أثبتت المدمرات من فئة أرلي بورك التابعة للبحرية الأميركية مع قدراتها الهجومية والدفاعية متعددة المهام، على مدى عقود طويلة نجاحها في سلسلة من السيناريوهات، بما في ذلك الحروب الجوية والبرية وتحت البحر.
والمدمرات قادرة على ضرب أهداف متحركة على الأرض باستخدام صواريخ توماهوك الموجهة وتدمير الغواصات باستخدام مجموعة السونار المقطوعة وصواريخ وضربات بالمروحيات وتدمير السفن باستخدام صاروخ هاربون المضاد للسفن.
وتعد صواريخ توماهوك الموجهة صواريخ دون سرعة الصوت طويلة المدى ومناسبة لكل الظروف المناخية، ويصل مداها إلى 1600 كيلومتر وهي قادرة على التحليق على ارتفاع منخفض للغاية لتجنب أن يرصدها رادار العدو.
وتم تزويد الصاروخ بسلسلة من أنظمة التوجيه التي تسمح له بالتحرك نحو هدفه بدقة تامة.
ويستطيع حمل مجموعة من الرؤوس الحربية ويمكن برمجته لمهاجمة سلسلة أهداف، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي للعدو ومراكز القيادة والتحكم ومرافق الاتصالات وغيرها من الأهداف ذات القيمة العالية.
كذلك، إن الصاروخ قادر على التسلل عبر الدفاعات الجوية للعدو، ما يجعله سلاحا قيّما في مجموعة كبيرة من السيناريوهات.
خدمة حول العالم
واستخدمت الولايات المتحدة صاروخ توماهوك للمرة الأولى في القتال بالعراق عام 1991. وتم استخدامه بعد ذلك في البوسنة (1995) وليبيا (1996 و2011) والسودان (1998) واليمن (2009) وأفغانستان (1998 و2001-2021).
هذا واستخدم الصاروخ في الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وفي الحرب الأهلية السورية.
وأطلقت الولايات المتحدة عشرات صواريخ توماهوك في نيسان/أبريل 2017 ردا على هجوم كيميائي نفذه الجيش السوري على مدينة خان شيخون التي كانت خاضعة للمعارضة.
وأطلقت المدمرتان يو إس إس بورتر ويو إس إس روس وهما من فئة أرلي بورك مجموع 59 صاروخ توماهوك ضد قاعدة الشعيرات الجوية. واستهدفتا الطائرات وملاجئ الطائرات المحصنة وأماكن تخزين البترول واللوجستيات ومستودعات إمدادات الذخيرة وأنظمة الدفاع الجوي والرادارات.
وتستطيع مدمرات أرلي بورك حمل أكثر من 90 صاروخا من طراز توماهوك.
وتأتي السفن مزودة أيضا بنظام إيجس القتالي والصواريخ أرض-جو من طراز ستاندارد ميسايل 3 (أس أم-3) وستاندارد ميسايل 6 (أس أم-6) للدفاع ضد الصواريخ الباليستية.
وإضافة إلى أنظمتها الصاروخية، إن مدمرات أرلي بورك مجهزة بسلسلة من المدافع وغيرها من أنظمة السلاح القادرة على ضرب أهداف جوية وسطحية.
هذا وتضم السفينة طوربيدات وصواريخ مضادة للغواصات للتعامل مع الغواصات والتهديدات الأخرى تحت الماء.
سفينة متعددة الاستخدامات
ومن القدرات الأساسية الأخرى لمدمرة أرلي بورك، قدرتها على التحرك في بيئات متنوعة.
فتم تزويدها بسلسلة من الأنظمة وأجهزة الاستشعار التي تسمح لها بالتحرك في المياه الضحلة وفي أعماق البحار وبالقرب من الشاطئ.
وتم تجهيز المدمرة بمجموعة من أنظمة الأسلحة الإلكترونية التي تمكّنها من رصد ومواجهة الأنظمة الإلكترونية للعدو.
وبإمكان هذه الأنظمة التشويش على رادار وأنظمة اتصالات العدو، كما تستطيع دفع طوربيداته بعيدا عن السفينة.
وتتمثل إحدى قدرات مدمرة أرلي بورك الأساسية في إمكانية تشغيلها ضمن مجموعة حاملة طائرات.
وقد صممت السفينة لتعمل جنبا إلى جنب مع سفن أخرى في مجموعة الحاملة، بما في ذلك حاملات الطائرات والبرادات وغيرها من المدمرات. وتستطيع تأمين دفاع جوي لمجموعة الحاملة، إلى جانب مواجهة أهداف العدو بأنظمة سلاحها الخاصة.
وبالإضافة إلى قدراتها الهجومية والدفاعية، تأتي مدمرات أرلي بورك مزودة بسلسلة من أنظمة الدعم، بما في ذلك حظيرة للمروحيات وسطح للطائرات لتشغيل المروحيات المضادة للغواصات مثل مروحية إم إتش-60 سيهوك وطائرات أخرى.
وفي السنوات الأخيرة، لعبت مدمرات أرلي بورك دورا أساسيا في عمليات الاعتراض والأمن البحري، فدعمت الاستقرار البحري من خلال عمليات مكافحة المخدرات وتهريب السلاح لا سيما في البحر الأحمر.
وخلال صيف العام 2022، أصدرت البحرية الأميركية توجيهات لتمركز مدمرتين إضافيتين من فئة أرلي بورك في روتا بإسبانيا، إلى جانب المدمرات الأربعة الموجودة هناك أصلا.
وأوضحت البحرية الأميركية أن نشر المدمرات في روتا يعطيها المرونة اللازمة للتنقل عبر مياه أوروبا وإفريقيا، من رأس الرجاء الصالح إلى الدائرة القطبية الشمالية.
شكرا لك.
الرد2 تعليق
شكرا
الرد2 تعليق