إرهاب

تقرير يوثق 21 ألف انتهاك حوثي ضد الأطفال في آخر أربع سنوات

نبيل عبد الله التميمي

فتاة يمنية من القبيطة في تعز فقدت رجلها بعد استهدافها من قناص حوثي. [اللجنة الوطنية للتحقق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان]

فتاة يمنية من القبيطة في تعز فقدت رجلها بعد استهدافها من قناص حوثي. [اللجنة الوطنية للتحقق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان]

عدن -- حصد لغم حوثي زرعه الحوثيون المدعومون من إيران في مديرية حيس بمحافظة الحديدة اليمنية في أيلول/سبتمبر حياة طفلة بينما أصاب أخاها وأختها، في واحدة من العديد من الحوادث المدمرة المماثلة.

وقتلت لينا خضيري، 13 عاما، في الانفجار الذي وقع يوم 2 أيلول/سبتمبر في قرية بيت مغاري، بينما أصيب أخوها ناصر، 10 أعوام، وأختها سيناء، 9 أعوام، بجروح، حسبما قال المرصد اليمني للألغام.

وتعد مأساة الأسرة مجرد مثال واحد على انتهاكات حقوق الأطفال التي يرتكبها الحوثيون منذ انقلابهم في صنعاء في أيلول/سبتمبر 2014.

ووفقا للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فقد ارتكب الحوثيون نحو 21 ألف حالة انتهاك ضد حقوق الأطفال في اليمن خلال أربع سنوات.

الطفل اليمني يوسف البدجي من منطقة عصيفرة بتعز أصيب بطلقة قناص حوثي في رجله. [اللجنة الوطنية للتحقق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان].

الطفل اليمني يوسف البدجي من منطقة عصيفرة بتعز أصيب بطلقة قناص حوثي في رجله. [اللجنة الوطنية للتحقق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان].

وقالت الشبكة في تقرير جديد إنها وثقت 20977 واقعة انتهاك خلال الفترة من 1 يونيو/حزيران 2018 وحتى 1 يوليو/ تموز 2022.

هذا بالإضافة إلى تهجير وتشريد 43608 أطفال.

وأوضحت الشبكة أن الانتهاكات تنوعت بين "جرائم قتل الأطفال والإصابة والاختطاف والتشريد والحرمان من التعليم"وأعمال القنص والتجنيد ومنع وصول العلاج والغذاء والماء في المناطق التي تحت الحصار.

وأشارت الشبكة إلى أنها سجلت 1343 حالة قتل خارج نطاق القانون للأطفال، بينهم 31 رضيعا، و1620 حالة إصابة بجروح متفرقة في الجسم و321 حالة إعاقة دائمة للأطفال في اليمن.

ولفت التقرير إلى توثيق 522 حالة اعتقال واختطاف خاصة بالأطفال، أغلبهم تم اختطافهم من أجل ابتزاز أهاليهم.

وعن عمليات التجنيد الإجباري للأطفال، أوضح التقرير أن ميليشيا الحوثي قامت بتجنيد 12341 طفلا لا تتجاوز أعمارهم 14 عاما، وأنها تواصل فعل ذلك.

كما وثقت الشبكة مقتل 1716 طفلا وإصابة 3114 آخر في جبهات الحوثي.

استهداف أحياء المدنيين

وقال نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان إن "الميليشيات الحوثية انتهكت حقوق الطفولة بشكل مرعب وبشع وذلك من خلال القنص والألغاموإطلاق قذائف الهاون التي أطلقت على أحياء المدنيين".

وأضاف في حديث للمشارق أن هذه الانتهاكات خلفت ضحايا كبارا وصغارا بينهم قتلى وآخرين أصبحت إعاقاتهم دائمة.

وأشاد بالجهد الذي بذلته الشبكة ووصفه "بالجهد المهم"، مضيفا أن تقارير المنظمات المدنية محايدة وتعتمد على النزاهة في التحري عن حالات الانتهاكات.

إلا أن عبد الحفيظ أكد على صعوبة رصد كل الانتهاكات بسبب العقبات التي تضعها الميليشيات الحوثية. وقال إن تقديرات الوزارة لأعداد من جندتهم ميليشيا الحوثي خلال ثماني سنوات تصل إلى قرابة 30 ألف طفل.

وتابع أن بعضهم قتل والبعض الآخر أصيب بعاهة مستديمة أو يعاني من أمراض نفسية نتيجة الأهوال التي وجدوها على الجبهات.

تجنيد الحوثيين للأطفال

من جانبه، قال الناشط عبد الرحمن برمان في حديث للمشارق، "لا شك أن الطفولة في اليمن تتعرض لانتهاكات كبيرة ومستمرة".

وأضاف أن جماعة الحوثي تتصدر عمليات الانتهاكات التي مورست ضد الأطفال، مشيرا إلى أن الجماعة تنفرد بتجنيد الأطفال على نطاق واسع.

وتابع أنه "نتيجة هذا التجنيد هو مقتل الكثير منهم"، مؤكدا صعوبة رصد كل الانتهاكات ضد الأطفال في مناطق سيطرة الحوثي لعدم وجود الناشطين والراصدين في تلك المناطق.

بدورها، قالت إشراق المقطري الناطقة الرسمية باسم اللجنة الوطنية للتحقق من ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، إن "عملية الرصد والتوثيق مهمة من أجل القيام بالخطوات اللاحقة وملاحقة الجناة".

وأضافت أن جمع الأدلة وحفظها لكي يتم استخدامها قانونيا "أمر في غاية الأهمية"، مشيرة إلى أن الانتهاكات مستمرة في غالبية المحافظات وخصوصا في سبع محافظات تشهد عمليات عسكرية واستهداف مدنيين.

وأشارت المقطري إلى أن الهدف من عمليات الرصد والتوثيق هو ضمان "حصول الضحايا على حقوقهم بعد تحويل هذه الملفات إلى القضاء".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500