ممول حزب الله المدرج على لائحة العقوبات يستفيد من الأزمة اللبنانية

فرضت الولايات المتحدة يوم الاثنين، 24 كانون الثاني/يناير، عقوبات على شبكة مالية يترأسها الصراف اللبناني حسن مقلد على خلفية تسهيل أنشطة حزب الله المالية.

وفرضت أيضا عقوبات على عدة شركات يسيطر عليها مقلد، وعلى ابنيه ريان وراني اللذين يسهلان أنشطة والدهما والأنشطة المالية لشركاته دعما لحزب الله.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، إن "مقلد قدم نفسه كمدافع عن ازدهار لبنان الاقتصادي، لكنه بدلا من ذلك كان يساعد حزب الله ونفسه في الاستفادة من الأزمة الاقتصادية في لبنان".

وشملت للعقوبات شركة سي تي ئي إكس إكستشنج، "وهي شركة خدمات مالية مزعومة أسسها مقلد بالتنسيق مع حزب الله لاستغلال الطلب المتزايد على خدمات صرف العملات في لبنان وإفادة حزب الله".

وأضاف برايس في بيان للإعلان عن العقوبات الجديدة، أن مقلد سعى "للحفاظ على مظهره كخبير مالي واقتصادي".

وتابع "لكنه في واقع الأمر رجل أعمال انتهازي يستغل معاناة الشعب اللبناني ليقدم الدعم المالي لحزب الله الإرهابي، بل وحتى يساعده في تأمين الأسلحة".

بدورها، قالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إنه من موقعه في مركز الشبكة، لعب مقلد "دورا رئيسا في تمكين حزب الله بالاستمرار في استغلال ومفاقمة أزمة لبنان الاقتصادية".

وأشار وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب، بريان نيلسون، إلى أن "الفساد يقوض النمو الاقتصادي وقدرة الأفراد على إعالة أسرهم".

ولهذا السبب، أكد أن "الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة أولئك الذين يستغلون مناصبهم المميزة لتحقيق المكاسب الشخصية".

واتهم الثلاثي مقلد بدعم وتمكين حزب الله ومصالحه على نحو نشط، وذلك "على حساب شعب لبنان واقتصاده".

شركة مالية كواجهة

وقالت الخزانة الأميركية إن مقلد، وهو خبير اقتصادي مقيم في لبنان، قد عمل بتنسيق وثيق مع كبار المسؤولين الماليين بحزب الله لمساعد الحزب الذي تدعمه إيران في تأسيس وجود له ضمن النظام المالي في لبنان.

وعمل كمستشار مالي لحزب الله وأبرم صفقات تجارية نيابة عن الحزب في جميع أنحاء المنطقة، وذلك بالعمل بتنسيق وثيق مع المسؤول المالي البارز في حزب الله محمد قصير الخاضع للعقوبات.

وأوضحت الخزانة أن مقلد نسق مجموعة كبيرة من المسائل مع قصير، بما في ذلك صفقات تجارية تشمل روسيا، وأيضا جهود لمساعدة حزب الله في الحصول على أسلحة ليستخدمها".

وفي منتصف عام 2021 ونيابة عن حزب الله، أسس مقلد أيضا شركة سي تي ئي إكس، وهي شركة مالية تستخدم كواجهة مقرها بيروت، وحصل على ترخيص من المصرف المركزي اللبناني لتحويل الأموال داخل لبنان وخارجه.

وتابعت وزارة الخزانة أنه في غضون عام واحد، حصلت شركة سي تي ئي إكس على حصة سوقية كبيرة في قطاع تحويل العملات في لبنان، وبحسب ما ورد، جمعت ملايين الدولارات لصالح المصرف المركزي اللبناني.

وذكرت الوزارة أنه "في الوقت نفسه، كانت الشركة تقدم الدولارات الأميركية لمؤسسات حزب الله وتجنّد صيارفة موالين للحزب".

وأضافت أن "حسن مقلد يدافع عن شركة سي تي ئي إكس مباشرة أمام حاكم المصرف المركزي، ويتلقى يوميا عمولات بمئات الآلاف من الدولارات".

وأوضحت الوزارة أنه في خضم الأزمة المالية في لبنان، "كان مقلد يعمل مع مسؤولي حزب الله للاستفادة من جهود المستثمرين والمغتربين لجني المال في القطاع المالي اللبناني وتحويل الأموال النقدية إلى خارج لبنان".

وعمل كذلك على توسيع شركة سي تي ئي إكس خارج لبنان.

مقلد وأولاده

ووفق وزارة الخزانة الأميركية، فإن ريان مقلد، الذي عمل مع مسؤول حزب الله قاسم البزال في عام 2021 في مسائل تتعلق بالتمويل، عمل كمساعد مكتبي لأبيه في مجموعة من المسائل.

ومن بين هذه المسائل، استخدام حسابات المصارف الأجنبية لتسهيل الأنشطة المالية غير المشروعة.

وريان مدرج كالمدير الإداري لواحدة من شركات أبيه، وهي الشركة اللبنانية للمعلومات والدراسات، والتي أدرجت أيضا يوم الاثنين على لائحة العقوبات.

أما حسن مقلد، فهو يتقلد منصب رئيس تحرير الشركة اللبنانية للمعلومات والدراسات، ويعمل كذلك ككبير المحررين الاقتصاديين لمجموعة من مواقع الويب المرتبطة بهذه الشركة، بما في ذلك www.greenarea.me و imarwaiktissad.com وروسيا الآن.

في حين أن راني مقلد مرتبط علنا بشركة سي تي ئي إكس، وفوضه أبوه بالانخراط في معاملات نقدية نيابة عن الشركة مع المصرف المركزي اللبناني. وهو أيضا موظف في الشركة اللبنانية للمعلومات والدراسات.

ومن الشركات التي أدرجت على لائحة العقوبات يوم الاثنين الشركة اللبنانية للنشر والإعلام والبحوث والدراسات، التي يديرها حسن مقلد وتقع في نفس مقر الشركة اللبنانية للمعلومات والدراسات.

وفي كانون الأول/ديسمبر، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أفراد وشركات على خلفية الانخراط في إدارة وتمكين الجهاز المالي الضخم لحزب اللهالذي يعمل في جميع أنحاء لبنان.

وتتضمن هذه الكيانات مؤسسة القرض الحسن، وهي منظمة خيرية تعمل كبنك وقد استخدمها الحزب كغطاء للوصول إلى النظام المالي العالمي، كما تمثل وحدة التمويل المركزية لحزب الله.