موسكو - طالبت جماعات حقوقية في موسكو الروس بتحمل المسؤولية عن الانتهاكات في سوريا، وذلك بالتزامن مع نشرها تقرير يدين روسيا يوم الجمعة، 2 نيسان/أبريل، بشأن دورها في الحرب التي تدوم منذ 10 سنوات.
ويعد هذا التقرير الذي نشر ليتزامن مع الذكرى السنوية العاشرة لاندلاع الحرب السورية، أول تقرير عن الحرب يصدره ناشطون روس ويسعى لتسليط الضوء على ضحايا الأعمال العسكرية التي نفذتها روسيا في سوريا.
وقال التقرير إنه "بالنسبة لمعظم الروس، فإن وسائل الإعلام الحكومية هي المصدر الرئيس للأخبار حول سوريا، وقد ركزت تلك الوسائل الإعلامية على معاناة المدنيين على يد الإرهابيين وجماعات المعارضة المسلحة المناهضة للحكومة، لكنها التزمت الصمت حيال انتهاكات حقوق الإنسان الصارخة والممنهجة وجرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة السورية".
وأضاف أنه "لأسباب واضحة، فإن وسائل الإعلام الحكومية الروسية لا تورد أية أنباء عن ضحايا عمليات القصف ولا عن النزوح القسري للمدنيين الناتج بصورة جزئية عن عمليات روسيا العسكرية في سوريا".
وتابع "نتيجة لذلك، فإن الشعب الروسي ليس لديه معرفة كافية ليدرك من وما ندعمه في سوريا وكلفة تلك الحرب بالنسبة لنا والمعاناة التي تسببت بها الحرب للمدنيين، وهم أناس لم يرفعوا أبدا السلاح".
هذا وتتناقض نتائج التقرير بصورة واضحة مع الرواية الرسمية لموسكو وإشادة الرئيس فلاديمير بوتين بالجيش الروسي لتدخله في عام 2015 للقضاء على "الإرهابيين" ودعم حكومة بشار الأسد.
ويتضمن التقرير الذي أعدته منظمة ميموريال وهي أبرز منظمة حقوقية في روسيا مع عدة منظمات أخرى، والذي يتألف من 200 صفحة، مقابلات مع أكثر من 150 شاهدا على الأحداث في سوريا.
وقالت المنظمات الحقوقية إن "الغالبية الكاسحة ممن تمت مقابلتهم لا ينظرون لروسيا على أنها مخلّص، بل يعتبرونها قوة أجنبية مدمرة ساعد تدخلها العسكري والسياسي في دعم مجرم الحرب الذي يتولى رئاسة بلادهم".
وأضافت "لقد كشف بعض الأشخاص الذين قابلناهم أنهم أو أن أحباءهم كانوا ضحايا لعمليات القصف الروسية".
ويتهم التقرير روسيا بارتكاب انتهاكات في سوريا، بما في ذلك بقصف المدنيين بصورة عشوائية وبدعم النظام السوري الذي وجهت له اتهامات بارتكاب فظائع على نطاق واسع، بما في ذلك استهداف المدنيين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتجويع الشعب حتى الموت في المدن المحاصرة.
دعم نظام خطير
ويحث التقرير موسكو على إجراء تحقيقات مستقلة في عمليات القصف التي قام بها الجيش الروسي في سوريا ودفع التعويضات للضحايا.
يُذكر أن المؤلفين الذين أجروا البحث طوال عامين، لم يتمكنوا من دخول سوريا وقابلوا السوريين الذين هربوا من الحرب واتجهوا نحو لبنان وتركيا وألمانيا وروسيا وبلدان أخرى.
وقالت امرأة من حي الوعر الواقع في مدينة حمص والذي تعرض للحصار بين عامي 2013 و2016، لمؤلفي التقرير إن تدخل روسيا شكّل دعما للنظام السوري.
وأضافت المرأة التي بلغ وزنها في وقت من الأوقات 33 كيلوغراما، أنه "في الأشهر الستة الأولى من بداية القصف الروسي، سُجل عدد ضحايا أكثر من العدد الذي سُجل خلال عامين من القصف السوري".
وقال الناشطون إنهم يريدون أن يقرأ أكبر عدد ممكن من الروس تقريرهم وأن "يفهموا مسؤوليتهم عما يحدث باسمهم في سوريا".
وأضافوا "شعرنا بالمرارة والخجل حيال الطريقة التي ينظر بها السوريون الذين قابلناهم للروس".