تمكّن قدرات مقاتلة أف-35 لايتننغ 2 المتطورة الولايات المتحدة وحلفاءها من تأمين مصالحهما في مختلف أنحاء العالم.
وتم إطلاق مقاتلة أف-35 في العام 2015، واعتمدتها 13 دولة إلى جانب الولايات المتحدة، وهي المملكة المتحدة وإيطاليا وهولندا وأستراليا والنرويج والدنمارك وكندا وإسرائيل واليابان وكوريا الجنوبية وبولندا وبلجيكا وسنغافورة، بحسب ما جاء في بيان غير مؤرخ صدر عن شركة لوكهيد مارتن للمقاولات الدفاعية والتي تصنّع هذه الطائرة.
هذا وأعلنت سويسرا في نهاية شهر حزيران/يونيو، وهي آخر دولة من المقرر أن تشتري الطائرة، أنها اختارت الطراز أف-35 أيه ليحل محل مقاتلاتها القديمة من طراز أف-5 وأف/أيه-18. ومن المتوقع أن ترد موافقة نهائية على القرار في استفتاء بشهر أيلول/سبتمبر ومن البرلمان، بحسب ما ورد في موقع Military.com.
وسلّط المجلس الفدرالي السويسري الضوء على قدرة المقاتلة أف-35 على النجاة وإدراكها الظرفي المناسب لمهام الحراسة الجوية التي يقوم بها السلاح الجوي السويسري، وفق ما ذكرته صحيفة ديفنس نيوز في شهر حزيران/يونيو.
وقال المجلس إنه "من حيث الفعالية، حققت المقاتلة أف-35 أيه النتيجة الأفضل لأنها... تضم أنظمة شبكات جديدة بالكامل وقوية للغاية ومتكاملة لحماية ومراقبة المجال الجوي".
وللمقاتلة ثلاثة أشكال.
ويعد الشكل أف-35 أيهالذي يستخدمه سلاح الجو الأميركيهو شكل الإقلاع والهبوط التقليدي.
ويستخدم سلاح مشاة البحرية الأميركية الشكل أف-35 بي الذي "يستطيع الهبوط عموديا كالمروحيات والإقلاع ضمن مسافات قصيرة للغاية. ويسمح ذلك لها بالعمل انطلاقا من قواعد ذات مدارج قصيرة وبنية بسيطة جدا ومن مجموعة من السفن ذات القدرات الجوية"، حسبما أفادت شركة لوكهيد مارتن.
أما الشكل الثالث، وهو أف-35 سي، الذي يعرف باسم شكل الحاملة وتستخدمه البحرية الأميركية، فيستطيع الإقلاع من أية حاملة طائرات أميركية من أي مكان على وجه الأرض.
استخدام متعدد
وبفضل هذه القدرات، يستطيع طيارو مقاتلات أف-35 الإقلاع والهبوط من وعلى مجموعة متنوعة من الأراضي والمنصات التي لا يمكن لمعظم الطائرات الأخرى استخدامها، وهو ما يعرّض العدو لهجمات من محاور متعددة.
وتتميز مقاتلة الجيل الخامس بسرعة قصوى تبلغ 1.6 ماخ (أي 1.6 مرة أسرع من سرعة الصوت) وبمدى قتالي يصل إلى 1410 كيلومترا.
كذلك، تضم المقاتلة أف-35 ما يعرف بـ "الوضع الوحشي"، بحيث يتم تحميل الأسلحة على الأبراج المركبة على جناحي الطائرة وضمن الهيكل الداخلي، الأمر الذي يجعلها أكثر فتكًا عند الضرورة.
وفي وضع التخفي العادي، تستطيع الطائرة حمل 2.6 طنا من الذخائر على متنها في الهيكل الداخلي.
أما الوضع الوحشي، الذي تتضاعف فيه هذه الكمية إلى أربعة أضعاف لتصل إلى 10 أطنان، فيتم اعتماده خصيصا عند القضاء على أنظمة المضادات الجوية المعادية وحين لا تكون المقاتلة مضطرة للاعتماد على قدرتها على التخفي من أجل النجاة.
وبالإضافة إلى الذخائر الخاصة بها، تعزز الطائرة قدرات أنظمة الأسلحة الأخرى فتنشئ كوكبة من القوة النارية.
ومن شركاء أف-35 منظومة أيجيس القتالية، وهي منظومة أسلحة بحرية متكاملة تستخدم الكمبيوتر والرادار لتوجيه مختلف الأسلحة نحو الأهداف.
وتكمن مساهمة أف-35 في منظومة أيجيس بتوسيع نطاق الأهداف التي يمكن اكتشافها عبر تأمين مهام التخفي في عمق أراضي العدو. وفي خيار بديل، يمكن للمقاتلة أف-35 تنفيذ مهام القصف لدعم هجوم موجه بمنظومة أيجيس عند تجهيزها بالشكل المناسب.
وإلى جانب كون المقاتلة أف-35 نظاما مساعدا فعالا جدا لمنظومة أيجيس، فإنها تعزز من قوة ومدى وصول صواريخ توماهوك الموجهة.
ويغذي الجيش الأميركي توماهوك ببيانات من مصادر متنوعة، منها الطائرات والطائرات المسيرة والأقمار الصناعية والقوات والدبابات والسفن. وتشمل هذه الطائرات الطراز أف-35 الذي يستطيع تحديد الأهداف أثناء مهمة التخفي.
اختبار في ميدان القتال
هذا وأثبتت أف-35 بالفعل قدراتها القتالية.
ففي أيار/مايو 2018، أصبحت إسرائيل أول دولة تنشر مقاتلة أف-35 أيه في عمليات قتالية.
ففي ذلك الوقت، شاركت 8 مقاتلات إسرائيلية من طراز أف-35 في هجوم ضد أهداف لحركة حماس شمال غزة، مما أسفر عن تدمير 50 إلى 70 منصة لإطلاق الصواريخ.
كذلك، نفذ سلاح مشاة البحرية الأميريكية أول مهمة قتالية للطائرة في الشرق الأوسط في أيلول/سبتمبر 2018 باستخدام أف-35 بي، إذ تم شن غارة جوية ضد هدف ثابت وغير محدد لحركة طالبان في أفغانستان، بحسب ما ذكرته ميليتاري تايمز.
وبحسب ديفنس نيوز، استخدم سلاح الجو الأميركي اثنين من مقاتلات أف-35 أيه التابعة له للمرة الأولى في نيسان/أبريل 2019 في هجوم على شبكة أنفاق ومخزن أسلحة تابع لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق.
وفي نيسان/أبريل الماضي، أفادت لوكهيد مارتن في بيان لها بأن سلاح الجو الأميركي قد نشر المقاتلة أف-35 في منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية طوال 18 شهرا متتاليا.
وجاء في البيان أن المقاتلات نفذت 1319 طلعة خلال هذه الفترة. وأضاف البيان أنها "ألقت بـ 352 سلاحا" وأطلقت 3774 طلقة من عيار 25 ملتمرا.