أمن

الانتشار العسكري الأميركي يهدف إلى طمأنة الحلفاء وسط تصاعد التوترات

فريق عمل المشارق

مقاتلات إف/إي-18د هورنت التابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تتوجه نحو أماكن ركونها في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية بتاريخ 8 أيار/مايو. [القوات الجوية الأميركية]

مقاتلات إف/إي-18د هورنت التابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تتوجه نحو أماكن ركونها في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية بتاريخ 8 أيار/مايو. [القوات الجوية الأميركية]

هدف عدد من عمليات الانتشار والمناورات التي نفذها الجيش الأميركي مؤخرا في الشرق الأوسط، إلى إعادة طمأنة الحلفاء الإقليميين باستعداد وقدرة القوات الأميركية على الانتشار سريعا في مختلف أنحاء العالم دون إشعار سابق.

وقالت القوات الجوية الأميركية المركزية في بيان إنه تم نشر مقاتلات من سرب مشاة البحرية الأميركية في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية بتاريخ 8 أيار/مايو، في إطار الحملة المتوصلة للقيادة المركزية الأميركية الهادفة إلى تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وجاء في البيان أن نشر مقاتلات إف-18 يعزز المشاركة في فعاليات التحالف وتكامل الدول الشريكة الإقليمية.

وأضاف أن "تواجد الوحدة في هذا المشهد يسلط الضوء على قدرة الجيش الأميركي على الانتشار وتوظيف قواه في أي مكان حول العالم وفي أي لحظة".

إحدى مقاتلات إف/إيه-18د هورنت التابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تهبط على المدرج في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية بتاريخ 8 أيار/مايو. [القوات الجوية الأميركية]

إحدى مقاتلات إف/إيه-18د هورنت التابعة لسلاح مشاة البحرية الأميركية تهبط على المدرج في قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية بتاريخ 8 أيار/مايو. [القوات الجوية الأميركية]

وشارك الطيران الأميركي أيضا في 18 و19 أيار/مايو في سراب الصحراء 3، وهي النسخة الثالثة لمناورات ثنائية مع القوات السعودية تهدف إلى تعزيز التشغيل البيني وقدرات الدفاع الجوي.

وفي هذا الإطار، قال اللفتنانت جنرال غريغ غيو قائد القوات الجوية المركزية، إن "عمليات النشر الديناميكية للقوات تظهر القدرة على نقل الإمكانات القتالية إلى المكان المرغوب في الوقت المناسب عندما تكون هناك حاجة إليها، وليس فقط للاحتياط".

وأضاف أن "عمليات النشر قصيرة المدى والمكثفة هذه تعزز أيضا جهوزية كل من القوات الجوية المركزية والوحدات المنتشرة".

هذا وأعيد التأكيد على الشراكة المتواصلة خلال زيارة قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكنزي للسعودية في 23 أيار/مايو.

وأكد ماكنزي أن "السعودية هي شريك رئيس في الشرق الأوسط وهي ركيزة أساسية لهيكل الأمن الإقليمي، وأنا فخور جدا بالعلاقة الاستراتيجية التي أنشأناها على مر السنوات".

وقال ماكنزي في الأردن بتاريخ 21 أيار/مايو إن المملكة تملك "قدرة فريدة على إشراك جهات من مختلف الثقافات ووجهات النظر".

وأضاف "بفضل قيادة الملك عبدالله الثاني وقدرات القوات المسلحة الأردنية، تبقى المملكة دوما شريكا موثوقا جدا ولها دور ريادي في إحلال السلام والاستقرار بالمنطقة".

استجابة سريعة

وأجرت القيادة المركزية الأميركية آخر عملية نشر قوة ديناميكية في كانون الثاني/يناير، إذ نشرت سربا من مقاتلات إف-15 إي سترايك إيغلز التابعة لسلاح الجو الأميركي من قاعدة سيمور جونسون الجوية بولاية كارولاينا الجنوبية.

