بيروت - في أحدث عملية من سلسلة عمليات لمكافحة المخدرات، ضبطت الجمارك اللبنانية الأسبوع الماضي 5 ملايين حبة كبتاغون في مرفأ بيروت كانت مخبأة داخل آلة لتصنيع البلاط.
وتم توقيف 3 لبنانيين في القضية بتاريخ 3 شباط/فبراير، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
يُذكر أن الكبتاغون هو نوع من الأمفيتامين يستخدمه عادة المقاتلون في سوريا لمكافحة التعب، وهو رخيص الثمن وسهل التصنيع وقال خبراء إنه حصلت محاولات لتسويقه كبديل منخفض الثمن للكوكايين.
وفي عملية أخرى نفذت في 30 كانون الثاني/يناير، ألقي القبض على لبناني وسوري في حي السلم بضاحية بيروت الجنوبية التي يسيطر عليها حزب الله بتهمة الإتجار بالمخدرات، وكان بحوزتهما مخدرات وأسلحة.
وفي تموز/يوليو من العام الماضي، ضبطت السلطات الإيطالية كمية قياسية من الكبتاغون بلغت 14 طنا أو 84 مليون حبة قدرت قيمتها بمليار دولار، كانت قد وصلت إلى ميناء ساليرنو جنوب نابولي قادمة من سوريا.
وفي حين ساد الاعتقاد بداية أن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) هو وراء الشحنة، إلا أن مصدرا في الشرطة المالية الإيطالية ذي غارديا دي فيننزا، تحدث في كانون الأول/ديسمبر لآراب نيوز عن "احتمال تورط" حزب الله بها.
ونفى حزب الله أي علاقة له بهذه العملية، ولكن التحقيقات ما زالت جارية.
حرب لبنان على المخدرات
ونقلت صحيفة واشنطن بوست في تقرير صدر بتاريخ 4 آب/أغسطس، أن المحققون ذكروا أن العملية الإيطالية "تتوافق مع نمط من قضايا المخدرات التي ظهرت مؤخرا في الشرق الأوسط وأوروبا والتي ترتبط بالميليشيا اللبنانية النافذة".
وذكر محللون من الولايات المتحدة والشرق الأوسط للصحيفة أنه "يبدو أن [حزب الله] بات يعتمد أكثر فأكثر على الأعمال الإجرامية بهدف تمويل عملياته، ومن ضمنها تهريب المخدرات".
وفي حين كان في السابق حكرا على العصابات الإجرامية، أصبح تهريب المخدرات رائجا لدى الجماعات المتطرفة مثل داعش وحزب الله، والتي تتاجر بأنواع مختلفة من المخدرات لتمويل أنشطتها.
وردا على ذلك، شن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي حربا على المخدرات. فنفذت قيادة الجيش والمكتب المركزي لمكافحة المخدرات التابع لوحدة الشرطة القضائية في قوى الأمن الداخلي العديد من عمليات الدهم التي استهدفت تجار المخدرات ومهربيها.
وفي هذا السياق، قال مصدر عسكري في الجيش اللبناني للمشارق إن "العمل الأمني للجيش مقسم بين ملاحقة خلايا إرهابية أو نائمة أو نشطة، والحرب على المخدرات التي يولي لها الجيش شأنا كبيرا".
وأكد أن "الجيش يضيق الخناق على مصادر [المخدرات] وأماكن تصنيعها وشبكات توزيعها"، مشيرا إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون يعطي أهمية كبيرة لجهود مكافحة المخدرات.
وتابع المصدر "للأسف، يدفع الوضع الاقتصادي البعض إلى اليأس، فيلجأون بالتالي إلى تعاطي المخدرات"، مضيفا أن عون يشدد بشكل دائم خلال جولاته على ضرورة إبعاد الشباب عن المخدرات.
العديد من العمليات الناجحة
ولفت المصدر العسكري إلى أن الجيش نفذ العديد من العمليات الناجحة أسفرت عن اعتقال تجار ومهربي مخدرات.
ونفذت الشرطة سلسلة من عمليات مكافحة المخدرات أسفرت إحداها عن إحباط أكبر عملية تهريب مخدرات في تاريخ لبنان يوم 10 نيسان/أبريل، حين صادرت 25 طنا من الحشيشة.
وفي آب/أغسطس الماضي، ألقت مديرية المخابرات القبض على 411 شخصا من جنسيات مختلفة لضلوعهم في جرائم متعددة، بينها الإتجار بالمخدرات والسرقة والتهريب وحيازة الأسلحة والممنوعات.
وبحسب مصدر في الشرطة اللبنانية، فإن "صناعة المخدرات والإتجار بها يشكلان بالنسبة إلى بعض الجماعات مصدرا رئيسا لتمويل الإرهاب".
وأشار إلى أن "بعض تجار المخدرات يغسلون أموالهم من خلال استثمارات ومشاريع تضر بالاقتصاد".
وأوضح أن الشرطة تلعب دورا حيويا في رفع مستوى الوعي بمخاطر المخدرات "عبر استخدام وسائل مختلفة بينها المحاضرات والندوات والمنشورات"، مردفا أن هذه الجهود تشكل رادعا وتساعد على التأسيس "لثقافة سليمة".
مبادرات لمكافحة المخدرات
من جهته، قال رئيس منظمة الشباب ضد المخدرات جوزيف حواط، إن "الآثار الإيجابية لجهود مكافحة المخدرات على المجتمع تشمل أولا الحد من الجريمة".
وتابع أن "بين 60 و70 في المائة من المعتقلين في سجن رومية موجودون هناك لأسباب مرتبطة بشكل أو بآخر بالمخدرات"، إن لجهة تعاطيها أو الإتجار بها أو تهريبها أو ارتكاب جريمة تحت تأثيرها.
وأكد أن جهود مكافحة المخدرات تؤدي أيضا إلى "انخفاض حالات الانتحار والاكتئاب والحوادث المرورية"، مضيفا أن الإحصائيات العالمية تشير إلى أن نحو 30 في المائة من حوادث السير المميتة لها علاقة بالمخدرات.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن "القيادة تحت تأثير الكحول وأي مادة ذات تأثير نفسي أو مخدر، تزيد من مخاطر وقوع الحوادث التي تؤدي إلى الوفاة أو الإصابات الخطيرة".
وختم حواط مشددا على أن "مكافحة المخدرات تساهم دون أدنى شك في توفير الأمن والأمان، لأنه أينما توجد مخدرات تظهر الجريمة".