إرهاب

اكتشاف منحوتات قديمة عند موقع أثري عراقي عريق دمره تنظيم داعش

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

عامل عراقي يستكشف نقشا على الصخور عثر عليه مؤخرا عند بوابة المسقى (ماشكي)، وهي إحدى البوابات الأثرية لمدينة نينوى الآشورية الأثرية، في ضواحي ما يعرف اليوم بمدينة الموصل شمالي العراق، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عامل عراقي يستكشف نقشا على الصخور عثر عليه مؤخرا عند بوابة المسقى (ماشكي)، وهي إحدى البوابات الأثرية لمدينة نينوى الآشورية الأثرية، في ضواحي ما يعرف اليوم بمدينة الموصل شمالي العراق، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

الموصل -- حين قام مقاتلو تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) بتدمير بوابة المسقى الأثرية القديمة في مدينة الموصل العراقية عام 2016، كان ذلك في إطار التدمير الممنهج الذي نفذه المتطرفون للإرث الثقافي.

اليوم، عثر علماء الآثار الأميركيون والعراقيون الذين يعملون على ترميم الموقع على منحوتات صخرية رائعة بين الأنقاض عمرها 2700 عام.

وقال مسؤول عراقي محلي يوم الأربعاء، 19 تشرين الأول/أكتوبر، إن تلك المنحوتات تتضمن نقوشا رخامية بارزة تصور مشاهد حربية من حكم الملوك الآشوريين في مدينة نينوى الأثرية.

وتظهر تلك النقوش التي اكتشفت الأسبوع الماضي جنديا يسحب قوسا للخلف استعدادا لإطلاق سهم، إلى جانب أوراق عنب وسعف نخيل منحوتة بدقة.

عامل عراقي يستكشف نقشا على الصخور عند بوابة المسقى، وهي إحدى البوابات الأثرية لمدينة نينوى الآشورية الأثرية، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عامل عراقي يستكشف نقشا على الصخور عند بوابة المسقى، وهي إحدى البوابات الأثرية لمدينة نينوى الآشورية الأثرية، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عمال عراقيون يستكشفون نقشا على الصخور عند بوابة المسقى في مدينة نينوى الآشورية الأثرية، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

عمال عراقيون يستكشفون نقشا على الصخور عند بوابة المسقى في مدينة نينوى الآشورية الأثرية، في 19 تشرين الأول/أكتوبر. [زيد العبيدي/وكالة الصحافة الفرنسية]

ويعود تاريخ المنحوتات الصخرية الرمادية إلى حكم الملك سنحاريب، الذي حكم في الفترة 705-681 قبل الميلاد، وفقا لبيان من المجلس العراقي للآثار والتراث.

وكان سنحاريب مسؤولا عن توسيع نينوى كعاصمة للإمبراطورية الآشورية وأكبر مدنها بسبب موقعها على مفترق طرق رئيس بين البحر المتوسط والهضبة الإيرانية، وتضمن ذلك بناء قصر مهيب.

ورجح رئيس الفريق الأثري الذي يعمل على ترميم الموقع، فاضل محمد خضر، أن تكون المنحوتات قد أخذت من قصر سنحاريب واستخدمت كمادة في بناء البوابة.

وأوضح "نعتقد أن تلك المنحوتات أخذت من قصر سنحاريب وأعيد استخدامها من قبل حفيد الملك، وذلك لتجديد بوابة ماشكي وتوسيع غرفة الحرس".

وحين استخدمت في البوابة، أزيلت الجزء فوق الأرض الذي يحتوي على المنحوتات.

وقال خضر إن "الجزء المدفون تحت الأرض هو فقط الذي احتفظ بمنحوتاته".

بدوره، قال التحالف الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع الذي يقع مقره في سويسرا، إن بوابة المسقى كانت في الماضي "مبنى استثنائي".

وأضاف أن تنظيم داعش استهدف البوابة المحصنة التي كانت قد رممت في سبعينيات القرن العشرين لأنها كانت "جزءا أيقونيا من أفق الموصل ورمزا لتاريخ المدينة الطويل".

ويدعم التحالف عملية إعادة بناء البوابة التي تنفذ من قبل فريق من الأثريين من جامعة الموصل العراقية إلى جانب خبراء من جامعة بنسلفانيا، وذلك بالتعاون مع هيئة الآثار العراقية.

ويهدف مشروع الترميم إلى قلب الطاولة على عهد تنظيم داعش، وتحويل الأثر المدمر إلى مركز تعليمي حول تاريخ محافظة نينوى.

إرث داعش المدمر

وكان تنظيم داعش قد هدم بين عامي 2014 و2017 الآثار التي يعود تاريخها إلى قبل الإسلام باستخدام جرافات وفؤوس ومتفجرات، زاعما أن تلك القطع الأثرية والتماثيل القديمة هي مجرد "أوثان"، وعليه تدميرها بدافع من "الواجب الديني".

لكن سرعان ما تكشف أن عناصر تنظيم داعش هربوا أيضا قطعا أثرية من البلاد لبيعها بأسعار مرتفعة لتجار السوق السوداء، واستخداموا العائدات في تمويل عمليات التنظيم، ما يكشف عن نفاقهم.

ونفذ تنظيم داعش أيضا عمليات حفر ممنهجة في المواقع التاريخية التي كانت تقع تحت سيطرته بحثا عن آثار ثمينة، وبلغ عددها الإجمالي أكثر من 1700 موقع أثري وديني في الموصل.

وفي مقابلة عام 2020 مع موقع ديارنا، وهو موقع شقيق للمشارق، ذكر مدير متحف الموصل زيد غازي سعد الله أنه بعد طرد داعش، بذل المتحف جهودا موسعة لتحديد القطع الأثرية المسروقة أو المتضررة.

ووجد أن القطع الأثرية المسروقة كانت تمثل مصدر دخل رئيسا للتنظيم، وبيّن أن الأفلام التي صورها التنظيم لعناصره وهم يحطمون القطع الأثرية في المتحف "لم تكن سوى محاولة للتغطية على سرقته للآثار".

وأضاف أن تنظيم داعش كان يسرق القطع الأثرية من المواقع الأثرية التي سيطر عليها، ويعمد إلى تفجير المواقع أو جرفها لإخفاء معالم السرقة.

ووفق سعد الله، فإن هذا ما حدث في موقع تل النبي يونس (النبي يونان) وتل قوينجق، حيث يقع قصر الملك الآشوري سنحاريب ومدينة نمرود التاريخية.

وأوضح تقرير لمجلس القضاء الأعلى العراقي نشر في تشرين الأول/أكتوبر 2020 نقلا عن منظمة اليونسكو، أن تنظيم داعش جنى ثروة بلغت 36 مليون دولار من أنشطة تهريب آثار الموصل وبيعها في السوق العالمية عبر وسطاء.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500