أعمال

قطر تأخذ مكان روسيا في مشروع غاز لبنان وتوجه ضربة أخرى للكرملين

نهاد طوباليان

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي في حفل توقيع اتفاقيات التنقيب عن الغاز الطبيعي المعدلة في البلوكين 4 و9، في كانون الثاني/يناير. دخلت شركة قطر للطاقة في الكونسورتيوم مع شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركة إيني الإيطالية بعد انسحاب شركة نوفاتيك الروسية. [مكتب رئيس الوزراء اللبناني]

رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبناني نجيب ميقاتي في حفل توقيع اتفاقيات التنقيب عن الغاز الطبيعي المعدلة في البلوكين 4 و9، في كانون الثاني/يناير. دخلت شركة قطر للطاقة في الكونسورتيوم مع شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركة إيني الإيطالية بعد انسحاب شركة نوفاتيك الروسية. [مكتب رئيس الوزراء اللبناني]

بيروت -- انضمت شركة قطر للطاقة رسميا في 29 كانون الثاني/يناير إلى جهود التنقيب عن الغاز الطبيعي في المياه اللبنانية، ودخلت في شراكة مع شركة توتال إنرجي الفرنسية وشركة إيني الإيطالية.

ويأتي دخول قطر للطاقة إلى الكونسورتيوم بعد خروج شركة نوفاتيك الروسية منه في آب/أغسطس الماضي، علما أنها انضمت إليه عام 2018.

وتأتي هذه الخطوة أيضا في أعقاب إبرام اتفاق حدودي بحري بين لبنان وجارته الجنوبية إسرائيل توسطت فيه الولايات المتحدة في تشرين الأول/أكتوبر، والذي أتاح إنتاج كميات كبيرة من الغاز البحري لكلا البلدين.

وستستحوذ شركة قطر للطاقة على حصة بنسبة 30 في المائة من أصول اتفاقيتي التنقيب عن النفط والغاز وإنتاجهما في البلوكين 4 و9، وهما جزء من حقل لڤياثان البحري للغاز.

صورة تُظهر علامات الحدود البحرية في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة لبنان في رأس الناقورة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التقطت في 7 تشرين الأول/أكتوبر. [جلاء مرعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة تُظهر علامات الحدود البحرية في مياه البحر الأبيض المتوسط قبالة لبنان في رأس الناقورة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، التقطت في 7 تشرين الأول/أكتوبر. [جلاء مرعي/وكالة الصحافة الفرنسية]

وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي حضر حفل التوقيع إن الاستثمار القطري "يفتح الطريق مستقبلا لاستثمارات عربية وخليجية على وجه الخصوص، لما يصب في مصلحة لبنان وأشقائه العرب".

وقالت مصادر في وزارة الطاقة اللبنانية إن شركة نوفاتيك الروسية بررت انسحابها بعدم قدرتها على إجراء تحويلات مالية خارج روسيا بسبب العقوبات المفروضة عليها.

يذكر أن روسيا تخضع لعقوبات دولية نتيجة حربها غير المبررة على أوكرانيا، والتي تدخل عامها الثاني في 24 شباط/فبراير.

وقال خبراء نفط ومحللون سياسيون للمشارق إن انسحاب نوفاتيك يشير إلى عدم مصداقية روسيا في التزاماتها بهذا الاتفاق الحيوي للبنانوفي تعاملها مع قضايا شعوب الشرق الأوسط.

وبالإضافة إلى تسليط الضوء على حرب روسيا ضد أوكرانيا، أشاروا إلى دعم الكرملين لإيران ووكلائها في المنطقة ، بينهم حزب الله اللبناني.

وأوضحوا أن دور قطر أقل إشكالية، معربين عن أملهم في أن يمهد الطريق لمزيد من الاستثمارات الخليجية والعربية في النفط اللبناني.

الشراكة القطرية محورية

وقال مصدر مطلع على تفاصيل الاتفاقية إن دخول شركة قطر للطاقة كشريك في الكونسورتيوم للتنقيب عن النفط والغاز في لبنان "محوري" لأنها تتمتع بخبرة عميقة في هذا المجال.

وأوضح للمشارق أن انسحاب شركة نوفاتيك من الكونسورتيوم كان بسبب "المشاكل التي تواجهها وأبرزها تحديات تحويل الأموال [اللازمة للمشروع] بسبب العقوبات الأميركية على روسيا".

وأضاف أن "انسحابهاجاء لصالح لبنان، إذ سمح بدخول شركة قطر للطاقة كشريك رئيس واستراتيجي مع شركة توتال إنرجي".

ورجح أن يكون دخول قطر إلى لبنان "حافزا لعودة الأموال العربية والخليجية مثل الصندوق السعودي للتنمية والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية".

وأشار إلى أن أموال الصناديق هذه ساهمت في تنفيذ مشاريع تنموية في لبنان من خلال مجلس الإنماء والإعمار والبنك الإسلامي للتنمية، اللذين يقدمان منذ سنوات قروضا ميسرة.

وذكر أن مشاركة قطر تعد أيضا "مؤشرا على التعاون العربي-الخليجي الإقليمي، والاستثمار في الطاقة".

روسيا فقدت كل مصداقية

رأت المتخصصة بشؤون الطاقة، لوري هياتيان، أن قطر للطاقة مهتمة من الأساس بقطاع النفط والغاز في لبنان.

وأضافت أن دخولها اليوم إلى كونسورتيوم استكشاف وإنتاج النفط والغاز في البلوكين 4 و9 في المياه اللبنانية، جاء كنتيجة مباشرة للمفاوضات وترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

وتابعت أن "انضمام قطر إلى الكونسورتيوم ليس مستغربا كونها موجودة في قبرص منذ سنوات وبشراكة مع شركة إكسون موبيل الأميركية، وكشريك استراتيجي مع توتال أنرجي في عدة بلدان".،

واعتبرت هياتيان أن الشركة القطرية" أفضل شريك تجاري سياسي-استراتيجي لاستكشاف وإنتاج النفط والغاز اللبناني".

وأكدت أنه جاء "في اللحظة المؤاتية وبحجم الاتفاق".

من جهة أخرى، لفتت إلى أن خروج نوفاتيك، المقرب رئيسها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يشير إلى أن روسيا فقدت مصداقيتها في المنطقة ولا يمكن الاعتماد عليها.

وبحسب تحقيق أجرته صحيفة الغارديان في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وقعت شركة نوفاتيك التي تعدّ أكبر شركة غاز خاصة في روسيا تدريجيا تحت سيطرة الكرملين، وحققت أرباحا ضخمة بسبب ذلك.

من جانبه، اعتبر المحلل السياسي بشارة خير الله في حديثه للمشارق أن خروج نوفاتيك من الكونسورتيوم "تأكيد جديد على فقدان روسيا كليا لمصداقيتها في العالم، بعدما فقدتها جراء حربها على أوكرانيا".

وقال إن روسيا فقدت مصداقيتها منذ زمن بعيد بفعل سياساتها الخارجية، "خصوصا حمايتها لنظام بشار الأسد وهو يقتل ويهجر شعبه"، إضافة إلى دفاعها عن إيران وأذرعها في المنطقة.

"وختم مؤكدا أنه" لا يمكن اعتبار روسيا للحظة أنها ضمانة سلام لشعوب المنطقة. في المقابل، يعطي وجود قطر اليوم في لبنان أملا بأنه ليس متروكا لإيران الممثلة بحزب الله".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500