تعرضت المؤسسات الإعلامية والصحافيون للهجوم أثناء الحرب المستمرة في اليمن، حيث سجل الحوثيون المدعومون من إيران أكثر الانتهاكات ضد حرية وسائل الإعلام في عام 2019 وفقًا لتقرير صدر مؤخرا.
وأشار التقرير، الذي صدر يوم 1 كانون الثاني/يناير من قبل مرصد الحريات الإعلامية بمركز الدراسات والإعلام الاقتصادي، إلى أنه من بين 143 انتهاك لحرية وسائل الإعلام التي ارتكبت في اليمن العام الماضي، ارتكب الحوتيون 75 منها.
وقال التقرير ان الانتهاكات شملت حالتي قتل وتسع جرحى وستة عمليات خطف و15 عملية اعتقال و30 حالة اعتداء و20 تهديدا ووقف صحفي عن العمل و11 انتهاكا ضد المؤسسات الاعلامية.
كما تم توثيق 49 قضية أخرى تشمل إحالة صحفيين إلى النيابة العامة والاستيلاء على ممتلكات 25 صحفيا ومؤسسة إعلامية استعدادا لمصادرتها.
وقد احتلت صنعاء، التي يسيطر عليها الحوثيون، المرتبة الأولى حيث سجلت 72 انتهاك في عام 2019.
وتلا ذلك مدينة تعز التي سجلت 31 انتهاك و16 حالة في عدن وسبعة في حضرموت وستة في الضالع وأربعة في الجوف واثنان في كل من حجة وشبوة والمهرة وواحدة في أبين.
بيئة معادية
وقال التقرير إن "الصحفيين يعملون في بيئة معادية في اليمن بسبب العدد المتزايد من الممارسات القمعية المنهجية ضدهم من جانب جميع أطراف النزاع".
وأوضح أن الممارسات غير القانونية ضد الصحفيين، بما في ذلك السجن دون محاكمة، زادت في عام 2019 ، مشيرا إلى أن 16 صحفيا ما زالوا محتجزين في سجون الحوثيين وأن بعضهم محتجز منذ أكثر من أربع سنوات.
وبالمثل، لا يزال الصحافي محمد علي محتجزاً لدى الحكومة الشرعية في مأرب، فيما لا تتوافر أية معلومات عن مصير محمد المقري الذي اختطفه تنظيم القاعدة في أواخر عام 2015، حسبما ذكره التقرير.
وأضاف أن ذلك "يعتبر جزءا من حملة منهجية ضد [الصحفيين] الأحرار الذين يرفضون التوجيه أو الانتماء إلى كيان معين يسعى إلى إملاء المعلومات والأخبار التي يغطونها".
من جهته، قال الناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان إنه من المتوقع أن يتصدر الحوثيون قائمة الانتهاكات بالنظر إلى أنهم "مجموعة مسلحة قمعية تقيم علاقة معادية مع الصحافة وتكشف ممارساتها للعالم".
وأوضح أن الصحافيين يسعون إلى الكشف عن الحقيقة المتعلقة بالانتهاكات التي تقع خلال الحرب للعالم "ولهذا السبب سعى الحوثيون إلى قمع الصحفيين وإغلاق جميع المؤسسات الإعلامية، بما في ذلك المستقلة منها".
وقال في حديث للمشارق "لقد تورط الحوثيون في القتل والتعذيب والاختطاف والاختفاء القسري وأبشع أشكال القمع ضد الصحفيين".
وأضاف أنهم يهدفون إلى الاحتفاظ فقط بالأصوات الموالية لهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم من أجل منع التغطية الإعلامية لمعاناة السكان المحليين في تلك المناطق.