الكويت معقل أمني يستضيف أكبر عدد من القواعد الأميركية في المنطقة

يعود تحالف الكويت والولايات المتحدة إلى عام 1961، عندما أقامت الدولتان علاقات دبلوماسية بعد استقلال الكويت.

ومنذ ذلك الحين، استمرت العلاقات بينهما في النمو بشكل أكبر.

وعلى مر السنين، قدمت الدولتان الدعم لبعضهما البعض، فحرر تحالف متعدد الجنسيات بقيادة الولايات المتحدة الكويت من الاحتلال العراقي في شباط/فبراير 1991، بينما تستضيف اليوم الكويت أكبر عدد من القواعد الأميركية في الشرق الأوسط.

ومنذ أن تدخلت لمساعدة الكويت في تسعينيات القرن الماضي، واصلت الولايات المتحدة دعم سيادة الدولة الخليجية والخطوات الدبلوماسية التي اتخذتها لبناء تحالفات بين دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى.

ومنذ عام 2003، وفرت الكويت المنصة الرئيسية لعمليات الولايات المتحدة والتحالف الدولي في العراق، وحاربت تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بصفتها عضو من التحالف الدولي.

وتضم الكويت أيضا مقر التحالف الدولي المعروف رسميا باسم قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب، وتكمّل جهود الولايات المتحدة لمنع تمويل الجماعات الإرهابية.

وفي إطار الدعم الأميركي المستمر للكويت، يساعد خبراء أميركيون الجيش الكويتي على مستوى التدريب والتعليم والجهوزية، في حين تقدم الكويت الدعم للقوات العسكرية الأميركية في القواعد التي تستضيفها.

قواعد أميركية في الكويت

وتشمل القواعد الأميركية في الكويت قاعدتي علي السالم وأحمد الجابر الجويتين، إضافة إلى معسكر عريفجان ومعسكر بيوري (عديري سابقا) ومعسكر باتريوت وهو جزء من قاعدة الكويت البحرية ومعسكر سبيرهيد في ميناء الشعيبة.

وتستضيف قاعدة أحمد الجابر الجوية جناح الاستطلاع الجوي 332 التابع للقوات الجوية الأميركية، ويوفر هذا الأخير مجموعة واسعة من القدرات القتالية دعما لعملية العزم الصلب والعمليات العسكرية الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط.

أما معسكر عريفجان، فيعد حيويا للعمليات العسكرية الأميركية في مسرح جنوبي غربي آسيا، أي في العراق والكويت والبحرين وقطر والإمارات وعُمان وخليج عدن وخليج عُمان والخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر.

وكان المعسكر في الأساس موقعا عسكريا ويضم أيضا القوات الجوية الأميركية والبحرية وخفر السواحل وعناصر البحرية بالإضافة إلى قوات دولية، علما أن الجنود المتجهين إلى العراق أو القادمين منه يعبرون فيه.

وفي هذا السياق، إن معسكر بيوري هو مركز للجيش الأميركي في الصحراء يقع على بعد 25 ميلا (40 كيلومترا) من الحدود العراقية، وتبلغ قدرة استيعابه في أي وقت نحو 14000 جندي.

يُذكر أن قواعد الجيش الأميركي في معسكر باتريوت ومعسكر سبيرهيد قريبة من الموانئ البحرية الكويتية، ما يسمح بانتشار سريع للقوات العسكرية واللوجستية.

ويدعم معسكر باتريوت ويضم المجموعة البرمائية سيبيز التابعة للبحرية الأميركية، كما يضم وحدات ومجموعات عدة من المستأجرين.

هذا ويقع معسكر سبيرهيد في الشعيبة على بعد نحو نصف ساعة شمالي معسكر باتريوت وقاعدة البحرية الكويتية. وتم إنشاؤه لدعم جميع العمليات العسكرية في المنطقة ولمساعدة الجنود على التعافي بعد تعرضهم لإصابات خطيرة.

وكونه قريبا من أحد أكبر موانئ الكويت، يحتل موقعا استراتيجيا إذ يعد الميناء مهما لنقل النفط والصناعة المتنامية في الكويت.

قاعدة علي السالم الجوية

وتوفر قاعدة علي السالم الجوية مجموعة متنوعة من القدرات، من الجسر الجوي في مسرح العمليات أي النقل الجوي للوحدات العسكرية والأفراد والعتاد، إلى الدفاع ضد الصواريخ الباليستية.

وبحسب الجيش الأميركي، تشمل قدرات القاعدة المراقبة الجوية وحماية القوات والإنقاذ القتالي والإخلاء الطبي الجوي والدعم القتالي.

وتتمركز القاعدة التي يطلق عليها اسم "الصخرة" بالقرب من الحدود العراقية على أرض مرتفعة فوق السهول الصحراوية المجاورة.

وتضم القاعدة جناح الاستطلاع الجوي 386، وتعد المركز الرئيسي للجسر الجوي التكتيكي في المنطقة وبوابة لإيصال القوة القتالية والإمدادات والتخطيط اللوجستي والذخيرة والوقود والنقل إلى القوات المشتركة وقوات التحالف.

ويعتبر ميناء علي السالم من أكثر الموانئ الجوية حركة في مسرح العمليات، إذ يدعم عمليتي العزم الصلب وحارس الحرية (في أفغانستان) المتواصلتين بمتوسط سنوي يبلغ 400 مهمة شهرية.

وذكرت القوات الجوية الأميركية عام 2021 أن هذه المهام تقوم بتسليم نحو 3500 طن من البضائع و9500 عنصر، بينما يدعم الجناح أكثر من 4000 عنصر من القوات المشتركة و8500 عنصر من قوات التحالف.

ولم تؤد التحديات المتزايدة في الشرق الأوسط إلا إلى توطيد العلاقة الاستراتيجية طويلة الأمد بين الكويت والولايات المتحدة.

وتجمع بين الدولتين اتفاقية تعاون دفاعي رسمية، إلا أن العلاقات بينهما لا تقتصر على الأمن والدفاع فحسب بل تمتد إلى مجالات أخرى كالتجارة والتعليم والصحة والاستثمار.

وقال الضابط الكويتي المتقاعد ناصر الخشتي للمشارق إن "الكويت والولايات المتحدة تنظران لبعضهما كشريك موثوق يمكن الاعتماد عليه في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج".