أمن

خبراء: الهبة القطرية للجيش اللبناني ستؤمن المزيد من الاستقرار

نهاد طوباليان

الجيش اللبناني يفرغ 70 طنا من المواد الغذائية التي أرسلت كهبة من الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مطار رفيق الحريري الدولي بشهر حزيران/يونيو. [قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه]

الجيش اللبناني يفرغ 70 طنا من المواد الغذائية التي أرسلت كهبة من الأمير القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في مطار رفيق الحريري الدولي بشهر حزيران/يونيو. [قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه]

بيروت -- قال مسؤولون ومحللون لبنانيون إن الهبة الجديدة المقدمة من الدوحة بقيمة 60 مليون دولار للجيش اللبناني الذي يواجه أزمة مالية، تأتي في وقت حرج وستساعد الجيش على تنفيذ مهامه الوطنية والحفاظ على الأمن والاستقرار في البلاد.

وقال وزير الخارجية القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن المساعدة التي أعلن عنها في 30 حزيران/يونيو تعكس دعم الدوحة "للشعب اللبناني الشقيق وإيمانها الراسخ بأهمية وضرورة العمل العربي المشترك".

وبدوره، ذكر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون أن قطر "كانت دوما سباقة بالوقوف إلى جانب لبنان، وبخاصة الجيش".

ولفت إلى أن قطر "بادرت أيضا منذ نحو عام إلى إرسال مساعدات غذائية شهرية إلى المؤسسة العسكرية في ظل معاناتها من تداعيات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها لبنان".

صورة يظهر فيها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ووفد من سفارة قطر في مطار رفيق الحريري الدولي عقب تسلم هبة أمير قطر في حزيران/يونيو. [قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه]

صورة يظهر فيها قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون ووفد من سفارة قطر في مطار رفيق الحريري الدولي عقب تسلم هبة أمير قطر في حزيران/يونيو. [قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه]

وتبرعت الدوحة كذلك بـ 70 طنا من المواد الغذائية للبنان في شهر حزيران/يونيو.

وفي هذا السياق، قال النائب اللبناني السابق وهبة قاطيشا إنه "بظل تحلل الدولة التي أضعفت كل مؤسساتها ووضعت بعضها خارج الخدمة، تبقى المؤسسة العسكرية العمود الفقري للدولة وللأمن والاستقرار".

وتابع في حديثه للمشارق أن الهبة القطرية ستوفر الرواتب لعناصر الجيش وستسمح لهم بالاستمرار بواجباتهم والحفاظ على الاستقرار الأمني والاجتماعي.

الحفاظ على الاستقرار

ولفت قاطيشا، وهو عميد متقاعد في الجيش اللبناني، إلى أن المؤسسة العسكرية "تحظى بثقة الدول العربية والخليجية والأجنبية التي بدورها فقدت ثقتها بالدولة اللبنانية".

ويتحمل حزب الله الجزء الأكبر من المسؤولية في حالة التوتر السائدة بين لبنان ودول الخليج، علما أن الحزب يتدخل في القرار اللبناني ويواصل حمل السلاح والانخراط في أنشطة تهريب مخدرات، متجاهلا بذلك سياسة النأي بالنفس عن الحروب الخارجية التي ينتهجها لبنان.

وأضاف قاطيشا أن الجيش هو أساس الدولة، ولذلك يحظى بثقة الدول العربية والخليجية كما يعتمد الشعب اللبناني عليه.

ولكنه يواجه تحديات كبرى.

وأشار قاطيشا إلى أن الهبة القطرية ستساهم بصمود وجهوزية الجيش في الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي وأمن الحدود.

وبدوره، أوضح الصحافي المتابع للشؤون العسكرية ميشال نصر أن الهبة القطرية ستؤمن فور وصولها إلى المؤسسة العسكرية ارتياحا بصفوف الجيش إذ سيحصل كل جندي بحسب المعلومات على 100 دولار إضافي كل شهر على مدى 6 أشهر.

وتابع أن الهبة ستساهم أيضا بتحريك العجلة الاقتصادية بالبلاد.

ولفت إلى أن جزءا من الهبة سيخصص لتسديد ديون المؤسسة العسكرية المترتبة للمستشفيات والمرافق الطبية.

التوقيت مهم جدا

ومن جانبه، قال العميد ناجي ملاعب إن الهبة "مهمة جدا بتوقيتها للجيش اللبناني الذي يواجه ظروفا صعبة بفعل الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها لبنان".

وأضاف أن الجيش اللبناني بلغ مرحلة لم يعد فيها الجنود والضباط قادرين على الصمود جراء القيمة المنخفضة للعملة الوطنية.

وأشار إلى أن الكثيرين منهم "مقيدون" بديون.

وذكر ملاعب أن الهبة القطرية ورغم أنها مفيدة للجيش وعناصره، إلا أنها ليس حلا للأزمة المالية التي تواجهها المؤسسة العسكرية.

ولكنه أضاف أنه لولا الدعم المتعدد الأوجه الذي تتلقاه المؤسسة العسكرية، لما كان باستطاعة عناصر الجيش وهم الأساس القيام بواجبهم الوطني.

واعتبر الكاتب السياسي طوني بولس أن الجيش "بحاجة لجميع أنواع المساعدات العينية واللوجستية والمالية"، ذلك أن لبنان "عاجز عن تمويل المؤسسة العسكرية بالعتاد وتوفير الرواتب والطعام لعناصر الجيش".

وأضاف أن الهبة القطرية جاءت في الوقت المناسب.

وشدد على أهمية ذلك، لا سيما أن غياب الدفع والقدرة الشرائية المنخفضة دفعا ببعض الجنود إلى ترك المؤسسة سعيا وراء أعمال أخرى.

وقال إنه في هذه الأثناء، توفر الهبة القطرية للجيش اللبناني ضمانة نفسية للعناصر وتسمح لهم بأداء دورهم في الحفاظ على الأمن الوطني، بما في ذلك مكافحة التهريب عبر حدود البلاد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500