أكدت مصادر داخل مخيم الركبان العشوائي الواقع في منطقة ثلاثية الحدود جنوبي سوريا، أن سكان المخيم لما استطاعوا الاستمرار على قيد الحياة خلال الأسابيع الماضية لولا الدعم المقدم من القوات الأميركية.
وتعمل القوات الأميركية في المنطقة المصنفة كمنطقة عدم اشتباك تحت مظلة التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الذي يواصل فلوله شن هجمات متفرقة في أجزاء من البلاد.
ولكن يقع مخيم الركبان تحت حصار مزدوج من قبل قوات النظام السوري والقوات الروسية التي تمنع منذ سنوات دخول مساعدات الأمم المتحدة إليه.
ونقلت وسائل إعلام محلية أن العديد من النازحين الذين لا يزالون يقيمون في المخيم ويبلغ عددهم نحو 7000 شخص، يقولون إنهم سيواجهون خطرا يصل إلى حد الموت في حال عادوا إلى ديارهم في مناطق شرقي سوريا.
وحتى في حال لم يتم أخذ عامل السلامة في الاعتبار، فإن الإهمال السائد في المناطق الخاضعة للنظام ونقص فرص العمل، لا يشكلان حافزا كافيا يدفع سكان المخيم الصحراوي إلى مغادرته.
ويتمركز نحو 200 عنصر من الجيش الأميركي في ثكنة التنف بصحراء سوريا الجنوبية بالقرب من حدود البلاد مع الأردن والعراق.
وقال نائب رئيس مجلس عشائر تدمر والبادية محمد أحمد درباس، إن القوات الأميركية قدمت مساهمة كبيرة في تأمين راحة سكان المخيم.
يُذكر أن درباس عضو في مجلس إدارة مكتب إغاثة مخيم الركبان.
وأوضح أن أهم مساهماتها هي بحماية المخيم وسكانه بشكل مباشر ومن خلال دعمها جيش مغاوير الثورة.
ومن جهته، قال طارق النعيمي الذي يعمل في المجال الإغاثي بمخيم الركبان، إن "غالبية المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية رفعت يدها عن مخيم الركبان، وذلك لأسباب أمنية وسياسية".
وأضاف أن ذلك حد من الدعم الذي يحصل عليه سكان المخيم والذين يواجهون نقصا في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية، مشيرا إلى أن القوات الأميركية ساعدت في تلبية حاجاتهم وأرسلت إليهم فرقا متخصصة.
تلبية حاجات المخيم
وأضاف النعيمي أن القوات الأميركية ساعدت في تأمين المياه النظيفة في مخيم الركبان ودعمت إنشاء مصارف لمياه الصرف الصحي بالإضافة إلى الكهرباء.
وتابع أنها دعمت أيضا عيادة المخيم من خلال تقديم التدريب للعاملين فيه ومن خلال تقديم الأدوية واللقاحات الضرورية.
ولفت النعيمي إلى أن عناصر الجيش يقومون بزيارات دورية للمخيم للاجتماع مع وجهائه وقادة جيش مغاوير الثورة لتحديد احتياجات السكان ومطالبهم، "وغالبية المطالب تنفذ بما أمكن من السرعة".
وبدوره، قال باسم العقيدات وهو من سكان مخيم الركبان إن العلاقة بين سكان المخيم والقوات الأميركية علاقة "ودودة"، لافتا إلى أن هذه العلاقة كانت ظاهرة خلال زيارات الوفود.
وأكد أن سكان المخيم يقدرون الأمن الذي توفره القوات الأميركية لهم، سيما أن المنطقة معرضة لهجمات من قبل الجماعات المسلحة المدعومة من أطراف مختلفة.
وأوضح أن تنظيم داعش ينشط في المنطقة كما الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني والنظام السوري والقوات الروسية.
ولفت العقيدات إلى أن سكان مخيم الركبان ليس لديهم خيار سوى البقاء في المخيم، لأن "العودة إلى بيوتهم وأراضيهم في منطقة دير الزور أو الرقة تعتبر نوعا من الانتحار".
وقال إن هذه المناطق واقعة تحت سيطرة قوات النظام السوري أو القوات الروسية أو الميليشيات التابعة للحرس الثوري، وإن العودة "سيعرض أي عائد للملاحقات الأمنية من قبل القوات السورية أو الضغوط للانضمام لإحدى الميليشيات".
وأشار إلى أن الكثير من العائلات التي تركت المخيم وعادت انقطعت أخبارها نهائيا على الرغم من "الضمانات الأمنية" التي تعهدت بها قوات النظام.
وكشف أنه "تم تجميع هذه العائلات في مراكز أمنية وتم اعتقال العديد من الأشخاص وتركت العائلات بلا معيل".