عدن – تعترض السعودية الطائرات المسيرة التي يطلقها باتجاهها الحوثيون المدعومون من إيران بشكل شبه يومي، وذلك في هجمات يقول مسؤولون بالحكومة اليمنية إنها تقوض بصورة فعلية فرص تحقيق سلام طال انتظاره.
اعترضت الدفاعات الجوية السعودية يوم السبت، 19 حزيران/يونيو، 17 طائرة مسيرة مفخخة أطلقها الحوثيون على المملكة من اليمن، وهو عدد قياسي من المسيرات التي يتم إطلاقها في يوم واحد منذ اندلاع الصراع، حسبما ذكر التحالف العربي.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية أن الطائرات المسيرة استهدفت المنطقة الجنوبية في المملكة، وقد تم إطلاق ثلاث منها باتجاه منطقة خميس مشيط.
وذكرت وسائل إعلام سعودية رسمية أنه في مطلع الشهر الجاري، سقطت طائرة مسيرة مفخخة كان قد أطلقها الحوثيون على مدرسة للفتيات في محافظة عسير الجنوبية.
ولم يتم تسجيل إصابات جراء هذا الهجوم.
ولكن خلال جولة إعلامية جرت يوم الأحد في المدرسة التي انتشرت الشظايا في سقفها وظهر فيها الزجاج المكسر والمعادن الملتوية، قال مسؤولون إن بعض الأهالي المرعوبين يرفضون إرسال أطفالهم لحضور صفوفهم.
وقال مسؤول محلي "ما من هدف عسكري هنا... من الواضح أن الحوثيين يستهدفون المدنيين عمدا".
وفي هذه الأثناء، ذكرت مصادر عسكرية يوم السبت أن المعارك المتجددة بين القوات اليمنية والحوثيين للسيطرة على مدينة مأرب الشمالية الاستراتيجية، أسفرت عن مقتل 47 شخصا بينهم 16 من الجنود الموالين للحكومة.
وفي 18 حزيران/يونيو، قالت المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، ليز ثروسيل، "إننا متخوفون جدا من التأثير المتواصل للمعارك على المدنيين ومسألة استهدافهم في مأرب".
ولفتت إلى الهجوم الذي نفذ في 10 حزيران/يونيو على مجمع مدني في مدينة مأرب يضم مكتب المحافظ، وهو هجوم يعتقد أنه نفذ بصواريخ وطائرة مسيرة مفخخة وأدى إلى مقتل 8 من ضباط الشرطة وإصابة 30 مدنيا.
وقبل بضعة أيام أي في 5 حزيران/يونيو، استهدفت محطة للوقود كانت مخصصة للعناصر العسكرية والمدنيين المخولين بالقرب من مأرب بصاروخ أطلقه الحوثيون ، وأسفر عن مقتل نحو 21 شخصا بينهم مدنيين.
تعثر الجهود الدبلوماسية
وتأتي أعمال العنف الأخيرة في ظل فشل الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تأمين وقف لإطلاق النار في اليمن.
واعتبر وزير الإعلام والثقافة والسياحة معمر الأرياني يوم الثلاثاء، أن التصعيد الأخير للحوثيين على كل الجبهات المحلية وهجماتهم المتعمدة على المدنيين والمرافق المدنية في السعودية، تقوض جهود إحلال السلام.
من جهته، قال وكيل وزارة العدل فيصل المجيدي للمشارق، إن عبد الملك الحوثي زعيم جماعة الحوثي لديه هدفين اثنين من تصعيد الهجمات على السعودية.
وأوضح أنه يهدف أولا إلى إظهار أن الحوثيين تابعون لإيران وأن "قرار السلام ليس بأيديهم"، لافتا إلى أن ذلك يشير لملامح ما ستكون عليه الأمور في ظل حكم رئيس إيران الجديد المتشدد إبراهيم رئيسي.
وأضاف أن "الهدف الثاني هو توجيه رسالة للداخل والخارج أنهم مستمرون بالتصعيد وأنهم أصبحوا أكثر قوة وبالتالي لن يقبلوا بالسلام".
وتابع أن "الحوثيين يعتقدون أنهم يستطيعون فرض شروطهم التي هي أساسا شروط إيران، بما في ذلك فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة بشكل كامل دون أي تنازلات أو قبول بالمبادرات المقدمة".
لكنه ذكر أنه بموقفهم هذا، قد يجدون أنفسهم عرضة للعقوبات.
اتجاه معاكس للسلام
وفي حديثه للمشارق، قال وكيل وزارة حقوق الإنسان نبيل عبد الحفيظ، إن الحوثيين يسيرون بالاتجاه المعاكس للسلام.
وأضاف "كلما زادت الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية من أجل السلام في اليمن، يستمر التعنت الحوثي بتصعيد الصراع والهجمات بالصواريخ والمسيرات ضد الأراضي السعودية".
وتابع أن "الدليل هو الكم الهائل من المسيرات التي أطلقها الحوثيون خلال اليومين الماضيين".
وأشار إلى أن "العالم يدفع باتجاه السلام، لكن للأسف تستمد جماعة الحوثي قرارها من طهران. وتكمن الإشكالية في أن الانقلابات يصاحبها في معظم الأحيان وهم القوة".