اتخذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة يوم الثلاثاء، 18 نيسان/أبريل إجراءات ضد شبكة دولية تتعامل في السلع الكمالية على خلفية سعيها للتهرب من العقوبات وغسل الأموال لحساب أحد عناصر حزب الله المدرج على القائمة السوداء.
وفي لائحة اتهام كشفت عنها محكمة أميركية يوم الثلاثاء، استخدم تاجر الأعمال الفنية اللبناني ناظم سعيد أحمد، الذي يخضع بالفعل للعقوبات الأميركية، شبكة معقدة من الكيانات التجارية لتجنب العقوبات لصالح حزب الله.
وأحمد، 58، هو مواطن بلجيكي لبناني مقيم في لبنان. وبحسب لائحة الاتهام، فقد سبق أن صدر جواز سفر أوغندي يحمل صورته تحت اسم آخر.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2019، أُدرج أحمد على القائمة السوداء لكونه أحد كبار المتبرعين لحزب الله وللتجارة في "ألماس الدم"، أي الأحجار الكريمة التي تُباع لتأجيج الحروب.
واتهم أحمد وثمانية آخرون بالتآمر للتحايل على الولايات المتحدة والحكومات الأجنبية وغسل الأموال والتهرب من العقوبات وقوانين الجمارك، وفقا للائحة الاتهام التسع المكونة من 70 صفحة.
وأوضحت اللائحة أنهم اعتمدوا على شبكة دولية من الكيانات التجارية، شملتها وزارة الخزانة الأميركية بالعقوبات يوم الثلاثاء، للحصول على أعمال فنية قيّمة من فنانين ومعارض فنية أميركية ولتأمين خدمات تصنيف الألماس في الولايات المتحدة.
وفقا لقرار الاتهام، "شاركت الكيانات التي يسيطر عليها أحمد أو تعمل لصالحه في أكثر من 400 مليون دولار من المعاملات المالية بين كانون الثاني/يناير 2020 وآب/أغسطس 2022 تقريبا".
وأضاف أن ما قيمته 160 مليون دولار من الأعمال الفنية وخدمات تصنيف الألماس تم تحويلها عبر النظام المالي الأميركي، ووصل ما لا يقل عن 6 ملايين دولار من عائدات العمل الإجرامي هذا إلى لبنان ليستخدمها أحمد وشركاؤه.
شبكة غسيل أموال
ويوم الثلاثاء، أدرجت وزارة الخزانة الأميركية على القائمة السوداء شبكة دولية مؤلفة من 52 شخصا وكيانا على خلفية تسهيلها عمليات الشحن وتسليم ودفع ثمن سلع كمالية لصالح أحمد.
وجاء تصنيف شبكة غسيل الأموال والتهرب من العقوبات كجزء من عمل منسق مع وزارة الأمن الداخلي الأميركية وبرنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية، والمملكة المتحدة.
وجمدت المملكة المتحدة يوم الثلاثاء أصول أحمد لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ما يمنعه فعليا من التجارة في سوق الفن بالمملكة المتحدة.
ويقال إن أحمد يمتلك مجموعة فنية كبيرة في بريطانيا، ويتعامل مع فنانين ومعارض ودور مزادات في المملكة المتحدة.
ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية، تعمل الشبكة من لبنان والإمارات العربية المتحدة وجنوب إفريقيا وأنغولا وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبلجيكا والمملكة المتحدة وهونغ كونغ.
وأضافت أن الأشخاص والشركات المرتبطة بهم المنخرطين في الشبكة ساعدوا أحمد في الإفلات من العقوبات الأميركية "للحفاظ على قدرته على تمويل حزب الله وأسلوب حياته المترف".
وقالت وزارة الخزانة إنه منذ عام 2012، حصل أحمد على أكثر من 54 مليون دولار من الأعمال الفنية من دور المزادات الكبرى والمعارض والفنانين.
ويعرض أحمد العديد من الأعمال الفنية من مجموعته في منزله ببيروت.
شركات وهمية وعمليات احتيال
وقال برايان نيلسون المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية إن "الأشخاص المتورطين في هذه الشبكة استخدموا شركات وهمية وعمليات احتيال لإخفاء دور ناظم سعيد أحمد في المعاملات المالية".
ومن بين الميسرين الرئيسين نجل أحمد، فراس، الذي يتولى الشؤون التجارية لوالده في جنوب إفريقيا، وابنته هند، التي تدير صالات عرض في لبنان وساحل العاج، إلى جانب أقارب وشركاء أعمال آخرين.
وأضاف نيلسون "يجب أن ينتبه المشاركون في سوق السلع الفاخرة إلى هذه التكتيكات والمخططات المحتملة التي تسمح لممولي الإرهاب وغاسلي الأموال والمتهربين من العقوبات بغسل العائدات غير المشروعة من خلال شراء وشحن السلع الكمالية".
وأحمد متهم ليس فقط بتمويل حزب الله المحظور كمنظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وعدد متزايد من البلدان، ولكن أيضا لتقديم الأموال شخصيا إلى أمينه العام، حسن نصر الله.
وفي إجراء منفصل، أعلن برنامج المكافآت من أجل العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية يوم الثلاثاء عن مكافأة تصل إلى 7 ملايين دولار للحصول على معلومات حول القائد البارز في حزب الله إبراهيم عقيل، المعروف أيضا باسم تحسين.