سياسة

تزويد طهران روسيا بالمسيرات يثير معارضة في صفوف القادة الإيرانيين

فريق عمل المشارق

نقلت محطة سكاي نيوز أن روسيا نقلت جوا 140 مليون يورو نقدا ومجموعة من الأسلحة الأميركية والبريطانية الصنع المضبوطة إلى إيران مقابل عشرات المسيرات الفتاكة. وتظهر في هذه الصورة مسيرات في موقع سري تحت الأرض بإيران. [أفغانستان إنترناشونال]

نقلت محطة سكاي نيوز أن روسيا نقلت جوا 140 مليون يورو نقدا ومجموعة من الأسلحة الأميركية والبريطانية الصنع المضبوطة إلى إيران مقابل عشرات المسيرات الفتاكة. وتظهر في هذه الصورة مسيرات في موقع سري تحت الأرض بإيران. [أفغانستان إنترناشونال]

أثار نقل طهران للمسيرات إلى روسيا التي استخدمتها لضرب البنية التحتية المدنية والمدن في أوكرانيا موجة من المعارضة الشعبية في الداخل الإيراني.

ففي مقالة افتتاحية نشرت في 7 تشرين الثاني/نوفمبر، انتقد رجل الدين ورئيس التحرير التنفيذي لصحيفة جمهوري إسلامي مسيح مهاجري الموقف الذي اتخذته الحكومة الإيرانية منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا.

وعبّر عن أمله في أن تبدأ الإدارة بتحمل مسؤولية أفعالها "في قضايا أخرى" أيضا، إلى جانب نقل المسيرات إلى روسيا.

ومتسائلا لماذا لم تحذر طهران موسكو وتثنيها عن استخدام المسيرات الإيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، كتب مهاجري أن التعاليم الإسلامية لا تسمح له بالبقاء ساكتا "في حال كان هناك دليل على استخدام المسيرات الإيرانية في أوكرانيا".

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقف إلى جانب بقايا مسيرة إيرانية في 28 تشرين الأول/أكتوبر. [President.gov.ua]

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يقف إلى جانب بقايا مسيرة إيرانية في 28 تشرين الأول/أكتوبر. [President.gov.ua]

وانتقد سياسات إيران تجاه أوكرانيا وسط الحرب الدائرة، مشددا على أنه كان يتوجب على وزارة الخارجية إدانة الحرب بعبارات واضحة.

كذلك، قام مهاجري الذي سبق وذكر أنه لا خيار أمام الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي غير الانضمام إلى فريق العمل المعني بالإجراءات المالية، بانتقاد الحكومة على امتناعها عن بذل جهود وساطة لوقف "الحرب المشؤومة" على أوكرانيا.

كما انتقد عدد من السياسيين الإيرانيين العديد من سياسات رئيسي، بما في ذلك علاقات إيران الوطيدة أكثر فأكثر بروسيا. وعلى غرار غالبية الإيرانيين العاديين، يعارض معظم هؤلاء السياسيين توسيع العلاقات الإيرانية مع روسيا.

صفقات أسلحة مع موسكو

وفي حين تم الكشف عن ولاء إيران لروسيا ودورها غير المباشر في الحرب على أوكرانيا، تواصل طهران إبرام صفقات أسلحة مع موسكو.

وفي تقرير صدر في 9 تشرين الثاني/نوفمبر، نقلت محطة سكاي نيوز على لسان مصدر أمني قوله إن روسيا نقلت جوا 140 مليون يورو (144 مليون دولار) نقدا ومجموعة من الأسلحة الأميركية والبريطانية الصنع المضبوطة إلى إيران مقابل عشرات المسيرات الفتاكة لاستخدامها في حربها على أوكرانيا.

وجاء في التقرير أن طائرة عسكرية روسية نقلت سرا المبالغ النقدية و3 طرازات من الذخيرة إلى مطار في طهران.

ونفذت العملية بحسب المعلومات في الساعات الأولى من يوم 20 آب/أغسطس.

وزعم المصدر أنه تم الاتفاق على صفقة إضافية بقيمة 200 مليون يورو بين طهران وموسكو خلال الأيام القليلة الماضية.

وقال المصدر "يعني ذلك أنه سيكون هناك شحنة كبيرة أخرى من المسيرات القادمة من إيران قريبا".

أسابيع من النفي

وبعد نفيها على مدى أسابيع نقلها للمسيرات إلى موسكو، غيرت طهران موقفها بشكل مفاجئ.

ورغم أدلة كثيرة تشير إلى أن روسيا تستخدم المسيرات الإيرانية في حربها على أوكرانيا بما في ذلك صورة التقطت في 28 تشرين الأول/أكتوبر للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى جانب بقايا مسيرة من طراز شاهد-136، أصر النظام على أن هذه المعلومات خاطئة.

وفي 18 تشرين الأول/أكتوبر، أعربت طهران حتى عن جهوزيتها لإجراء محادثات مع كييف لتوضيح المزاعم "التي لا أساس لها" والتي مفادها أنها تزود روسيا بالأسلحة والمسيرات لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.

ولكن وفي تحول مفاجئ بالموقف في 5 تشرين الثاني/نوفمبر، أكد وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبداللهيان أن إيران تزودت روسيا بالمسيرات، إلا أنه نفى التقارير المرتبطة بإرسالها صواريخ إلى موسكو لحربها على كييف.

وقال وزير الخارجية إن إيران لا تعلم كيف يتم استخدام المسيرات في أوكرانيا، مع زعم طهران اتخاذ موقف حيادي في الحرب المتواصلة بين روسيا وأوكرانيا.

وزعم أيضا أن المسيرات أرسلت قبل اندلاع الحرب على أوكرانيا.

وبعد اعتراف أمير عبداللهيان، أشار زيلينسكي إلى أن إيران لا تزال تقلل من أهمية قضية تزويدها روسيا بالمسيرات.

وقال إن القوات الأوكرانية تسقط ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة في اليوم الواحد، ويعلم مسؤولون أن مدربين إيرانيين دربوا الروس على كيفية استخدام هذه الطائرات رغم التزام طهران الصمت في هذا الموضوع، حسبما ذكر موقع ذي هيل.

ويوم الاثنين، 14 تشرين الثاني/نوفمبر، فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على قائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي على خلفية إمدادات المسيرات الإيرانية لروسيا لاستخدامها في أوكرانيا.

وشمل الاتحاد أيضا قائد سلاح الجو التابع للحرس الثوري أمير علي حاجي زاده ومصنع مسيرات القدس على لائحة العقوبات.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500