بيروت -- قال مراقبون إن حزب الله اللبناني منخرط مؤخرا في سلسلة من الأنشطة في أنحاء معينة من سوريا، حيث غيّر مواقع أسلحته وإمداداته من الذخيرة وكثف جهوده الرامية لتجنيد الشباب السوري لحراسة تلك المواقع.
وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان في 16 آذار/مارس أن الحزب المدعوم من إيران نقل سلاح وذخائر من مستودعاته قرب الكسوة جنوبي دمشق، إلى أطراف تدمر.
وأرسل حزب الله مؤخرا 4 شاحنات محملة بالذخيرة والأسلحة المتوسطة والثقيلة إلى محيط قرية مرهطان عند الأطراف الغربية لمدينة تدمر الأثرية، وقام بحسب المعلومات بتخزينها في مستودعات تحت الأرض.
وأوضح المرصد أن حزب الله حفر المستودعات خلال العام الماضي.
وأشار المرصد إلى أن الخطوة تأتي في ظل تكثيف حزب الله الذي يدعم نظام بشار الأسد الوحشي عمليات تجنيد السوريين في المناطق الصحراوية شرقي محافظة حمص حيث تم تجنيد أكثر من 22 شخصا حتى اليوم.
وقال إن مهمة المجندين ستتمثل بحراسة مراكز حزب الله ومستودعات الأسلحة التابعة له، مضيفا أن الحزب يقوم بتدريبهم على كيفية استخدام الأسلحة في حقل عسكري يديره عند أطراف مرهطان.
نشاط مكثف
وفي هذا السياق، قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن حزب الله "نقل مؤخرا سلاحا من عيارات مختلفة لمستودعات بجنوب تدمر".
واضاف أن الحزب استقدم أيضا مجموعة من رعاة الماشية البدو ممن هم على تواصل معه ومع الحرس الثوري الإيراني.
وتابع "نقلهم لمحيط مرهطان ومناطق أخرى بالبادية السورية مع ماشيتهم وخيمهم لحراسة مستودعات سلاحه تحت ذريعة رعي الماشية لقاء رواتب شهرية".
وذكر "باشر حزب الله منذ فترة باستقطاب من بقي من شباب بريف حمص ويخضعهم لاختبارات عسكرية أمنية لتجنيدهم بصفوفه ليكونوا حراسا له بتلك المناطق وبإمرة قيادييه".
وأوضح أن الحزب المدعوم من إيران كان قد جند سابقا مقاتلين من دير الزور واللاذقية ويجند راهنا مقاتلين من ريف حمص وحلب، بحيث "بلغ مجموع ما جنده خلال العام الفائت لليوم نحو 6000 مقاتل سوري".
ولفت إلى أن الشباب السوري يلتحق بصفوف حزب الله في الأساس بسبب "الوضع الاقتصادي الخانق الذي يسهل خضوعهم لمشيئة الحزب".
سعي للسيطرة
وبدوره، اعتبر المدير التنفيذي للمؤسسة اللبنانية للديمقراطية وحقوق الإنسان (لايف) نبيل الحلبي أن تجنيد حزب الله للسوريين يأتي ضمن جهد إيراني أكبر هدفه وضع سوريا تحت سيطرة الميليشيات التابعة لإيران.
وقال للمشارق "يعمد حزب الله راهنا لتجنيد دفعة جديدة من السوريين لحماية المناطق التي أجرى فيها تغييرا ديموغرافيا بعدما هجر سكانها الأصليين".
وأشار الحلبي إلى أن حملة التجنيد التي استأنفها حزب الله بمحافظة حمص "توسعت لتشمل حلب بهدف تغيير ديموغرافيتها".
وذكر أن الحزب نقل سلاحه إلى تلك المناطق من أجل حماية المناطق التي يسيطر عليها في صحراء حمص الشرقية ومحيط تدمر.
ولفت إلى أن الأسلحة نقلت من منطقة الكسوة في ريف دمشق و"تعتبر نقطة تجمع استراتيجية لسلاح حزب الله"، كما أنها منطقة قريبة من الحدود السورية-اللبنانية.
ومن جهته، أكد الباحث السوري المتخصص بحزب الله تركي مصطفى أيضا أن حزب الله نقل مؤخرا سلاحه وذخيرته من المواقع العسكرية القريبة من السيدة زينب جنوبي دمشق إلى مواقع أخرى بصحراء تدمر.
وقال "نقلت أسلحة من محيط مدينة تدمر ووزعت على مناطق عسكرية أكثر تحصينا تقع ضمن مجال نفوذ الميليشيات الإيرانية بالقرب من مدينة السخنة والمحطة الثالثة ومنطقة الصوانة".
وأوضح للمشارق أنه في منطقة الكسوة، "جرى توزيع الأسلحة بأماكن حصينة ضمن نطاق تواجد الفرقة التاسعة (قوات النمر) التابعة لقوات نظام الأسد".
وذكر أن من بين الأسلحة التي تم تخزينها هناك "صواريخ إيرانية الصنع متوسطة المدى".