أمن

تفعيل الحرس الثوري بطارية صواريخ لدمشق مع تهريب مواد عبر البوكمال

وليد أبو الخير

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي قدمها حزب الله اللبناني إلى سوريا تنطلق من الضاحية الجنوبية لبيروت في 12 شباط/فبراير في أعقاب زلزال مميت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

شاحنات محملة بالمساعدات الإنسانية التي قدمها حزب الله اللبناني إلى سوريا تنطلق من الضاحية الجنوبية لبيروت في 12 شباط/فبراير في أعقاب زلزال مميت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

قالت مصادر في سوريا إنه مع استمرار تعرض الحرس الثوري الإيراني والفصائل التابعة له للنيران في سوريا، عمدت إيران سرا إلى تنشيط نظام دفاع جوي في دمشق يتكون من 4 بطاريات صواريخ.

وقال محللون للمشارق إن الصواريخ نقلت إلى سوريا من العراق عبر معابر حدودية غير شرعية في منطقة البوكمال بمحافظة دير الزور السورية، وهي معابر خاضعة لسيطرة الحرس الثوري والميليشيات المتحالفة معه.

وأوضح المحللون أن المنطقة الحدودية المحيطة ببلدة البوكمال حيث أقام العديد من الميليشيات المتحالفة مع إيران معسكرا لها، تعد بمثابة شريان حيوي لتهريب الأسلحة والمقاتلين والمخدرات وغيرها من الممنوعات.

وفي هذا السياق، قال المحلل العسكري اللبناني والضابط المتقاعد جميل أبو حمدان إن التقارير التي تحدثت عن تفعيل إيران لنظام دفاع جوي في دمشق "غير مفاجئة على الإطلاق" في ظل الاستهداف المكثف للمواقع العسكرية الإيرانية في سوريا.

صورة التقطت في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 من القائم بمحافظة الأنبار العراقية على الحدود مع سوريا، تظهر فيها قوات من النظام السوري وهي تؤمن حراسة معبر البوكمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا. وقد انتشرت القوات الإيرانية الموالية للنظام بكثافة في المنطقة. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 12 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 من القائم بمحافظة الأنبار العراقية على الحدود مع سوريا، تظهر فيها قوات من النظام السوري وهي تؤمن حراسة معبر البوكمال في محافظة دير الزور شرقي سوريا. وقد انتشرت القوات الإيرانية الموالية للنظام بكثافة في المنطقة. [أحمد الربيعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وأشار إلى أن "الخطة قد تكون أوسع وتشمل على الأقل منطقة دير الزور كون هذه المنطقة أصبحت أيضا مكشوفة بالنسبة للطائرات التي تقوم باستهداف المواقع الإيرانية ومخازن الأسلحة والمختبرات الخاصة بتجميع الصواريخ الباليستية".

وأكد أن "منطقة البوكمال منطقة حيوية لمشاريع الحرس الثوري في العراق وسوريا ولبنان وهو ما يعد انتهاكا صارخا للقوانين والاتفاقات الدولية التي تستوجب تدخلا حاسما لوقفه".

وذكرت مجلة فوربس أن التلفزيون الإيراني الرسمي أفاد في 24 شباط/فبراير عن نية طهران تزويد دمشق بأنظمة صاروخية للدفاع الجوي متطورة طويلة المدى ومحلية الصنع.

وذكر التقرير أن "سوريا بحاجة إلى إعادة بناء شبكة دفاعها الجوي وتحتاج إلى قنابل دقيقة لمقاتلاتها".

وجاء فيه أنه "من المرجح أن نشهد إمداد إيران لسوريا بالرادارات والصواريخ الدفاعية لتعزيز دفاعاتها الجوية مثل نظام خرداد 15".

قوافل محملة بالسلاح

وفي حديثه للمشارق، قال أحد العناصر السابقين في ميليشيا لواء فاطميون مصطفى اللهيب "لا يكاد يمر يوم واحد دون ملاحظة دخول شاحنات الأسلحة الإيرانية القادمة من العراق عبر معبر البوكمال".

