكون مستعدين بشكل جماعي لتأدية سلسلة من المهام من بينها الدفاع الصاروخي البالستي لحلف شمال الأطلسي والمجموعة الكاملة من العمليات الأمنية البحرية والمناورات التدريبية الثنائية ومتعددة الأطراف، إلى جانب عمليات حلف الناتو وعمليات النشر التابعة له".

وإضافة إلى موقعها الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تعتبر روتا واحدة من أكثر المنشآت البحرية تطورا في العالم وتضم أوسع مرافق للأسلحة والوقود في أوروبا.

وتؤمن الدعم الخاص بالشحن والوقود واللوجستيات لسفن ووحدات الولايات المتحدة وحلف الناتو، بما في ذلك الأسطول السادس التابع للبحرية الأميركية (ومقره نابولي في إيطاليا) ووحدات قيادة الحركة الجوية التابعة لسلاح الجو الأميركي التي تعبر إلى ألمانيا والشرق الأوسط.

كذلك، تدعم القاعدة تحرك سفن البحرية الأميركية ورحلات سلاح الجو عبر مهبط يمتد على 670 فدانا وميناء يستطيع استيعاب السفن ذات الغاطس العميق، هذا بالإضافة إلى 3 أرصفة ومرافق أخرى مشتركة مع البحرية الإسبانية.

وتنضوي المنشأة تحت العلم الإسباني وهي بقيادة نائب أدميرال إسباني الجنسية. وتعمل البحريتان الأميركية والإسبانية جنبا إلى جنب بموجب اتفاق التعاون الدفاعي.

ʼدور فعالʻ

ويتزامن توسع مهمة الجيش الأميركي في أوروبا مع الغزو الروسي غير المبرر لأوكرانيا، الأمر الذي أدى إلى موجة من التعزيزات الأميركية.

وأدى الغزو أيضا بصورة غير مباشرة إلى تعزيز التموضع الدفاعي لحلف شمال الأطلسي.

وكثف حلفاء الناتو كذلك الدوريات في المياه التي تغطيها عادة البحرية الأميركية، مما سمح للولايات المتحدة بالتركيز بصورة أكبر على مناطق أخرى من بينها بحر العرب الذي ازدادت أهميته الإستراتيجية خلال السنوات الأخيرة.

ويشكل بحر العرب الممر المائي الذي يتوجب على كل السفن الإيرانية عبوره للوصول إلى الموانئ العالمية، كما يمثل رابطا رئيسا في "عقد اللؤلؤ" الصيني.

ولطالما هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز ومهاجمة السفن البحرية في حال حصول حرب.

وفي هذه الأثناء، أثيرت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي أطلقتها الصين خلال السنوات الأخيرة لربط برها الرئيس بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.

وقال خبراء لموقع بريكنغ ديفنس في تموز/يوليو الماضي إن التواجد الأميركي المتزايد في أوروبا خلال فترة انعدام الاستقرار هذه له أهمية رمزية وعملية.

وأوضح جيم تاونسند، وهو باحث في مركز الأمن الأميركي الجديد، أن "هذا مؤشر مهم على أن الولايات المتحدة تدعم بشكل تام عملية تعزيز موقف قواتنا في أوروبا".

وتابع أن "واقع أن الصين ليس هي التي تدير تموضع قواتنا عبر البحار يطمئن الحلفاء بكوننا نلعب دورا فعالا ولا نقف متفرجين بدون بذل الجهود اللازمة".

وبدوره، ذكر سيباستيان برانس، وهو باحث في معهد السياسات الأمنية في جامعة كييل وأستاذ زائر سابق في أكاديمية البحرية الأميركية، أن المدمرات الستة الموجودة اليوم في روتا هي "أحد الأصول وتشكل رمزا قويا للتواجد الأمامي المتناوب، علما أن [البحرية الأميركية] تبقى البحرية الوحيدة في العالم التي لها وجود أمامي كهذا".

وتابع أن وجود المزيد من السفن في روتا يترجم بمزيد من الارتباطات والمناورات مع قوات البحرية الأوروبية.

وأشار إلى أن ذلك يؤدي بدوره إلى إدراك الأميركيين والأوروبيين "للدور الأساسي الذي تلعبه هذه السفن كرموز بارزة للالتزام الأميركي إزاء المصالح الوطنية ومصالح حلف شمال الأطلسي".

هل أعجبك هذا المقال؟

1 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500

امريكا حامية الأمن الدولي

الرد