مشروع تأهيل المدارس اليمنية يخلق بيئة تعلم أكثر نظافة وأمانا

عدن -- ساعد مشروع امتد مدة ستة أعوام وممول من وكالة المعونة الأميركية لتحسين العملية التعليمية في مدارس اليمن الذي مزقه الحرب أكثر من 407 ألف طالب في الحصول على التعليم.

فمنذ عام 2016، ساهم المشروع الذي تبلغ قيمته 18 مليون دولار، والذي يتم تنفيذه من قبل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وصندوق اليونيسف للطفولة التابع للأمم المتحدة، بتأهيل 256 مدرسة في اليمن.

فقد قامت منظمة اليونيسف بإعادة تأهيل مرافق المياه والصرف والنظافة الصحية في المدارس، ما أدى إلى تحسن الحضور ووفر للعاملين معدات تنظيف داخلية، مثل الصابون والمكانس والدلاء والمماسح والمطهرات.

وكانت وكالة المعونة الأميركية قد قالت في بيان في تشرين الثاني/نوفمبر إن المراحيض الآمنة لها أهمية خاصة بالنسبة للفتيات، "حيث أن عدم توافر المراحيض الآمنة قد ذكر على نحو منتظم من قبل المعلمين والوالدين كسبب يجعل الفتيات غير قادرات على الالتحاق بالمدرسة".

وقال كمال الوزيزة المسؤول الإعلامي في منظمة اليونيسف للمشارق، إن المشروع زود المدارس أيضا بالمستلزمات التعليمية.

ووفق وكالة المعونة الأميركية، تلقت المدارس 33800 طاولة و947 لوحة كتابة و175 ألف طقم أدوات للطلاب، تضمن كل منها حقيبة ظهر تحتوي على دفاتر وأقلام رصاص ومحايات وأقلام رصاص ملونة.

وأضاف الوزيزة أن المشروع وفر أيضا التدريب لـ 2126 مدرس ومشرف مدرسي على منهجيات التعلم النشط الذي يتمحور حول الطفل، كما أنه عمل على تقوية المشاركة المجتمعية، من بين أنشطة أخرى.

وفي حديثه للمشارق، قال أحد مهندسي تنفيذ المشروع في محافظة الضالع المهندس جمال علي، إن اختيار المدارس التي استهدفها المشروع جاء "طبقا لدراسة بالاحتياجات رفعتها لهم مكاتب التربية في المحافظات".

وأضاف أن مكاتب التربية بالتعاون مع اليونيسف حددت التدخلات المطلوبة في المدارس المستهدفة لإعادة تأهيل المدارس ودعم إيجاد بيئة صالحة ونظيفة للتعليم.

وأكد علي أن "المشروع أعاد مدارس للخدمة" بعد توقفها عن أداء رسالتها التعليمية بسبب ظروف الحرب والاستهداف المباشر وغير المباشر للمدارس.

وأشار إلى أن المشروع ساهم في زيادة عدد الملتحقين بالتعليم وحسن من ظروف بيئة التعليم وساعد في توفير أجواء صحية في المدارس المستهدفة.

الحوثيون 'يقتلون الأطفال'

وقال مسؤولون يمنيون إن الحوثيين المدعومين من إيران استهدفوا بطائرة مسيرة إيرانية الصنع مدرسة السلام بقرية الدير في مديرية حيران بمحافظة حجة أثناء حصة الدراسة الصباحية يوم 12 كانون الأول/ديسمبر.

وقال وزير الإعلام معمر الإرياني إن الهجوم أدى لمقتل طفل وإصابة ثلاثة أطفال بجروح خطيرة.

من جانبه، قال مدير عام مكتب حقوق الإنسان بصنعاء فهمي الزبيري للمشارق، إن "ميليشيات الحوثي تستهدف المدارس والأعيان المدنية في سلوك دموي ضد الطفولة في اليمن تجاوز كل القوانين الدولية".

وأضاف في حديث للمشارق أن الميليشيا تقتل أطفال أنصارها بدفعهم إلى الجبهات للقتال ضمن صفوفها وتقوم أيضا باستهداف أطفال خصومها بصواريخهم القادمة من إيران.

بدوره، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن الوضع الاقتصادي لليمن في غاية الصعوبة خصوصا مع استمرار الحرب للعام الثامن، "ما يجعل أجهزة الدولة بعيدة عن إصلاح ما دمرته الحرب".

وأضاف أن "إحصاءات صادرة عن الأمم المتحدة أكدت خروج أكثر من 3000 مدرسة من الخدمة بسبب التخريب والتدمير الذي تعرضت له سواء بسبب القصف المباشر أو اتخاذها كثكنات عسكرية أو مقرات أمنية، لا سيما من جانب الحوثيين".

وأكد أنه وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، فإن هناك مليونا طفل من البنين والبنات في اليمن ممّن هم في سن التعليم منقطعون عن الدراسة في الوقت الراهن.

وأوضح أن "الظروف الاقتصادية والفقر وتوقف الأعمال واستمرار الحرب مع انعدام الفرص تمنع الأطفال من الانتظام في فصولهم الدراسية".

وأكد ثابت أن مشروع الوكالة الأميركية له أهمية كبيرة "في ظل عدم قدرة الجهات الحكومية المختصة القيام بأعمالها وإعادة تأهيل المدارس".