الحضر -- كشف العراق عن ثلاثة تماثيل ضخمة في مدينة الحضر القديمة يوم الخميس، 24 شباط/فبراير، بعدما تم ترميمها مؤخرا عقب قيام مسلحي تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) بتخريبها أثناء فترة حكمهم القصيرة التي اتسمت بالوحشية.
وكان المتطرفون قد نشروا شريط فيديو في العام 2015 يظهر تدميرهم الوحشي في الحضر، حيث حملوا البنادق والفؤوس إلى بقايا ما كان في السابق مراكز تجارية رئيسة بين الإمبراطوريات الرومانية والبارثية في القرنين الأول والثاني بعد الميلاد.
وكان تمثال على الطراز الروماني لشخص بالحجم الطبيعي وسلسلة من النقوش على جانب المعبد الكبير من بين القطع التي تم ترميمها وعرضها على الصحافيين.
وفي تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، قال المسؤول البارز في مجال الآثار، علي عبيد شلغم، إن "تنظيم داعش دمر كل شيء له قيمة في هذه المدينة".
من جانبه، قال مدير الآثار بالمحافظة، خير الدين أحمد ناصر، إن الأعمال الفنية "قد مُزقت وحُطمت، ووجدنا شظايا في كل أنحاء الموقع".
وأضاف "استعدنا بعض القطع. لكن قطعا أخرى كانت مفقودة فقمنا باستبدالها بنفس نوع من الحجر".
هذا وتتم أعمال الترميم في الحضر بواسطة أخصائيين عراقيين بالتعاون مع الجمعية الدولية للدراسات المتوسطية والشرقية في إيطاليا، بتمويل من الاتحاد الدولي لحماية التراث في مناطق الصراع.
وكان تنظيم داعش قد صور أعمالا مماثلة قام بها مسلحوه في متحف الموصل الذي يقع على بعد 100كم إلى الشمال الشرقي من الحضر، وفي تدمر في سوريا المجاورة.
وكانت قوات الحكومة العراقية قد استعادت الحضر في العام 2017 قبل بضعة أشهر من إعلان النصر على المتطرفين الذين اجتاحوا معظم مناطق شمال وغرب العراق قبل ثلاثة أعوام.
إحياء التراث الثقافي
وفي هذا الشهر أيضا، من المقرر إعادة افتتاح مكتبة جامعة الموصل الشهيرة المؤلفة من عدة طوابق، والتي تم ترميمها بتمويل من الأمم المتحدة.
وكانت المكتبة تتباهى بأنها تضم مليون كتاب قبل أن يجتاحها تنظيم داعش ويسقط رفوفها ويحرق مخطوطاتها القديمة.
وأحرق التنظيم آلاف المخطوطات في الفلسفة والقانون والعلوم والشعر التي كانت تتناقض بصورة أو بأخرى مع فكره المتطرف.
وتتكون المكتبة المرممة من أربعة طوابق ولها واجهة خارجية أنيقة من الزجاج، وستضم في البداية 32 ألف كتاب إلى جانب مجموعة من الكتب الإلكترونية.
وقد تم إحياء المكتبة من تبرعات كبيرة من الجامعات العربية والدولية ومن أفراد جامعيين من جميع أنحاء العراق.
وشكل التراث الديني لمدينة الموصل محورا لجهود الإعمار.
وفي هذا السياق، يعاد بناء مسجد النوري الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني عشر ويشتهر بمأذنته الحدباء، وذلك في إطار مشروع تنفذه منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة.
وفي أيلول/سبتمبر، شهدت كنيسة مار توما المسيحية السريانية أيضا، تركيب جرس جديد صُنع في لبنان بتبرعات من جمعية أخوة في العراق، وهي منظمة فرنسية غير حكومية تساعد الأقليات الدينية .