ويأتي نشر مقاتلات إف-18 إلى السعودية خلال الشهر الجاري، في ظل عمليات نشر أخرى تهدف إلى الاستجابة سريعا للأوضاع المتغيرة على الأرض.

وفي 4 أيار/مايو، وصلت طائرتان من طراز بي-52 أتش ستراتوفورتريس تابعتان لسلاح الجو الأميركي إلى قاعدة العديد الجوية في قطر.

والتحقت القاذفتان بالطائرات الأربعة الأخرى من طراز بي-52 والتي سبق وأرسلت إلى العديد في أواخر نيسان/أبريل لحماية عملية انسحاب القوات الأميركية وقوات التحالف من أفغانستان.

وفي 25 نيسان/أبريل، حطت أيضا 6 طائرات من طراز إف-15 إيه سترايك إيغلز في قاعدة الظفرة الجوية في الإمارات، مع تغيير نوع العتاد كجزء من عملية النشر القتالي المرن.

ونفذت الطائرات أول مهمة قتالية تكتيكية لمنصة إف-15 إي، فحملت ضعف حمولتها المعيارية من الذخيرة لدعم أولويات القوات الجوية الأميركية المركزية من أجل تعزيز الأمن الإقليمي وإظهار قدرات الحرب الجوية المستقبلية، حسبما جاء في بيان للقوات الجوية الأميركية المركزية.

تهديدات إقليمية

وتهدف عمليات النشر الأخيرة إلى مواجهة تهديدات الجهات المزعزعة للأمن في المنطقة، مثل الحرس الثوري الإيراني الذي يموّل ويدير مجموعة من الوكلاء في مختلف أنحاء المنطقة.

هذا واستهدفت طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات قاعدة عراقية تضم عناصر من القوات الأميركية في 8 أيار/مايو، ما تسبب بأضرار دون سقوط ضحايا حسبما ذكر الجيش العراقي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.

وشكّل الهجوم على قاعدة عيد الأسد الجوية، العملية الرابعة التي تستهدف القوات الأميركية في العراق بأقل من أسبوع في ظل اشتداد حملة مسلحة ألقيت اللائمة فيها على جماعات موالية لإيران، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية في حينه.

وكانت هذه المرة الثانية التي تؤكد فيها السلطات علنا استخدام طائرة مسيرة في هجوم ضد هدف داخل العراق.

من جهة أخرى، لم تتوقف الهجمات الصاروخية التي نفذها أعداء التحالف خلال الأشهر الـ 18 الماضية.

واستهدافت السفارة الأميركية في بغداد ومواكب إمداد التحالف بهجمات متكررة.

وأصدر الرئيس الأميركي جو بايدن في شباط/فبراير، توجيهات بتنفيذ غارات جوية على أهداف في سوريا لميليشيات تابعة لإيران، وذلك بعد أن أدى هجوم صاروخي في العراق إلى مقتل متعاقد يعمل لصالح التحالف ضد داعش وإصابة موظف أميركي.

وقال بايدن آنذاك، "احذروا، لا يمكنكم القيام بهكذا أعمال والإفلات من العقاب".

وقال ماكنزي في 20 نيسان/أبريل إنه منذ كانون الثاني/يناير، أطلق الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران في اليمن أكثر من 150 صاروخا باليستيا وصواريخ كروز للهجمات البرية وهجمات بطائرات مسيرة على أهداف عسكرية ومدنية وعلى البنية التحتية في السعودية.

وأشار إلى أن إيران ما تزال تشكل الخطر الأكبر على استقرار الشرق الأوسط.

ومتوجها إلى لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ بواشنطن، حذر ماكنزي من استخدام إيران للطائرات المسيرة الصغيرة والمتوسطة الحجم بصورة متزايدة للهجوم على التحالف ضد داعش، لكنه أضاف أن "إيران فشلت" في مساعيها لإخراج القوات الأميركية من المنطقة.

وفي هذه الأثناء، يواصل الجيش الأميركي في أفغانستان دعمه للقوات الأفغانية، في ظل استعداده للانسحاب من البلاد بحلول 11 أيلول/سبتمبر.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500