مدينة الكويت – قال مسؤولون كويتيون إن التحديات المتزايدة في الشرق الأوسط وطدت العلاقة الاستراتيجية الراسخة بين الكويت والولايات المتحدة.
ويجمع الدولتين اتفاق تعاون رسمي في مجال الدفاع، إلا أن العلاقات بينهما لا تقتصر على الأمن والدفاع، بلتمتد أيضا لتشمل قطاعات أخرى كالتجارة والصحة والاستثمار.
وقال الضابط المتقاعد بالجيش الكويتي، ناصر الخشتي، إن الكويت تعد شريكا اقتصاديا مهما للولايات المتحدة.
وأوضح أن "الكويت وأميركا تنظران لبعضهما كشريك موثوق يمكن الاعتماد عليه في حفظ الأمن والاستقرار في منطقة الخليج".
وتابع "ينبع ذلك من كون الكويت دولة ذات سيادة تامة ونظام ديموقراطي بحسب الدستور، الأمة فيه هي مصدر جميع السلطات، وتجربتها النيابية من أرقى وأقدم التجارب في منطقة الخليج العربي".
وأضاف أن سمعتها على الساحة العالمية سمحت لها بالتوسط في حل النزاعات والصراعات بالطرق السليمة، وهو النهج الذي أرساه الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح.
ولفت إلى أن خلفه الأمير الكويتي نواف الأحمد الجابر الصباح استمر بهذا النهج، "ما يساعد كثيرا على تجنب الحروب في المنطقة ويحد بشكل فاعل من تكلفتها الباهظة".
تعاون عسكري
يُذكر أن القيادة المركزية لقوات الجيش الأميركي تملك مقرا في الكويت يخدم أيضا كقيادة للمكونات البرية لقوات التحالف.
ويتواجد نحو 13 ألف و500 عنصر من الجيش الأميركي في الكويت يتمركزون بشكل خاص في معسكر عريجان وقاعدة علي السالم الجوية، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الأميركية.
ومقارنة بالكويت، تستضيف ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية فقط عددا أكبر من القوات الأميركية .
وإلى جانب قوات الجيش الأميركي، يتمركز عدد من قوات البحرية الأميركية في الكويت التي تستضيف أيضا مرفقا لسلاح الجو الأميركي ومركز تدريب لحرس السواحل الأميركي، بحسب ما ذكر المحلل الأمني ناصر الوزان.
وأضاف أن الكويت تستضيف مئات الطائرات والمروحيات والدبابات، مع عدد كبير من المعدات العسكرية.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة تحتفظ بـ 2200 مركبة محمية من الكمائن ومضادة للألغام في الكويت، معظمها مجهز مسبقا لأي عمليات ضرورية للجيش الأميركي.
ويتم التعاقد على المعدات الباقية لتوزيعها على الشركاء في مختلف أنحاء المنطقة.
هذا وصُنفت الكويت منذ العام 2004 كشريك أساسي من غير دول حلف الأطلسي.
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، عقدت وزارة الداخلية والحرس الوطني الكويتي شراكة أيضا مع مكتب التعاون العسكري في السفارة الأميركية عبر برنامج التبادل المشترك للتدريب.
ويعمل البرنامج مع وحدات محلية لمكافحة الإرهاب عبر مناورات تدريبية ومشتركة لزيادة قدرة الكويت على مكافحة الإرهاب.
وقال الوزان "تلعب الشراكة الدفاعية بين دولة الكويت والولايات المتحدة دورا مهما في الأمن والاستقرار الإقليميين وتمتد إلى مجالات مكافحة الإرهاب وردع العدوان الخارجي".
وتابع "يثمن الكويتيون دور الولايات المتحدة والتزامها بأمن دولة الكويت وما تبذله المؤسسات الأميركية لضمان أن تكون القوات المسلحة الكويتية مجهزة بشكل فعال للدفاع عن بلادها".
تعاون اقتصادي
وفي هذا السياق، قال خبير العلوم السياسية محمد السرحان إن اللقاءات والمشاورات بين الجانبين الكويتي والأميركي متواصلة في المجال الاقتصادي.
وأضاف أن نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي، الشيخ حمد جابر العلي الصباح، التقى مؤخرا بسفيرة الولايات المتحدة لدى الكويت، ألينا رومانوسكي، في مقر وزارة الدفاع الكويتية.
وأوضح أن الجانبين بحثا في مزيد من التعاون والشراكة بين بلديهما، وقد ثمن نائب رئيس مجلس الوزراء الجهود الأميركية لضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج.
وأضاف "تستثمر الكويت نحو 30 في المائة من صندوق الأجيال الكويتي بالولايات المتحدة وتحتل المرتبة الثانية بين دول الخليج العربي من حيث الاستثمار في السندات وأذون الخزانة الأميركية".
وأشار إلى أن "حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ بنهاية العام 2019 معدل 4.5 مليار دولار مرشحة للزيادة في ظل الثقة الكبيرة في منتجات الأغذية الأميركية التي تخطت 7500 صنف ينتشر في المجمعات الاستهلاكية بالكويت".
ولفت إلى أن كل هذه العلاقات الاستراتيجية والاقتصادية تؤكد "عمق العلاقات بين البلدين و[تدفع] باتجاه مزيد من التعاون الاستراتيجي على المحاور كافة".
يُذكر أن الكويت هي ثالث أكبر مصدّر للنفط في منظمة الدول المصدرة للنفط، وتملك احتياطي نفط استراتيجي يزيد عن 120 مليار برميل.