أمن

ميليشيات إيران تختبئ وراء المدنيين خوفا من ردود انتقامية في دير الزور السورية

وليد أبو الخير

سوري يمسك بيد طفل ويظهر مدنيون في شارع بمدينة دير الزور شرق سوريا في صورة التقطت بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2017. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

سوري يمسك بيد طفل ويظهر مدنيون في شارع بمدينة دير الزور شرق سوريا في صورة التقطت بتاريخ 20 أيلول/سبتمبر 2017. [لؤي بشارة/وكالة الصحافة الفرنسية]

أكد ناشطون محليون أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني في دير الزور السورية تختبئ بين صفوف المدنيين لحماية نفسها، في ظل تخوفها من غارات جوية انتقامية إضافية عقب الرد القوي الذي نفذته الولايات المتحدة على هجوم قاتل نفذ بمسيرة في 23 آذار/مارس.

وقال الناشط الإعلامي جميل العبد، وهو من دير الزور، للمشارق إن اختباء عناصر الميليشيات بين المدنيين ليس بالأمر المفاجئ نظرا لتاريخها الحافل بالاستخفاف بحياة ورفاه السكان المحليين.

وأوضح أن الميليشيات المرتبطة بالحرس الثوري قامت خلال السنوات الماضية بفتح مراكز لها في الأحياء السكنية، ونقلت إليها مستودعات ذخيرة لحمايتها من الاستهداف بغارات التحالف الدولي.

وقال سكان محليون للمشارق إن تلك الميليشيات قامت مؤخرا بتمويه مراكزها وترسانتها ومعامل الصواريخ التابعة لها لتبدو وكأنها مستودعات لتخزين المواد الغذائية توزع منها المساعدات عقب الزلزال المدمر الذي حصل في شباط/فبراير.

وذكر العبد أن الميليشيات التابعة للحرس الثوري قامت فعلا "بتهجير سكان العديد من قرى الصحراء الشرقية (البادية) وحولتها لمجمعات سكنية وعسكرية لها".

ولكنه أضاف أن الجديد هو الانتشار المكثف لعناصر الميليشيات في الأحياء السكنية المكتظة، حيث دفعوا مبالغ مالية ضخمة لأصحاب المنازل الفقراء واليائسين مقابل تركهم هذه المنازل.

وأوضح أن الميليشيات التابعة لإيران اتخذت إجراءات استباقية "لعلمها بأن طائرات التحالف لن تستهدف هذه الأحياء حفاظا على أرواح المدنيين".

ولفت العبد إلى أن "تصرفات هذه الميليشيات باتخاذ المدنيين دروعا بشرية، مماثلة لما قام به تنظيم ʼالدولة الإسلاميةʻ (داعش) في العديد من المناطق ومن بينها دير الزور".

استخفاف بأرواح المدنيين

وبدوره، قال الناشط أيهم العلي إن الميليشيات التابعة للحرس الثوري تختبئ في الأحياء السكنية "ليس فقط للحفاظ على أرواح العناصر، بل أيضا لحماية المعدات الخاصة بتصنيع الصواريخ والمسيرات المفخخة".

وأضاف للمشارق أن ذلك تسبب بحالة من الهلع والاستياء بين المدنيين لاستخفاف الحرس الثوري بأرواحهم.

وأشار إلى موجة النزوح الكبيرة التي تشهدها العديد من الأحياء السكنية في مدن دير الزور والميادين والبوكمال على الحدود العراقية.

وأشار إلى أن أفعال الميليشيات الأخيرة تتبع نمطا معهودا، ذلك أنها كانت في السابق تصادر المنازل والممتلكات وتحولها لثكنات عسكرية ومستودعات أسلحة بدون رفع أي أعلام خاصة بها.

وذكر أن الغارات الأخيرة على منشآت الميليشيات أثارت غضب هذه الأخيرة، فاعتقلت مدنيين من مدينة دير الزور وجنودا من النظام السوري اشتبهت بقيامهم بتسريب معلومات بشأن المواقع المستهدفة.

ولفت إلى أنها قامت أيضا بإخلاء بعض المواقع وانتقلت إلى منازل أخرى استولت عليها مؤخرا، كما قامت بتشديد الحراسة وزيادة ساعات عمل عناصرها ورواتبهم.

التبليغ عن أنشطة مشبوهة

وقال العلي "إنه من الطبيعي أن يقوم المدنيون بالتبليغ عن أي مقر مشبوه في الأحياء السكنية كون الأمر يتعلق بحياتهم وسلامة أبنائهم".

وأشار إلى أن السكان المحليين يقومون أيضا بالتبليغ عن أنشطة مشبوهة "بسبب الغضب من الحرس الثوري الذي موّه مقراته العسكرية ومستودعاته ومعامل الصواريخ على أنها مستودعات للمواد الغذائية".

وقال إن العديد من الشاحنات القادمة من العراق شوهدت وهي تفرغ حمولتها خاصة في أعقاب الزلزال، وذلك تحت ذريعة نقل مواد إغاثية للمتضررين.

ومن جهته، قال الصحافي السوري محمد العبد الله للمشارق إن وسائل الإعلام السورية الرسمية تواطأت أيضا في عملية التمويه.

وأوضح أن وسائل الإعلام هذه بذلت جهودا حثيثة "لإخفاء حقيقة تواجد عناصر ومقرات ميليشيات إيران في المناطق المدنية".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500