قال ناشطون محليون إن ميليشيا القاطرجي التي تدعمها روسيا والموالية للنظام السوري تنشط في تجنيد الأطفال القصر في محافظة دير الزور السورية، وإنها تقوم بتوزيع البعض منهم على المقرات والحواجز الأمنية في مدن دير الزور والبوكمال.
وقال الناشط الإعلامي في البوكمال أيهم العلي للمشارق، إن الميليشيا نفذت حملة ضخمة لتجنيد الأطفال القصر الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما، وعرضت عليهم رواتب شهرية هزيلة مقابل خدماتهم.
وتوزع أيضا على عائلات المجندين سلال غذائية وتقديمات ومساعدات أخرى كإغراء لإرسال أبنائهم للانضمام للميليشيا.
وأضاف العلي أن أحد شروط الانضمام للميليشيا هو ألا يصرح المجندون الجدد أو عائلاتهم علنا بهذا الأمر، مشيرا إلى أن كثيرين منهم معوزون لدرجة أن حتى الراتب المنخفض يجذبهم.
وأوضح أنه لا توجد في المنطقة إلا بضع فرص عمل حقيقية، باستثناء بعض الوظائف الموسمية خلال مواسم الزراعة والحصاد.
وتابع أنه يتم توزيع المجندين المراهقين على مقر الميليشيا والحواجز الأمنية في البوكمال، وعلى مركز قيادة الفوج 137 في جنوبي مدينة دير الزور.
وذكر العلي "أي أن الأمن في المنطقة أصبح بيد الأطفال ومصير المدنيين أصبح عرضة لأي تصرف طائش غير متزن محتمل".
وفي مثال أخير على تهورهم، قامت عناصر ميليشيا القاطرجي المتمركزة في حاجز أمني في بلدة بقرص بمحافظة دير الزور بإطلاق النيران وإصابة عنصر في قوات الدفاع الوطني، وهي ميليشيا أخرى موالية للنظام، حسبما أوردت إحدى منظمات مراقبة الحرب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن عنصر ميليشيا قوات الدفاع الوطني كان مخمورا على ما يبدو ورفض إيقاف سيارته عند نقطة التفتيش حين طلب منه ذلك.
وأضاف المرصد أنه في مؤشر سابق على الصراع بين القوات الموالية للنظام في المنطقة، استهدفت عناصر ميليشيا قوات الدفاع الوطني يوم 10 أيار/مايو دورية مشتركة لقوات النظام في حي طب الجورة بمدينة دير الزور.
وتابع أن الجانبين تكبدا خسائر في الأرواح، مشيرا إلى أن المنطقة خاضعة لسيطرة قوات النظام والميليشيات الإيرانية.
توسيع ميليشيا القاطرجي
من جهته، قال الناشط عبود الحميد، وهو أحد القائمين على حساب ثوار البو كمال على تطبيق تلغرام، إن ميليشيا القاطرجي تأسست بعد اجتياح تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) لمناطق شرقي سوريا.
وأضاف في تصريح للمشارق أن تلك الميليشيا لديها العديد من المراكز والمقار في القرى والبلدات شرقي محافظة دير الزور، لا سيما في مناطق شرق نهر الفرات.
وتأسست هذه الميليشيا، التي يتزعمها حسام القاطرجي، على يد عائلة القاطرجي التي تمتلك العديد من الشركات في سوريا وتدعم النظام السوري بشكل كامل.
فمثلا، منحت شركة أرفادا للنفط، وهي إحدى الشركات المملوكة لعائلة القاطرجي، عقود مدتها خمس سنوات لنقل النفط من المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديموقراطية (قسد) إلى مناطق سيطرة النظام، وأيضا لحماية حقول النفط في المنطقة.
وقد توسعت الميليشيا بعد عام 2019 بدعم من القوات الروسية، ولديها الآن نحو 3800 عنصر، معظمهم نشط في قسم المهام الخاصة بالميليشيا، حسبما أوضح الحميد.
وتابع أن قسم المهام الخاصة يحمي آبار النفط في حقول الورد والشولا والتيم، في حين أن الوحدات الثلاثة الأخرى بالميليشيا تتكون من وحدتي حراس القرى وحراس الصهاريج، فضلا عن وحدة تنشط في عمليات التهريب.
وفي هذه الأثناء، يتم تكليف المجندين الأطفال بالخدمة في الحواجز الأمنية وفي مراكز الميليشيا ومقارها، حسبما أشار.
استغلال الأطفال السوريين
بدوره، قال المحامي السوري بشير البسام إن تجنيد الأطفال القصر ضمن صفوف ميليشيا القاطرجي له آثار مدمرة على دير الزور، إذ أن الميليشيا، وإضافة إلى تهريب النفط، تهرب وتوزع المخدرات والسجائر والممنوعات الأخرى.
وأضاف أنه "من الطبيعي أن يتم استغلال الأطفال كأدوات للتوزيع وتعريضهم لخطر التعاطي نفسه، ما من شأنه تهديد جيل بأكمله".
واستدرك في حديث للمشارق "لم تكد المنطقة تتنفس من جديد بعد زوال تنظيم داعش وخطره على الأجيال الشابة، لتشهد الميليشيات تقوم بعمليات التدمير نفسها".