بيروت - أفادت قوى الأمن الداخلي اللبنانية يوم السبت، 11 كانون الأول/ ديسمبر، أنها أحبطت محاولة لتهريب 4 ملايين حبة كبتاغون إلى السعودية عبر الأردن كانت مخبأة في شحنة قهوة.
وتعتبر عملية ضبط المنشط المحظور الذي كان محشوا داخل أكياس قهوة، الأحدث في سلسلة عمليات مصادرة مماثلة حيث خُبأت المخدرات داخل شحنات من البرتقال والرمان والحبوب والأثاث.
وصودرت الحبوب في أعقاب سلسلة من المداهمات في منشأة تخزين في حي بئر حسن القريب من الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب قوى الأمن الداخلي.
يُذكر أن الضاحية الجنوبية لبيروت هي أحد معاقل حزب الله الذي يعرف بتاريخ طويل وموثق توثيقا جيدا في إنتاج المخدرات والإتجار بها، ومنها الكبتاغون.
ونُفذت المداهمات في 4 و5 و8 كانون الأول/ديسمبر بعد أن تلقت قوى الأمن الداخلي بلاغا بشأن عملية التهريب المخطط لها، حسبما أفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وبعد التحقيق في البلاع تمكنت القوات الخاصة من التعرف على أعضاء شبكة التهريب.
وقالت قوى الأمن الداخلي اللبنانية إنها اعتقلت رجلين كانا وراء العملية، أحدهما مواطن لبناني سبق أن أدين بتهريب الكبتاغون والآخر سوري الجنسية.
واعتقل اللبناني في مطار بيروت اثناء محاولته الفرار.
أحدث ʼدولة مخدراتʻ
وفي الشهر الفائت، أحبطت قوى الأمن الداخلي عملية لتهريب 1.5 مليون حبة كبتاغون كانت مخبأة في قاعدة منصات خشبية معدة للتصدير عبر بيروت.
وفي حزيران/يونيو الماضي، صادرت السلطات السعودية أكثر من 4.5 مليون حبة كبتاغون في ميناء جدة كانت مخبأة داخل شحنة برتقال. وأشار محللون أمنيون إلى احتمال أن تكون الشحنة قد أرسلت من لبنان.
وفي حزيران/يونيو أيضا، صادرت قوات الأمن الداخلي السعودية 14.4 مليون حبة كان المهربون قد خبأوها في شحنة ألواح معدنية قادمة من لبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية للأنباء أن تلك الشحنة جاءت من ميناء اللاذقية السوري ومرت عبر ميناء بيروت، حيث استخدم المهربون شهادة يونانية مزورة.
وفي تحقيق نُشر في 5 كانون الأول/ديسمبر، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن صناعة المخدرات التي يديرها شركاء أقوياء للرئيس السوري بشار الأسد وأقارب له، قد نمت لتصبح عملية تقدر عائداتها بمليارات الدولارات.
وقالت الصحيفة إنه تم في السنوات الأخيرة مصادرة مئات الملايين من الحبوب، معظمها جاء من أحد الموانئ التي يسيطر عليها النظام في سوريا.
وأضافت أن عائدات هذه التجارة غير المشروعة والتي يعتبر الكبتاغون المنتج الرئيس فيها، تفوق بكثير عائدات الصادرات السورية المشروعة، مشيرة إلى أن سوريا أصبحت "أحدث دولة مخدرات في العالم".
ووفقا لتقرير صدر عن مركز التحليل والأبحاث العملياتية بتمويل من الاتحاد الأوروبي، "وصلت صادرات الكبتاغون من سوريا إلى قيمة سوقية لا تقل عن 3.46 مليار دولار" في عام 2020.
عمليات حزب الله في سوريا
وفي نيسان/أبريل الماضي، كشفت المشارق أن حزب الله نقل حلقة إنتاج المخدرات من لبنان إلى سوريا، حيث "أقام دويلته لتصنيع المخدرات"، بحسب الناشط حسين عطايا.
وقال عطايا إن حزب الله يتقاسم السيطرة على عملية تصنيع المخدرات مع وحدات من الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري بقيادة ماهر شقيق الأسد.
واستغل الحزب المدعوم من إيران والميليشيات المتحالفة معه حالة الفوضى في مناطق سيطرة النظام في سوريا، فضلا عن انخفاض تكلفة التشغيل لإنشاء مراكز لتصنيع المخدرات وتهريبها في مناطق معينة.
ويعمل حزب الله وحلفاؤه بشكل علني في تجارة الحشيش وأنواع أخرى من المخدرات بينها الكبتاغون في ريف دمشق، حيث يمكن الحصول بسهولة على هذه المخدرات وبأسعار منخفضة.
وبحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، هناك نحو 14 مصنعا لإنتاج المخدرات في سوريا، 3 منها في بلدة سرغايا الجنوبية الغربية قرب الحدود مع لبنان.
وتقع مرافق تصنيع المخدرات الـ 11 المتبقية في رنكوس وعسل الورد والجبة وتلفيتا وبخعا والطفيل ومضايا والصبورة.
وأشار المرصد إلى أن المخدرات المنتجة في سوريا تُباع في مناطق بعيدة على نطاق واسع، مع تسجيل استهلاك كثيف وواضح لها في مناطق سيطرة النظام، فيما تنقل عمليات التهريب المخدرات إلى أجزاء أخرى من سوريا وإلى خارجها.
وفي الأسبوع الماضي، قال تحالف بحري متعدد الجنسيات إنه ضبط عام 2021 أكثر من 67 طنا من المخدرات قيمتها أكثر من 189 مليون دولار في عمليات بالقرب من الخليج العربي، وهو رقم قياسي بالنسبة إلى فريق العمل.
ولفت متحدث باسم التحالف إلى أن قيمة هذه المخدرات التي ضبطتها فرقة العمل المشتركة 150 ومقرها البحرين، تجاوزت قيمة مضبوطات السنوات الأربع الماضية مجتمعة.