بيروت -- رصدت مؤخرا قافلة من الشاحنات المحملة بالذخيرة والحافلات التي تنقل عناصر ميليشياوية تابعة لحزب الله اللبناني، أثناء توجهها نحو بلدة ألبوكمال الحدودية في محافظة دير الزور شرقي سوريا.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في 25 تشرين الثاني/نوفمبر أن القافلة وصلت إلى مدينة الميادين قبل اتجاهها جنوبا نحو ألبوكمال والمعبر الحدودي بين سوريا والعراق.
وشهدت حركة نقل الذخيرة والعناصر انتشار عشرات العناصر الميليشياوية في مواقع تنشط فيها الجماعات التابعة لإيران.
وذكرت مصادر محلية للمشارق أن حزب الله يعزز مواقعه العسكرية ويزودها بالذخيرة لحماية معبر ألبو كمال الحدودي الذي يشكل ممرا أساسيا لطموحات إيران الإقليمية.
وفي تقرير صدر بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر، قال المرصد إن أعمال البناء بدأت في مدرجات للطائرات المسيرة بمنطقة الحيدرية قرب مدينة الميادين، مع أن الأعمال توقفت في وقت لاحق.
وعبّر أحد سكان ألبوكمال عن مخاوف إزاء تعريض أنشطة حزب الله المنطقة للخطر، إذ أن هذه المنطقة تشهد أكبر تمركز لمليشيات الحزب والحرس الثوري الإيراني.
وحاولت إيران وميليشياتها الوكيلة فرض الهيمنة الإيرانية على منطقة تبلغ مساحتها نحو 40 ألف كيلومتر مربع بالصحراء الشرقية لسوريا (البادية) تمتد من ألبو كمال إلى غربي وجنوبي تدمر وصولا إلى ريف الرقة الجنوبي.
مقر رئيسي للميليشيا
وفي هذا السياق، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن للمشارق "لا تتوقف قوافل حزب الله بالتوافد على المنطقة، محملة بالعناصر والذخيرة".
وتابع أن الميليشيا المدعومة من إيران "موجودة بقوة في ألبوكمال ومحيطها"، لافتا إلى أن الحرس الثوري كان قد سلم سابقا مهمة الإشراف على المنطقة لمسؤولين بحزب الله في ظل انشغاله بأمور أخرى.
وأضاف أن "شحنات الذخيرة مستمرة بالوصول إلى ألبوكمال التي تحولت لمقر لكبار قياديي حزب الله وعناصر أفغان وعراقيين وسوريين".
وأشار عبد الرحمن إلى أن ألبوكمال والمناطق المحيطة الخاضعة لسيطرة حزب الله "تشهد دوريا إعادة تموضع عسكري، ذلك أن ألبوكمال هي طريق طهران لبيروت عبر العراق وسوريا".
وأوضح "يؤمن حزب الله حماية هذه الطريق الاستراتيجية، عدا عن تحصين المنشآت الإيرانية بالمنطقة وأبرزها بمطار الحيدرية قرب مدينة الميادين".
وقد قررت إيران في هذه المنطقة إنشاء مدرجات للطائرات المسيرة قبل أن توقف العمل فيها.
وذكر أن حزب الله يستبيح سوريا لصالحه، "ليس فقط بألبو كمال ومحيطها، بل بكل المناطق التي يسيطر عليها".
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، أدخل مهربون يعملون لصالح حزب الله كميات كبيرة من حبوب الكبتاغون والحشيشة إلى منطقة الزلف ببادية السويداء ومنها إلى منطقة المثلث الحدودي، تمهيدالتهريبها إلى الأردن ودول أخرى.
ووفق ما ذكره مدير شبكة تدمر الإخبارية محمد حسن العايد، فإن حزب الله "هو أكبر ميليشيا متواجدة بسوريا ويعزز مواقعه بشكل دائم عبر تبديل عناصره بألبو كمال".
نقطة وصل أساسية لإيران
وأضاف أن الصحراء المحيطة بألبو كمال متلاصقة ببادية تدمر، مشيرا إلى أن "ألبوكمال نقطة وصل بين مواقع مهمة جدا" بالنسبة لجهود إيران الهادفة إلى توسيع نطاق هيمنتها من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت.
ولفت إلى أنه منذ العام 2018 وعقب هزيمة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، فإن لإيران " تواجد بري عسكري كبير بألبو كمال" مع قيادات تشرف على المدينة.
وقال العايد إن "حزب الله كجزء من منظومة الحرس متواجد بقوة فيها، وفي تدمر ومحيط مطار التي فور ومطار تدمر العسكري".
وتابع أن لحزب الله أيضا عناصر متمركزون في محيط الميادين، بالقرب من قاعدة الإمام علي التي تعد إحدى أكبر القواعد العسكرية الإيرانية في المنطقة.
وأضاف "تعتبر إيران ألبو كمال ورقتها الرابحة وتحاول تقديم كافة التسهيلات للجانب الروسي للحفاظ على مكتسباتها بألبوكمال، أذ تعتبر إيران بقاءها بألبو كمال نجاحا لمشروعها بالمنطقة".
وفي هذا الإطار، أوضح مصدر من ألبو كمال طلب عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية أن البلدة الحدودية "أمست مركزا لنقل الأسلحة والذخائر والصواريخ من طهران لنظام الأسد".
وأضاف للمشارق أنها أصبحت أيضا مركزا لتهريب المخدرات إلى العراق والخليج عبر الأردن.
وتابع "أصبحت منطقتنا من أخطر وأفقر المناطق بسبب أنشطة حزب الله المشبوهة".
وختم قائلا "نراقب مرور شاحنات تنقل يوميا الصواريخ والذخيرة عبر معبر القائم وغيرها من المعابر غير الشرعية".