أمن

سلاح الجو الأميركي يظهر قدرات انتشار سريع في مناورة متقدمة

فريق عمل المشارق

عنصر من سلاح الجو الأميركي يقود مقاتلة من طراز أف-16 في قاعدة الملك فيصل الجوية بالسعودية، دعما لعملية أجايل سبارتن 2 في 10 آذار/مارس. [القيادة المركزية الأميركية]

عنصر من سلاح الجو الأميركي يقود مقاتلة من طراز أف-16 في قاعدة الملك فيصل الجوية بالسعودية، دعما لعملية أجايل سبارتن 2 في 10 آذار/مارس. [القيادة المركزية الأميركية]

قاعدة العديد الجوية، قطر -- اختتم سلاح الجو الأميركي في 16 أيلول/سبتمبر مناورة تدريبية مكثفة نفذت فيها الوحدات المشاركة عمليات انتشار سريعة في منطقة تمتد من مصر إلى كازاخستان.

وأطلقت وحدات من المكون الجوي بالقيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية عملية أجايل سبارتن 3 في 30 آب/أغسطس، منفذة تحركا سريعا للقوات والعتاد من مواقع متفرقة من المنطقة وإليها.

وكانت هذه المناورة ثالث فعالية تتويجية على تدريبات الانتشار القتالي السريع تنظمها القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية.

ويشير الانتشار القتالي السريع إلى مفهوم تشغيلي يقوم بموجبه سلاح الجو بالانتشار سريعا في منطقة وينفذ عمليات متفرقة ومستدامة باستخدام شبكات من القواعد الجوية، بما في ذلك قواعد ذات إمكانيات متقدمة وأخرى ذات قدرات ضئيلة، وعتاد سابق التموضع وعمليات جسر جوي.

وذكرت اللفتنانت كولونيل إيرين بريللا في بيان صدر عن القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية أنه "في حين أننا نتحرك بصورة متكررة في مختلف المطارات بجميع أنحاء العالم، إلا أن هذه كانت المرة الأولى التي نعمل فيها من موقع مبعثر كهذا".

وأوضحت "من الظروف المناخية الصعبة إلى البيئة الجديدة وإلى إدارة قاعدة فيها دعم أقل من الدعم الذي نستطيع عادة الاعتماد عليه، قدمت لنا عملية أجايل سبارتن 3 فرصة للتمرس على هيكلية قيادة وتحكم جديدة وسلسلة لوجستية مختلفة تماما".

وقالت إن ذلك عزز قدرة القوات الأميركية على "التحرك في أي وقت وبأي مكان".

وجاء في البيان أن فعاليات الانتشار القتالي السريع التي أجريت خلال العام الماضي وفرت حجر أساس للوحدات المشاركة في الحدث التتويجي الذي نظم مؤخرا، وهو ما قدم لها فرصة لاختبار ما تعلمته.

بناء علاقات شراكة

وفي هذا السياق، قال الميجور كريس بودكي إن المناورة هدفت إلى "تحديد مجالات التقدم التي شهدتها الأشهر الستة الماضية وتحديد المجالات حيث يجب أن نركز اهتمامنا خلال الأشهر الستة المقبلة".

وأضاف أن "عملية أجايل سبارتن 3 كانت بمثابة فرصة استثنائية لبناء علاقات شراكة في المنطقة".

وذكر البيان أنه في حين أن المناورات السابقة كانت محصورة بوحدات أو أجنحة منفردة، فإن المناورة الأخيرة استحدثت سيناريو تم فيه اختبار العمليات القتالية على جبهات متعددة.

وبدوره، قال قائد المكون الجوي للقوات المشتركة اللفتنانت جنرال أليكسوس غرينكويتش الذي قاد مقاتلة من طراز أف-16 فايتينغ فالكون في إطار عملية أجايل سبارتن 3، إن عناصر القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية "يكتسبون خبرة قتالية كل يوم".

وتابع "لا يمكن تثمين هذا النوع من التحضيرات".

وأضاف أن الدروس التي يتم تعلمها "ترتبط ارتباطا مباشرا بعمليات أكثر فعالية في المستقبل في ظل تعلمنا كيفية الاستفادة من قدراتنا بأكبر فعالية ممكنة".

وذكر البيان أنه "باستخدام الدروس المستفادة من عملية أجايل سبارتن 3، ستواصل القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية اختبار قدراتها القتالية والتعاون مع شركائها من أجل دعم بيئة آمنة ومستقرة".

وكانت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية قد نظمت النسخة السابقة لعملية أجايل سبارتن في آذار/مارس الماضي.

ووفق بيان صدر عن القيادة في 9 نيسان/أبريل، نفذت القوات الأميركية في إطار عملية أجايل سبارتن 2 عمليات انتشار وتشتت سريعة ومناورات في بيئات ضئيلة الإمكانيات من أجل إظهار القدرات القتالية في ظل تعاونها مع الدول الشريكة.

تهديدات إقليمية متزايدة

وتأتي المناورة الأخيرة في ظل انتشار الطائرات المسيرة المصنعة والمزودة من قبل إيران في البلدان التي تتحرك فيها الميليشيات المدعومة من إيران، ومن بينها العراق وسوريا ولبنان.

ففي اليمن، استخدم الحوثيون المدعومون من إيران الطائرات المسيرة الإيرانية في مناسبات عدة لضرب منشآت في السعودية والإمارات.

أما في العراق، فتستخدم الميليشيات التي تدعمها إيران الطائرات المسيرة الإيرانية منذ سنوات لضرب الأهداف والقواعد العسكرية للتحالف الدولي في الخليج العربي.

كذلك، برزت مخاوف إزاء حملة مشاريع البنى التحتية الضخمة التي تنفذها الصين لربط برها الرئيسي بالقرن الإفريقي عبر شبكة من المنشآت العسكرية والتجارية.

وتمر خطوطها البحرية عبر عدة مضايق بحرية بينها مضيق باب المندب عند مدخل البحر الأحمر ومضيق ملقا بين المحيطين الهندي والهادئ ومضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي ومضيق لومبوك بين جزر بالي وإندونيسيا.

هذا وتتواصل مبادرة البنية التحتية العالمية لبيجين، والتي تعرف باسم مبادرة الحزام والطريق أو حزام واحد طريق واحد، في المناطق الداخلية وصولا إلى أجزاء أخرى من منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وإفريقيا.

ويحذر في هذا السياق منتقدون من أن مشاريع الصين، التي لها ظاهريا طبيعة تجارية، تخدم غرضا مزدوجا وتسمح لجيش الصين الذي يتنامى بسرعة بتوسيع نطاق عملياته.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500