تقع محطة روتا البحرية في شمال مضيق جبل طارق، وهي مركز يتمتع بموقع جيد لإبراز القوة العسكرية للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في البحر الأبيض المتوسط وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.
وتعمل القاعدة الأميركية والإسبانية المشتركة كنقطة عبور رئيسة للمدنيين الذين نُقلوا جوا من أفغانستان في إطار عملية ملجأ الحلفاء.
وتوجه إلى المحطة في 6 أيلول/سبتمبر الضابط العسكري الأميركي الرفيع المستوى، رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي، للقاء الجنود والمتطوعين أثناء عملهم لضمان النقل الآمن للمدنيين.
وبالإضافة إلى موقعها الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والشرق الأوسط، تعتبر روتا واحدة من أكثر المنشآت البحرية تقدما في العالم وتحتوي على أكبر مرافق الأسلحة والوقود في أوروبا.
وتوفر الشحن والوقود والدعم اللوجستي لسفن ووحدات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، بما في ذلك الأسطول السادس للبحرية الأميركية (ومقره نابولي في إيطاليا) ووحدات قيادة الحركة الجوية للقوات الجوية الأميركية التي تنتقل إلى ألمانيا والشرق الأوسط.
وتدعم محطة روتا حركة السفن ورحلات القوات الجوية والبحرية الأميركية عبر مطار مساحته 670 فدانا وميناء يمكن أن يستوعب سفن السحب العميق، إلى جانب 3 أرصفة ومرافق أخرى مشتركة مع البحرية الإسبانية.
وترفع المحطة العلم الإسباني ويديرها نائب أدميرال إسباني. وتعمل القوات البحرية الأميركية والإسبانية معا تحت مظلة اتفاقية التعاون الدفاعي.
قدرة استيعابية وإمكانية وصول معززة
وتجري مباحثات لتوسيع نطاق الأعمال في محطة روتا بهدف تعزيز إمكانية الاستيعاب وإمكانية التشغيل البيني والوصول للقوات البحرية التابعة للولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأوروبا، من خلال تشكيل مجموعات هجومية مشتركة.
وتلعب البحرية الأميركية دورا أساسيا في هذه المداولات المبنية على علاقة طويلة الأمد مع المملكة المتحدة وتوصيات مجموعة دراسة أميركية-بريطانية بحثت في الأهداف الاستراتيجية المشتركة والتعاون.
وفي تقرير صدر عام 2014 تحت عنوان "القوة البحرية المشتركة: رؤية مشتركة للتعاون بين البحرية الملكية والبحرية الأميركية"، أشارت المجموعة إلى أن البحرية الملكية البريطانية ليس لديها ما يكفي من السفن لنشر مجموعة هجومية دون التأثير سلبا على التزاماتها الأخرى.
واعتبر العمل مع القوات البحرية الأوروبية حلا.
واقترح المجلس الأطلسي في تقرير صدر في نيسان/أبريل 2020، أن "الإجابة لتلبية هذه الحاجة لا تكمن فقط في تعزيز إمكانية التشغيل البيني مع البحرية الأميركية وسلاح مشاة البحرية الأميركية، بل تشمل أيضا الحلفاء الأوروبيين".
ويعد التعاون البحري بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة "خطوة في الاتجاه الصحيح" للجانبين وفقا للتقرير الذي صدر بعنوان "حاملات الطائرات البريطانية الجديدة يمكنها تغيير قدرات حلف شمال الأطلسي البحرية في أوروبا".
وجاء في التقرير أن "التعاون مع أوروبا ضروري أيضا، وهنا يمكن للمملكة المتحدة أن تستأنف دورها القيم كجسر بين القارة والولايات المتحدة".
وأضاف البيان أن "استخدام حاملات الطائرات البريطانية كركيزة لقوة عمل بقيادة بريطانية ولكن مدعومة من أوروبا، سيضيف دعامة جدية لقدرة الناتو"، واصفة مجموعة حاملة الطائرات الهجومية بأنها "قفزة كبيرة إلى الأمام" لحلف شمال الأطلسي.
وأضاف أن هذا الأمر سيسمح بدوره للولايات المتحدة بإعادة تمركز قواتها، وسيمنح بريطانيا وحلفاء الناتو نفوذا عالميا حقيقيا.
’مرونة وجهوزية وقدرة‘
وحتى لو عملت بمفردها، فإن البحرية الأميركية قادرة عند الحاجة على إبراز قوتها في البحر الأسود وبحر البلطيق والبحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
فإبان احتدام التوترات بين روسيا وأوكرانيا، تمكنت البحرية الأميركية في نيسان/أبريل من نشر سفينتين حربيتين أميركيتين بسرعة في البحر الأسود من محطة روتا.
وسبق في مناسبات متعددة أن تم نشر مدمرتين في البحر الأسود من فئة أرلي بورك هما يو.إس.إس روزفلت ويو.إس.إس دونالد كووك، وحصل الانتشار الأخير في شباط/فبراير.
ووفقا لمصادر عسكرية، فإنهما قادرتان على الاندماج في نظام إيجيس أشور في رومانيا، وهو نظام أسلحة بحرية متكامل قائم على الأرض، أو نظام الدفاع الصاروخي المضاد للصواريخ الباليستية في تركيا.
وأثبتت البحرية الأميركية أيضا قدرتها على تشكيل مجموعة العمل على السطح بسرعة، وتُعرّف هذه الأخيرة بأنها تشكيلة مؤقتة أو دائمة للسفن المقاتلة التي تستثني الناقلات وهي مصممة لتنفيذ مهمة تكتيكية محددة.
وعلى سبيل المثال، نشرت البحرية الأميركية في أيلول/سبتمبر 2019 بسرعة 4 سفن قتالية على السطح تابعة لمجموعة كارير سترايك 8، وعلى متنها 1200 بحار.
وقال نائب قائد الأسطول الثاني للبحرية الأميركية الأدميرال أندرو "وودي" لويس في حينه، "هذا الانتشار يظهر القدرة الكامنة لقوتنا البحرية على المناورة والمرونة لإنجاز المهمة المطلوبة".
وأضاف "تتمتع سفننا دوما بالمرونة والجهوزية والقدرة اللازمة للعمل في مواقع متعددة، داعمة مجموعة متنوعة من المهام".
وعلى الرغم من أن مجموعة العمل على السطح تفتقر إلى القوة الضاربة للحاملات وجناحها الجوي، إلا أن ذلك لا يمنعها من تلبية الاحتياجات الدفاعية الأميركية في جميع أنحاء العالم وإنجاز المهام البحرية المتطورة في مواقع متعددة، كما قال مسؤولون في البحرية.
وتشمل هذه العمليات الأساليب الحربية المضادة للسفن والغواصات وعمليات الأمن البحري لدعم عرض القوة في جميع أنحاء العالم.
ااااااااااا
الرد1 تعليق