القاهرة -- قال ناشطون سوريون إن القوات الروسية تحاول عبر أفعالها الأخيرة في سوريا إرسال رسالة إلى الشعب السوري والمجتمع الدولي مفادها أنها لا تزال قوة مسيطرة على منطقة الجنوب السوري.
وذكروا أن آخر استعراض لها جاء في ظل محاولة الميليشيات الموالية لإيران التوغل في المناطق الواقعة تحت سيطرة روسيا، وذلك عبر حملات تجنيد وإبرام صفقات مع تجار المخدرات المحليين لتنفيذ عمليات التهريب المدرة للمال.
وذكر المحامي السوري بشير البسام للمشارق، أن منطقة درعا لها طابعها الخاص ذلك أنها على حدود الأردن وإسرائيل.
وقال إنه "جرت خلال السنوات الماضية تفاهمات إقليمية ودولية أدت إلى تعهد روسيا بالسيطرة على هذه المناطق لمنع توغل وتقدم الميليشيات الموالية للحرس الثوري الإيراني".
وكانت روسيا راعية اتفاقيات مصالحة بين الفصائل المعارضة المحلية والنظام السوري، وشمل ذلك الإعفاء عن المقاتلين المعارضين السابقين لضمان عدم ملاحقة النظام السوري لهم أمنيا أو قضائيا.
وأضاف البسام أنها شكلت أيضا عدة فصائل موالية للنظام ونشرتها في المنطقة.
وتابع أنه "منذ انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية، بدأت الفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني بمحاولة التمدد في المنطقة الجنوبية خصوصا تلك المحاذية للحدود الأردنية".
وذكر "صدرت عدة اعتراضات من أرفع المستويات من قبل الأردنيين. ودفع ذلك روسيا إلى القيام بجولة استعراضية من خلال دوريات ضمت ضباطا كبارا من الجيشين الروسي والسوري".
وأشار إلى أن "الهدف كان إرسال رسائل طمأنة بأن روسيا لا تزال تتحكم بهذه المنطقة وليس إيران"، قائلا مع ذلك إن "الوضع على الأرض مغاير لهذا".
نشاط روسي ʼغير اعتياديʻ
وبدوره، ذكر الناشط جمعة المسالمة وهو من مدينة درعا أن دورية روسية "غير اعتيادية" جالت على طول الخط الحدودي مع الأردن وضمت أكثر من 10 مركبات عسكرية ومجموعة من الضباط الروس وضباطا سوريين وعلى رأسهم رئيس فرع الأمن العسكري لؤي العلي.
وأوضح للمشارق أن الدورية توقفت في عدة نقاط كقرى عابدين والقصير وكويا ومعريا، حيث قام الضباط بالتحدث مع الأهالي وتوزيع بعض المساعدات الغذائية عليهم.
وأضاف أن الدورية توقفت في مدينة بصرى الشام، لافتا إلى أن المنطقة شهدت اختفاء للميليشيات المدعومة من الحرس الثوري طيلة تجول الدورية الروسية.
وأكد المسالمة أن الميليشيات الموالية لإيران، وخاصة حزب الله اللبناني والفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري بقيادة شقيق بشار الأسد، ماهر، "فتحت باب التطوع لأبناء المنطقة بشكل واسع ولافت".
وأضاف "هو ما أدى إلى توتر الأوضاع في المنطقة التي تحاول الفرقة الخامسة التابعة للواء الثامن المدعوم من روسيا الحد من هذا الانتشار".
ولفت إلى أن "الأوضاع الأمنية سيئة جدا وتشهد مدينة درعا والمنطقة المحيطة بها الكثير من عمليات الاغتيال بين الطرفين"، بالإضافة إلى مواجهات مسلحة منتظمة سقط فيها عددا من القتلى.
بؤرة لتجارة المخدرات
ومن جانبه، قال الناشط نزار بوعلي، وهو من مدينة السويداء، إن مناطق حوران ودرعا تشهد انتشارا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة للميليشيات الموالية للحرس الثوري، خاصة في المرتفعات الواقعة في شمال وشمال غرب درعا ومدينة أزرع ومواقع سيطرة الفرقة التاسعة.
وذكر أن "وتيرة الانتشار الإيراني تسارعت مؤخرا بعد الضربات الجوية التي تتعرض لها القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها".
وأوضح أنه إضافة إلى حملات التجنيد، تعقد الميليشيات الموالية لإيران صفقات مع مهربي وتجار وموزعي المخدرات.
وأشار بو علي إلى أن تلك الميليشيات أقامت أكثر من معمل لإنتاج الحبوب المخدرة التي يتم تهريبها عبر الحدود مع الأردن.
وأكد أن "هذه التصرفات تلقى معارضة من أبناء المنطقة، وهو ما أشاع التوتر حيث يرفض رؤساء العشائر والوجهاء بأن تكون المنطقة مصدرا لهذه المواد لأي جهة كانت".