عدن -- احتل الحوثيون المدعومون من إيران بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو المرتبة الأولى في المنطقة من حيث عدد الهجمات الإرهابية التي ارتكبوها، متجاوزين بذلك تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) المعروف بوحشيته.
فقد نفذ الحوثيون 57 هجوما في اليمن والسعودية في النصف الثاني من العام 2021، بحسب ما جاء في مؤشر الإرهاب في المنطقة العربية ربع السنوي والذي تعده مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان.
وتسعى المؤسسة، ومقرها في مصر، إلى الترويج لقيم وممارسات السلم الاجتماعي والتنمية والديموقراطية والحوكمة الجيدة ومكافحة كل أشكال العنف والصراع وغياب العدالة، بحسب ما جاء في موقعها الإلكتروني.
ووفق تقرير صدر عن المؤسسة في 18 تموز/يوليو، فقد شن تنظيم داعش نحو 47 هجوما إرهابيا خلال الفترة الزمنية نفسها، تتركز غالبيتها في العراق وسوريا.
وسجل التقرير ارتفاعا عاما في عدد الهجمات الإرهابية بالمنطقة، إذ تم تسجيل أكثر من 212 هجوما في الربع الثاني مقارنة بـ 169 في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري.
وأشار التقرير إلى أن الحوثيين استهدفوا السعودية بنحو 44 هجوما، لافتًا إلى أن المملكة حلت في المرتبة الثانية بعد العراق في مؤشر أكثر الدول تأثرا بالعمليات الإرهابية خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
ومن حيث حالات الوفاة المرتبطة بالإرهاب، حل اليمن في المرتبة الثالثة بعد الصومال وسوريا. ووثق التقرير 185 قتيلا في الصومال و81 في سوريا و75 في اليمن.
وقال أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت إن الإرهاب يمثل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين.
وأضاف أنه بمثابة تهديد رئيسي للمدنيين، نظرا لما تمارسه الجماعات المسلحة من ترهيب وعنف عشوائي لتحقيق أهداف سياسية.
وأكد أن الجماعات المشاركة في أنشطة إرهابية لا تأبه بالخسائر البشرية والمادية التي يتضرر منها المدنيون في المقام الأول وتساهم في تقويض وتأخير فرص التنمية في الدول المستهدفة بالهجمات.
نفوذ إيران في اليمن
وفي هذا السياق، قال نبيل عبدالحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان إن تصنيف الحوثيين في مؤشر الإرهاب ربع السنوي هو "انعكاس لتزايد العدوان الإيراني على دول المنطقة".
وأضاف أن "جماعة الحوثي تعمل وفق مصلحة إيران".
وأشار إلى أن ذلك أصبح أكثر وضوحا منذ وصول سفير إيران لدى الحوثيين حسن إيرلو، لافتا إلى أن إيرلو يدير اليوم العمليات العسكرية للحوثيين.
وأضاف أنه منذ وصول السفير، زاد الحوثيون هجماتهم ضد المدنيين وكثفوا انتهاكاتهم لحقوق الإنسان.
وذكر أن إيرلو حوّل اليمن إلى "ساحة يبرز فيها الجانب الإيراني عضلاته، لذلك لا نستغرب هذا التوصيف والتصنيف لهذه الجماعة الموالية لإيران"، مشيرا بذلك إلى البيانات الأخيرة لمؤشر الإرهاب.
ومن جانبه، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات إن "الحركة الحوثية تحالفت مع منظمات إرهابية دولية وتحالفت مع إيران لتهديد الأمن الإقليمي وتهدد باجتياح الجزيرة العربية".
وأضاف أن ذلك يشير بوضوح إلى أن الحوثيين هم "حركة إرهابية عابرة للحدود وليست ضمن حركات التحرر الوطنية".
وأكد "لا أستغرب احتلال الحركة الحوثية الصدارة مقارنة بالتنظيمات الإرهابية الأخرى لأنها نفذت كل الأعمال الإرهابية بمختلف أشكالها".
وذكر أن الجماعة "وصلت إلى السلطة بقوة السلاح ثم تمردت على الدولة".
ومنذ الانقلاب التي نفذته الجماعة المدعومة من إيران في العام 2014 بصنعاء، نفذت عمليات اغتيال وفجرت منازل خصومها وفجرت مدارس وأماكن عبادة واحتلت مرافق عسكرية ومدنية.