عبرت غواصة نووية أميركية مضيق هرمز يوم الاثنين، 21 كانون الأول/ديسمبر، في استعراض جديد للقوة موجه للنظام الإيراني مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لمقتل القائد الإيراني البارز قاسم سليماني.
وأصبحت الغواصة يو.إس.إس جورجيا أول غواصة نووية أميركية تعبر المضيق منذ 8 أعوام وقد عبرت على سطح المياه لتسهيل رؤيتها وإظهار العزم الأميركي. وكانت الغواصة يو.إس.إس فلوريدا قد سبقتها في العام 2012.
وفي أيلول/سبتمبر، عبرت حاملة الطائرات الأميركية يو.إس.إس نيميتز المضيق الذي يعد ممرا بحريا رئيسيا وأساسيا لعبور إمدادات الطاقة العالمية. وتنفذ حاملة الطائرات هذه دوريات في مياه الخليج منذ أواخر شهر تشرين الثاني/نوفمبر.
وقالت البحرية الأميركية في بيان صدر يوم الاثنين إن "الغواصة يو.إس.إس جورجيا (أس.أس.جي.إن 729) تدعم عمليات الأمن البحري الروتينية في المنطقة".
وأضافت، "إن البحرية الأميركية إلى جانب شركائنا، تبقى في حالة تأهب دائمة لضمان أمن الممرات المائية الهامة من أجل ضمان حركة تجارية حرة".
ووفق بيان آخر للبحرية الأميركية، يمكن للغواصة أن تحمل 154 صاروخا من طراز توماهوك كروز و66 عنصرا من القوات الخاصة.
وقد أرفقت البحرية مع هذا البيان صورا تظهر الغواصة جورجيا وهي على سطح البحر، وترافقها السفينتان الحربيتان يو.إس.إس بورت رويال ويو.إس.إس فلبين سي في المضيق الاستراتيجي الذي دأب النظام الإيراني على التهديد بإغلاقه.
وحذرت البحرية من أن وجود الغواصة جورجيا "يظهر التزام الولايات المتحدة تجاه الشركاء الإقليميين والأمن البحري، واستنادها إلى مجموعة كاملة من القدرات للبقاء على استعداد للدفاع ضد أي تهديد في أي وقت".
انتشار سريع للقوات
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، نفذت طائرتان تابعتان لسلاح الجو الأميركي من طراز بي-52 إتش ستراتوفورترس مهمة مفاجئة وبدون توقف إلى الخليج العربي، إلى جانب طائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الأميركي والشركاء الإقليميين.
وقد سبقت استعراض القوة والتضامن هذا الذي تم في 9 كانون الأول/ديسمبر، مهمة مماثلة طويلة الأمد إلى المنطقة بتاريخ 21 تشرين الثاني/نوفمبر قال عناصر من الجيش الأميركي إنها تهدف إلى ردع الاعتداءات وطمأنة شركاء الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال قائد القوة الجوية التاسعة اللفتنانت جنرال غريغ غيو آنذاك إن الهدف من مهمتي القوات الجوية كان تسليط الضوء على "القدرات القوية والمتنوعة للقوات الجوية الأمريكية التي يمكن إتاحتها بسرعة".
وأضاف أن "القدرة على تحريك القوات إلى الداخل والخارج وفي محيط الموقع بغية الاستيلاء على المبادرة والاحتفاظ بها واستغلالها، هي أمر أساسي لردع أي اعتداء محتمل".
وبدوره، قال الجنرال فرانك ماكنزي القائد العسكري الأميركي بمنطقة الشرق الأوسط إن المهمة أكدت على التزام الولايات المتحدة تجاه الشركاء الإقليميين وقدرتها على نشر القوة القتالية بسرعة في أي مكان في العالم.
وتابع أنه "ينبغي أن يفهم الخصوم المحتملين أنه لا توجد دولة على وجه الأرض أكثر استعدادا وقدرة على نشر قوة قتالية إضافية بسرعة في وجه أي عدوان".
اقتراب الذكرى السنوية المصيرية
وقتل سليماني في ضربة أميركية نفذت ببغداد في 3 كانون الثاني/يناير بعد أشهر من تصعيد النظام الإيراني ووكلائه لعمليات تنم عن سوء سلوك، بما في ذلك فرض حصار دام يوما كاملا على السفارة الأميركية ببغداد في 31 كانون الأول/ديسمبر الماضي.
ومع اقتراب هذه الذكرى، استعدت الولايات المتحدة لأية محاولات إيرانية للانتقام. بالإضافة إلى ذلك، سعت لإظهار عزمها على حماية حرية الملاحة.
وذكر ماكنزي يوم الأحد "نحن مستعدون للدفاع عن أنفسنا وعن أصدقائنا وشركائنا في المنطقة، وإننا على استعداد للرد إذا اقتضى الأمر".
وفي هذه الأثناء، استهدفت قذيفة صاروخية السفارة الأميركية في بغداد يوم الأحد، مما أسفر عن وقوع أضرار من دون وقوع إصابات.
وكان الهجوم الثالث من نوعه الذي يستهدف المرافق العسكرية والدبلوماسية الأميركية منذ أن أدت هدنة تم التوصل إليها في شهر تشرين الأول/أكتوبر مع الميليشيات العراقية الموالية لإيران، إلى وضع حد لسلسلة من الهجمات التي استهدفت المرافق الأجنبية في مختلف أنحاء البلاد طوال عام.
وقد ألقى مسؤولون غربيون وعراقيون باللائمة في هذه الهجمات على الجماعات المتشددة، بما فيها كتائب حزب الله الموالية لإيران.