تمتلك الولايات المتحدة مجموعة واسعة من منصات جمع المعلومات الاستخبارية الجوية التي تم تجربتها واختبارها في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية، وقد أثبت بعضها بالفعل قيمته طيلة أكثر من ثلاثة عقود.
فمثلا طائرة الاستطلاع من طراز آر-سي 135 ريفت جوينت توفر "قدرات فورية لجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها وتوزيعها في الزمن الحقيقي تقريبا"، وفقا للقوات الجوية الأميركية.
واستخدم سرب الاستطلاع الاستكشافي 763 هذه الطائرة مدة 32 عاما على نحو متواصل وناجح.
وقال الكابتن جيمس فرانسيس، وهو رئيس فريق وحدة تخطيط المهام بالسرب، إن "الطائرة ريفت جوينت هي الطائرة الرائدة في العالم في جمع المعلومات الاستخبارية والمراقبة والاستطلاع. فقدرة طاقمنا على معالجة وتوزيع إشارات المعلومات الاستخبارية لا نظير لها".
وكانت مهمة الطائرة ريفت جوينت في الشرق الأوسط قد بدأت في آب/أغسطس 1990 في الرياض بالمملكة العربية السعودية.
وعلى مدار الثلاثين عاما التالية، نفذت الطائرة، التي تشتهر باسم "RJ"، وأطقمها 12963 مهمة وتواجدت في مسرح العمليات طيلة 10958 يوما وأكملت 141358 ساعة طيران، حسبما أوردت القوات الجوية الأميركية عام 2020.
وعملت انطلاقا من قاعدة الأمير سلطان الجوية في المملكة العربية السعودية وقاعدة العديد الجوية في قطر.
وكان الرقيب الأول روبرت نال، مشغل وصلة البيانات في سرب الاستطلاع الاستكشافي 763، قد قال في عام 2020 إن "هذه الطائرة توفر عن القوات المستهدفة معلومات استخبارات ومراقبة واستطلاع دقيقة وفي الوقت المناسب لدعم عمليات التحالف ولدوائر الاستخبارات بصورة عامة، ما يمكن صناع القرار على مختلف المستويات من اتخاذ إجراءات مستندة إلى معلومات طيلة الحرب العالمية على الإرهاب".
وفي عام 2010، أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أنها توصلت لاتفاق مع الحكومة الأميركية لشراء ثلاثة طائرات من الطراز أر سي-135 دبليو ريفت جوينت، وفي العام التالي، بدأت أطقم القوات الجوية الملكية البريطانية في التدرّب إلى جانب زملائهم في القوات الجوية الأميركية.
وفي العام الماضي،وفي خضم الغزو الروسي لأوكرانيا، نشرت طائرات من هذا الطراز تابعة للقوات الجوية الأميركية مرات عدة لتنفيذ عمليات استطلاع حول بولندا على طول الحدود مع روسيا البيضاء وفوق جيب كالينينغراد الروسي، وفقا لبيانات الرادار من Flightradar24 و FlightAware.
أعين في السماء
إلى هذا، وفرت طائرة الإنذار والتحكم المحمول جوا (أواكس) من طراز إي-3 سنتري وطائرة الإنذار المبكر المحمول جوا من طراز إي-2 دي هاوكي قدرات استخبارات واتصالات لا مثيل لها طيلة عقود.
فالطائرة إي-3 سنتري توفر قدرات مراقبة وقيادة وتحكم واتصالات في جميع الأجواء للقوات الجوية الأميركية وحلف الناتو والقوة الجوية والفضائية الفرنسية وسلاح الجو الملكي السعودي وسلاح الجو التشيلي.
وسُلمت أول طائرة من هذا الطراز للقوات الجوية الأميركية في عام 1977، وعلى مدار السنوات السبعة التالية، تم تصنيع ما إجماله 34 طائرة. ومنذ ذلك الحين، قامت القوات الجوية الأميركية بترقية قدرات الطائرات مرات عديدة.
وإضافة إلى اكتشاف الطائرات أثناء الطيران، تستطيع هذه الطائرة تتبع الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة فوق الأرض والتمييز بين طائرات العدو وطائرات الحلفاء. ويمكنها كذلك اكتشاف الموجات الرادارية من طائرات العدو وتحديد هويتها ومكانها بصورة دقيقة.
وهي تخدم مركز قيادة جوية عبر مركزة المعلومات من وحدات متعددة مشاركة في عملية ما.
أما الطائرة إي-2 هاوكي، فقد صممت في أواخر خمسينات وأوائل ستينيات القرن العشرين للاستخدام من قبل البحرية الأميركية للعمل كـ "الأعين الإلكترونية للأسطول".
وبصورة إجمالية، تم منذ عام 1960 إنتاج 372 طائرة من هذا الطراز، ما يعتبر أطول فترة إنتاج بالنسبة لأي طائرة تعمل على حاملات الطائرات. وقد حلق الجيل الرابع من هذه الطائرة، وهو إي-2دي، لأول مرة في عام 2007.
وتمثل هذه الطائرة مكونا مهما للغاية في الأجنحة الجوية لحاملات الطائرات التابعة للبحرية الأميركية، إذ كل حاملة مزودة بأربع أو خمس طائرات، وقد لعبت أسراب هذه الطائرات دورا حاسما في العمليات الجوية حول العالم.
وبموجب برنامج المبيعات العسكرية الخارجية، باعت الحكومة الأميركية عددا من هذه الطائرات إلى القوات الجوية في مصر وفرنسا وإسرائيل واليابان وسنغافورة وتايوان. وتعمل نسخ من الطراز إي-2سي هاوكي في البحرية المكسيكية والفرنسية.
قدرات الجيل الخامس
إضافة إلى الطائرات الأكثر تخصصا، تحتل الولايات المتحدة وحلفاؤها الريادة في تنويع وتحسين سبل جمع البيانات وتحليلها، وذلك عبر استخدام مقاتلات الجيل الخامس إف-35 لايتينينغ 2 وإف-22 رابتور.
وبفضل قدرات التخفي، تستطيع هذه الطائرات العمل كطائرات أواكس مصغرة بتوفير قدرات إدارة المعارك عن طريق الاقتراب خلسة من العدو وجمع المعلومات من مستشعراتها والمصادر الأخرى.
وتستطيع هذه الطائرات استخدام الحواسيب على متنها لإدماج البيانات في صورة مترابطةومن ثم نقلها لتنسيق الجهود مع طائرات الجيل الرابع، مثل المقاتلة إف-15 إيغل وإف-16 فايتينغ فالكون ويوروفايتر تايفون، ما يجعل تلك الطائرات أكثر فتكا ويكمل قدرات طائرات أواكس الأخرى.
وكان الرائد جاستن "هازارد" لي، وهو مدرب طياري المقاتلات إف-35 في القوات الجوية الأميركية، قد صرح لبوبلار ميكانيكس في نيسان/أبريل أنه "في المقاتلة إف-35، نكون نحن لاعب الارتكاز الرئيس في ساحة المعارك، فمهمتنا هي أن نجعل كل من حولنا في وضع أفضل".
وأضاف أن "مقاتلات الجيل الرابع، مثل إف-16 وإف-15، ستبقى معنا حتى أواخر أربعينيات القرن الواحد والعشرين على الأقل. ونظرا لأنه يوجد الكثير منها مقارنة بعديدنا، فإن مهمتنا هي استخدام أصولنا الفريدة لتطويع ساحة المعارك بما يمنح هذه الطائرات قدرة أكبر للبقاء فيها".
نعم
الرد1 تعليق