ولفت إلى أن هذه الشاحنات تدخل إما عبر المعبر الرسمي أو عبر المعابر القريبة التي يسيطر عليها الحرس الثوري "بمرافقة سيارات عسكرية تابعة للحرس والميليشيات التابعة له".

وأضاف أنه "في كلتا الحالتين يتم نقل الأسلحة بشاحنات مدنية مموهة ببضائع وغالبا ما تكون ضمن قافلة شاحنات وتنفصل عنها عند الدخول إلى الأراضي السورية".

وكشف أن الشاحنات التي تحمل أسلحة تتجه إلى 3 وجهات هي مجمع الإمام علي قرب مدينة الميادين في دير الزور أو المناطق الخاضعة لسيطرة الحرس الثوري في دمشق ومحيطها ومنطقة السيدة زينب ومحيط المطار.

ومن جهته، قال الناشط الإعلامي أيهم العلي وهو من البوكمال إن الحرس الثوري يتعامل مع منطقة البوكمال وكأنها تابعة لإيران وليس لسوريا.

وعزا ذلك لكون معبر البوكمال أساسيا في تحقيق حلم النظام الإيراني بإقامة ممر من طهران إلى بيروت.

وأضاف أن الحرس الثوري ينشر عناصره في المعابر غير الشرعية في الصحراء حول البوكمال من أجل تأمينها بشكل كامل لأغراضه الخاصة، ويشمل ذلك فرض رسوم باهظة على المهربين الذين يريدون عبور الحدود بشكل غير قانوني.

المنطقة الوحيدة التي يمكن للحرس الثوري الوصول إليها

وأوضح العلي أن البوكمال هي المنطقة الوحيدة التي يمكن للحرس الثوري الوصول إليها، إذ تخضع المناطق الأخرى على طول الحدود لحراسة قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف الدولي.

وفي ما يتعلق بدخول نظام الدفاع الجوي، قال العلي إنه من المحتمل أن يكون جزءا كبيرا من الشحنة قد أُدخل إلى سوريا قبل زلزال 6 شباط/فبراير.

وذكر أن "الحرس الثوري استغل فعلا الأزمة بعيد حصول الزلزال وتم رصد العديد من الشاحنات التي دخلت سوريا ضمن قوافل المساعدات الإنسانية خاصة في دير الزور".

ولفت إلى أنه "تم تدمير عدد من شاحنات الحرس الثوري بفعل الغارات الجوية".

ومساء يوم 29 كانون الثاني/يناير، أفادت إيران الدولية أن طائرات مسيرة قصفت قافلة للوحدة 190 التابعة للحرس الثوري من المحتمل أنها كانت تحمل أسلحة مهربة.

وأشار العلي إلى أن "رصد شاحنات الحرس الثوري ضمن القوافل المدنية أمر في غاية الصعوبة واستهداف الأسلحة لا بد من أن يتم بعد انفصالها عن الشاحنات المدنية وتوجهها إلى المقرات والمخازن التابعة للحرس".

وفي أنباء متصلة، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يوم الأحد أن قائدا بارزا في الحرس الثوري الإيراني مجهول الهوية وصل إلى دير الزور قادما من دمشق، وسط حشد أمني كبير في المدينة الشرقية.

ورافقه وفد من عناصر من الحرس الثوري وحزب الله.

وأوضح المرصد أن الميليشيات المدعومة من إيران فرضت إجراءات أمنية أكثر صرامة في المدينة، وذلك في أعقاب انفجار وقع يوم 8 آذار/مارس في مستودع أسلحة وذخيرة تابع للميليشيات في حي الحميدية.

وأشار إلى مقتل 7 أشخاص.

وذكر المرصد أن سكان المنطقة أعربوا عن استيائهم وقلقهم من وجود المستودع قرب منازل مدنية مع احتمال استهدافه مجددا.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500