عمل الحرس الثوري الإيراني بقوة على توسيع نطاق تواجده في شرقي سوريا منشأ بذلك رقعة يشير إليها البعض باسم "إيران الصغيرة"، وصادر الممتلكات فيها وجنّد الشباب المحليين وإلحقهم بصفوف ميليشياته.
وظهرت عدة ميليشيات في المنطقة التي تمتد من الحدود العراقية إلى بادية تدمر وأطراف محافظتي حمص وحماه، وقد أحضرت آلاف المقاتلين من مختلف الجنسيات إلى المنطقة.
وأسس الحرس الثوري والميليشيات التابعة لموطئ قدم لهم على طول نهر الفرات، في المنطقة الممتدة من بلدة البوكمال الحدودية إلى الميادين ومدينة دير الزور، وصولا إلى محافظة حلب وعبر الصحراء حتى حمص.
وأحضر الحرس الثوري ميليشيات تابعة له تضم مقاتلين أجانب، وجنّد الشباب المحلي في جماعات سورية جديدة تابعة له وصادر الممتلكات الخاصة من أجل استيعاب الوافدين الجدد، مطلقا بذلك عملية تغيير ديموغرافي.
ويوم الأحد، 14 آذار/مارس، تلقى سكان نحو 15 منزلا في الميادين أوامر إخلاء من جماعة تابعة للحرس الثوري زُعم أنها تعمل لصالح النظام السوري، حسبما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتابع أنه قبل يوم، صادرت ميليشيا كتائب أبو الفضل العباس المدعومة من الحرس الثوري محطة وقود عند أطراف مدينة الميادين بأمر من زعيم في الميليشيا.
تواجد كثيف للحرس الثوري
وفي هذا السياق، قال الباحث السياسي المتخصص بشؤون الحرس الثوري الإيراني عبد النبي بكار، إن ثمة أسباب عدة وراء تركيز الحرس الثوري على نشر الميليشيات التابعة له على نطاق واسع في شرقي سوريا.
وأضاف أن الحرس الثوري اختار التوسع في مختلف أنحاء المنطقة الجغرافية الكبرى من أجل تسهيل التحرك الدائم للميليشيات التابعة له وعناصره وسلاحه بين العراق وسوريا، وتأمين الطريق بين طهران وبيروت.
وذكر بكار أن أحد الحوافز الأخرى لتواجد الحرس الثوري في هذه المنطقة، يتمثل في مخزونها من الموارد الطبيعية، بما في ذلك النفط والفوسفات ومعادن أخرى.
بدوره، قال الناشط من دير الزور جميل العبد، إن معظم الميليشيات التابعة للحرس الثوري متواجدة في شرقي سوريا.
وأضاف أن حزب الله اللبناني يعد الأقوى بينها، يليه لواء فاطميون المؤلف من مقاتلين أفغان والذي بات رأس حربة للحرس في سوريا.
وتشمل المجموعات الأخرى لواء زينبيون وهي ميليشيا مؤلفة من مقاتلين من باكستان، إلى جانب كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها.
تجنيد محلي
وذكر العبد أن الحرس الثوري أنشأ عددا من الميليشيات المحلية في شرقي سوريا، وهي مؤلفة من شباب سوري.
وتابع أن هذه الأخيرة تشمل اللواء 313 ولواء السيدة رقية ولواء الباقر والهاشميون وكتيبة الزهراء وكتيبة العباس وكتيبة الإمام رضا وفوج الإمام الحجة ولواء الإمام زين العابدين وحشد الجزيرة والفرات ولواء الصقور والفوج 47.
ولفت العبد إلى أن الحرس الثوري حوّل هذا الجزء من شرقي سوريا إلى معسكر شاسع ومستودع لكل أنواع الذخيرة والصواريخ.
وبحسب وسائل إعلام متعددة، دخلت كميات كبيرة من الأسلحة والصواريخ إلى سوريا من الجانب العراقي للحدود، وتم توزيعها على مستودعات تقع تحت سيطرة الميليشيات العراقية المدعومة من إيران ولواء زينبيون.
وفي هذا السياق، قال الصحافي السوري محمد العبد الله إنه بحسب بعض التقديرات، ثمة أكثر من 25 ألف مقاتل تابعين للحرس الثوري في شرقي سوريا.
وأوضح أن الحرس الثوري يغري العناصر الجدد للانضمام إلى صفوف الميليشيات عبر تقديم المال والأسلحة والحماية لهم من التهديدات الإرهابية والضغوط التي يتعرضون لها من جانب النظام السوري، كخدمة التجنيد الإلزامي.
وأضاف أن المجندين الجدد يضمون شبانا قاصرين.
وأكد العبد الله إن تجنيد شبان العشائر في صفوف ميليشيات الحرس الثوري يجري توازيا مع الترويج على نطاق واسع لمذهب الولي الفقيه الذي يدعو إلى الولاء للمرشد الأعلى في إيران.