عدن -- أعلنت محكمة الاستئناف في صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين (أنصار الله) المدعومين من إيران يوم الأحد، 28 شباط/فبراير، أنها ستستأنف محاكمة أربعة صحافيين بتهم تجسس واهية، وذلك بعد فشل جولة مفاوضات لتبادل السجناء.
وقالت الأمم المتحدة إن الصحافيين الأربعة تصدروا قائمة السجناء الذين طالبت الحكومة بإطلاق سراحهم، ويأتي إعلان المحكمة بعد فشل المباحثات بين الأطراف المتحاربة في اليمن يوم 21 شباط/فبراير، وذلك بعد شهر من المشاحنات.
وأضافت أن الجانبين "التزما بمواصلة مناقشة تفاصيل عملية إطلاق سراح موسعة مستقبلا".
من جانبه، قال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن، مارتين غريفيث، في بيان "أشعر بخيبة أمل كون هذه الجولة من المباحثات لم ترق إلى مستوى ما رأيناه في سويسرا في شهر أيلول/سبتمبر الماضي، حين أسفرت المباحثات عن عملية إطلاق سراح تاريخية شملت 1056 محتجزا".
وأضاف "أحث الطرفين على مواصلة المناقشات والمشاورات وإكمال تنفيذ ما اتفقا عليه وتوسيع الترتيبات لإطلاق سراح المزيد من المحتجزين قريبا".
وكانت محكمة تابعة للحوثيين بصنعاء قد أصدرت في 11 نيسان/أبريل 2020 أحكاما بالإعدام ضد الصحافيين عبد الخالق عمران وأكرم الوليدي والحارث حميد وتوفيق المنصوري بتهمة التخابر ، بعد ستة أعوام من الاعتقال والتعذيب.
وأوضحت الحكومة اليمنية آنذاك، أن المحكمة التي أصدرت الأحكام لا تتمتع بأي سلطة قضائية لأنها خاضعة لهيمنة الحوثيين الذين استولوا على صنعاء في انقلاب عسكري عام 2014.
وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قد طالبت في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي بإلغاء أحكام الإعدام.
'تصعيد جديد'
بدوره، وصف نبيل عبد الحفيظ وكيل وزارة حقوق الإنسان إعلان محكمة الاستئناف استئناف محاكمة الصحافيين الأربعة بأنه تصعيد جديد للصراع بعد فشل جولة مفاوضات لتبادل الأسرى في عمان.
وقال إن "الحكومة وافقت على مبادلة هؤلاء الصحافيين بمقاتلين حوثيين رغم أن هؤلاء الأربعة اعتقلوا من منازلهم وسجنوا وعذبوا مدة ست سنوات".
وأضاف أن الحكومة تعمل مع كل الجهات والمنظمات الدولية "لوقف التعنت الحوثي فيما يتعلق بالسجناء"، بمن فيهم الصحافيون.
وشدد على أن الصحافيين الأربعة اعتقلوا من منازلهم وليس من ساحة القتال، وبالتالي فإن سلامتهم أصبحت مسؤولية مشتركة مع المجتمع الدولي.
من جانبه، قال مدير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، مصطفى نصر، إن محاكمة الحوثيين للصحافيين تأتي "على خلفية قضايا نشر وتفتقر لأسس ومعايير العدالة".
وأضاف "ندين هذه المحاكمات ونعتبرها جزءا من التضييق على حرية الصحافة وحرية التعبير بشكل عام في البلد".
وتابع "يجب الإفراج عن الصحافيين فورا لأنه لا يوجد مبرر لبقائهم في السجن"، ناهيك عن صدور أحكام بالإعدام ضدهم.
ووفق مرصد الحريات الإعلامية في اليمن، يتصدر الحوثيون قائمة من ينتهكون حقوق الصحافيين في كل المحافظات اليمنية.
الحوثيون يهاجمون السعودية
في هذه الأثناء، أطلق الحوثيون يوم الاثنين صاروخا على قرية حدودية جنوبي السعودية، ما أسفر عن إصابة خمسة مدنيين، بحسب ما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال الدفاع المدني السعودي إن الصاروخ سقط على طريق عام في محافظة جازان الجنوبية، وأدى إلى إصابة ثلاثة سعوديين ويمنيين اثنين.
وتحدثت وكالة الأنباء السعودية عن تضرر منزلين ومتجر بقالة وثلاث سيارات.
من جانبها، دانت السفارة الأميركية في الرياض إطلاق الصواريخ عبر الحدود، ودعت الحوثيين إلى "التوقف عن مهاجمة المدنيين الأبرياء والانخراط في العملية الدبلوماسية لإنهاء الصراع".
وكان الحوثيون قد كثفوا هجماتهم في الأسابيع الأخيرة ، وذلك بالتزامن مع تصعيد هجومهم للسيطرة على آخر معاقل الحكومة في مأرب.
ويوم الاثنين أيضا، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن يكون "حكم بالإعدام" قد صدر ضد اليمن، بعد أن جمع مؤتمر للمانحين أقل من نصف المبلغ المطلوب لتجنب وقوع مجاعة وخيمة، وهو 3.85 مليار دولار أميركي.
وتعهدت الولايات المتحدة بتقديم مساعدات إنسانية إضافية بقيمة 191 مليون دولار أميركي.
وقال وزير الخارجية الأميركي، أنطوني بلينكين، إنه "بالإضافة إلى نحو 160 مليون دولار أميركي قدمناها نهاية العام الماضي، تكون الولايات المتحدة قد قدمت أكثر من 350 مليون دولار أميركي منذ بداية العام المالي 2021".
وأضاف أنه "بصورة إجمالية، قدمت الولايات المتحدة أكثر من 3.4 مليار دولار أميركي للتخفيف من معاناة الشعب اليمني منذ بداية الأزمة قبل ست سنوات".