سياسة

إيران تبدأ تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة في انتهاك آخر للاتفاقيات النووية

فريق عمل المشارق ووكالة الصحافة الفرنسية

ضباط من الحرس الثوري الإيراني خلال افتتاح حصل مؤخرا لمنشأة دفاع جوي في إيران. ويقف الحرس الثوري إلى جانب سياسيين متشددين، وراء حملة تخصيب اليورانيوم في البلاد. [الحرس الثوري الإيراني]

ضباط من الحرس الثوري الإيراني خلال افتتاح حصل مؤخرا لمنشأة دفاع جوي في إيران. ويقف الحرس الثوري إلى جانب سياسيين متشددين، وراء حملة تخصيب اليورانيوم في البلاد. [الحرس الثوري الإيراني]

بدأت إيران بعملية تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 20 في المائة في منشأة فوردو تحت الأرض، حسب ما أفادت وسائل إعلام حكومية يوم الاثنين، 4 كانون الثاني/يناير، متجاوزة بذلك إلى حد كبير الحد الذي وضعه الاتفاق النووي لعام 2015.

وكان هذا آخر وأهم تعليق للالتزامات النووية من الجانب الإيراني بموجب الاتفاق التاريخي.

ونقلت وسائل الإعلام الرسمية على لسان الناطق باسم الحكومة علي ربيعي قوله إن "عملية ضخ الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي قد بدأت منذ بضع ساعات في مجمع فوردو للتخصيب، وسيكون أول إنتاج لغاز سادس فلوريد اليورانيوم متاحا في غضون ساعات قليلة".

وأضاف أن "العملية بدأت بعد اتخاذ تدابير معينة، مثل إخطار الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة".

أعلنت إيران أنها بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، متجاوزة بذلك الحدود التي وضعتها الاتفاقيات الدولية. [الصورة من وكالة تسنيم للأنباء]

أعلنت إيران أنها بدأت بتخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، متجاوزة بذلك الحدود التي وضعتها الاتفاقيات الدولية. [الصورة من وكالة تسنيم للأنباء]

وبعد إعلان طهران، من المتوقع أن يرفع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسي تقريرا إلى الدول الأعضاء في وقت لاحق اليوم، بحسب ما ذكر ناطق باسم الوكالة عن طريق البريد الإلكتروني.

ووفق آخر تقرير توفر من الوكالة ونشر في شهر تشرين الثاني/نوفمبر، كانت طهران تخصب اليورانيوم إلى نسب أعلى من الحد الذي نصت عليه اتفاقية فيينا (أي 3.67 في المائة)، ولكن من دون أن تتجاوز عتبة الـ 4.5 في المائة، واستمرت بالامتثال لنظام التدقيق الصارم جدا الذي وضعته الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ولكن سادت حالة من التوتر منذ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في أواخر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي.

وبعد الهجوم، تعهد متشددون في طهران بالرد، فيما أصدر مجلس الشورى (البرلمان الإيراني) قانونا مثيرا للجدل يدعو إلى إنتاج وتخزين "ما لا يقل عن 120 كيلوغراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة سنويا" مع "وقف" عمليات التدقيق التي تقوم بها الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تهدف إلى التأكد من عدم تطوير البلاد قنبلة ذرية.

وقوبلت هذه الخطوة بمعارضة قوية من الحكومة الإيرانية برئاسة الرئيس الإيراني حسن روحاني، وذلك في تحد علني نادر للمتشددين التابعين للحرس الثوري.

ومن شأن تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل إلى 20 في المائة، أن يمنح إيران القدرة على تحويل مخزونها الكامل إلى مستويات صنع القنابل في غضون 6 أشهر.

تهديدات متواصلة

وتترافق خطوات إيران مع زيادة في التهديدات التي يطلقها النظام بالتزامن مع الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري الإيراني البارز الجنرال قاسم سليماني.

وطوال أكثر من عقدين، قاد سليماني فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهو فرع نخبوي من الجيش الإيراني مهمته تصدير الإرهاب وتسليح الميليشيات الوكيلة للنظام الإيراني في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن وأفغانستان.

وفي هذا السياق، قال رئيس السلطة القضائية في إيران إبراهيم رئيسي في تجمع بجامعة طهران يوم الجمعة، "سيشهدون انتقاما قاسيا. ما حدث حتى الآن لم يكن سوى لمحات".

وأضاف أن "من لعبوا دورا في هذا الاغتيال وفي هذه الجريمة لن يكونوا في مأمن على سطح الأرض".

وكانت القيادة الإيرانية قد وصفت الضربة الأميركية التي أدت إلى مقتل سليماني بـ"الصفعة" وتعهدت بـ "انتقام قاس".

كما حذر إسماعيل قاآني الذي جاء خلفا لسليماني في فعالية يوم الجمعة، من أن الانتقام قد يحدث "في أي مكان".

وأضاف "من الممكن حتى أن يكون هناك أشخاص في بيتكم (الولايات المتحدة) سيردون على جريمتكم".

ʼتداعيات خطيرةʻ

وفي بروكسل، قال الناطق باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو إن خطوة إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 20 في المائة "ستشكل ابتعادا كبيرا عن التزامات إيران".

وأضاف أنه قد يكون لذلك "عواقب خطيرة على عدم انتشار الأسلحة النووية".

وفي هذه الأثناء، تأكد الجيش الأميركي من جهوزية أصوله في المنطقة للرد على أي سوء تقدير إيراني.

وقد عبرت غواصة نووية أمريكية مضيق هرمز الشهر الماضي في استعراض جديد للقوة. وكانت الغواصة يو.إس.إس جورجيا أول غواصة أميركية نووية تعبر المضيق منذ 8 سنوات، علما أن هذا المضيق هو طريق بحري رئيسي لمرور إمدادات الطاقة العالمية.

وكان الجنرال فرانك ماكنزي قائد القوات الأميركية في الشرق الأوسط قد صرح للصحافيين في أواخر شهر كانون الأول/ديسمبر، أن واشنطن "مستعدة للرد" إذا هاجمت إيران الأصول الأميركية في المنطقة.

وفي أيلول/سبتمبر، عبرت حاملة الطائرات الأميركية يو.إس.إس نيميتز مضيق هرمز، وكانت تقوم بدوريات في مياه الخليج منذ أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.

وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة كريستوفر ميلر يوم الأحد، 3 كانون الثاني/يناير، إن "حاملة الطائرات يو.إس.إس نيميتز ستبقى الآن متمركزة في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية. لا ينبغي لأحد أن يشك في عزم الولايات المتحدة الأميركية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500