ʼمؤسسʻ الدعاية الحوثية يتولى إدارة الآلة الإعلامية للميليشيا

عدن -- كشف تقرير مفصل أن جماعة الحوثي المدعومة من إيران قامت تحت إرشاد ميسر مقيم في عُمان ببناء آلة إعلامية تنشر الدعاية عبر التليفزيون والإذاعة وقنوات مواقع التواصل الاجتماعي.

ويعتبر الميسر الإعلامي محمد عبد السلام من المقربين من زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، بحسب ما جاء في دراسة نشرها مركز مكافحة الإرهاب بأكاديمية ويست بوينت العسكرية الأميركية في 28 تشرين الأول/أكتوبر.

وذكر التقرير أن عبد السلام، المعروف بأنه همزة الوصل في عُمان بين الحوثيين والصحافيين والكيانات الأجنبية، هو "المؤسس لقدرات الدعاية والمعلومات المضللة للحوثيين".

وأشار إلى أنه قام مع وزير إعلام الحوثي ضيف ﷲ الشامي بتوسيع نطاق العمليات الإعلامية للجماعة، وعمل في هذا السياق إلى جانب الاتحاد الإسلامي للإذاعة والتلفزیون التابع للحرس الثوري الإيراني ووسائل إعلام حزب الله اللبناني.

وجاء في التقرير أن النتيجة النهائية تتمثل بـ "قدرة هجومية قوية تهدف إلى السيطرة على السردية العالمية المحيطة بالصراع في اليمن".

وأوضح أن نائب عبد السلام، وهو مدير مركز سبأ للأنباء ناصرالدين عامر، يترأس عمليات مواقع التواصل الاجتماعي عبر مركز متخصص لمواقع التواصل الاجتماعي حيث يتم إعداد حملات الرسائل والهاشتاغ.

وذكر التقرير أن ذلك يشمل "بنوكا خاصة بتويتر" من المحتويات المعدة سابقا ليستخدمها ويضخمها المؤيدون، "بما في ذلك تعليمات حول كيفية تجنب رصد المستخدمين على أنهم روبوتات من قبل خوارزميات المحتوى لتويتر".

وقال إن الحوثيين يسيطرون بصورة مباشرة على محطة المسيرة الفضائية التابعة لهم ومقرها بيروت وعلى مقرات وكالة سبأ للأنباء في صنعاء باليمن.

وأشار التقرير إلى أنه يبدو أن المستشارين الإعلاميين التابعين لحزب الله اللبناني لعبوا دورا طويل الأمد في بناء قدرات الحوثيين في مجال العمليات المعلوماتية.

همزة وصل مع خامنئي

وفي هذا السياق، قال وكيل وزارة العدل اليمني فيصل المجيدي للمشارق إن عبد السلام يعمل "كوزير خارجية للحوثيين وهمزة وصل لتوجيهات [المرشد الإيراني علي] خامنئي لعبد الملك الحوثي".

وأضاف أنه أنيطت بعبد السلام مهمة الناطق الرسمي للجماعة وتمثيلها في الخارج، إلى جانب رئاسة الوفود التفاوضية.

وأشار إلى أن عبد السلام "هو الواجهة التي يتحرك من خلالها الحوثي" في دول مثل عُمان وإيران والعراق ولبنان، مضيفا أن "هذه مهمة ليست سهلة ولا يقوم بها إلا شخص تثق به إيران وحزب الله".

وأوضح المجيدي أنه لهذا السبب، يصنف [عبد السلام] ضمن أهم قادة الجماعة لأنه توكل إليه مهام ليست عادية"، لافتا إلى أنه ينقل أيضا الرسائل من الحوثي إلى خامنئي.

وفيما يخص هيمنة حزب الله على الإعلام الحوثي، قال المجيدي إن عبد السلام "ينفذ الاستراتيجية الإعلامية التي ترسمها قيادات من حزب الله".

عمليات التهريب

وأكد المجيدي أن هناك تقارير موثوق بها تفيد بسيطرة عبد السلام على عدد من الشركات النفطية وبأنه يتم تهريب النفط الإيراني من خلاله عبر الموانئ الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وبدوره، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للمشارق إن هناك مؤشرات على أن عبد السلام متورط في أنشطة مشبوهة مرتبطة بالنفط والسلاح والمخدرات.

وأضاف الطاهر أن "عبد السلام يدير العديد من شركات النفط والمقاولات والاستيراد والتصدير، وهي شركات وهمية [تم تأسيسها خصيصا] بهدف غسل الأموال وتهريب المخدرات والسلاح إلى جماعته".

ولفت إلى أنه إلى جانب دوره كرئيس لآلة الإعلام الحوثية، يحضر عبد السلام أحيانا جلسات مجلس الجهاد الحوثي.

وأوضح الطاهر أن معلومات تحدثت عن تلقي عبد السلام دورات إعلامية من خبراء إيرانيين ومن حزب الله لتعلم كيفية إدارة الحملات الدعائية للحوثيين طبقا للاستراتيجية المرسومة من حزب الله.

وأشار إلى أن علاقة عبد السلام بإيران قوية "مما جعله يستمع إلى التوجيهات الإيرانية ليكون وسيط رسائل بين إيران وجماعته في الداخل اليمن".

وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي أحمد الصباحي إن عبد السلام المقيم في مسقط بعُمان، تولى مؤخرا رئاسة وفد الحوثيين التفاوضي.

وتابع "تستطيع أن تقول إنه مسؤول التنسيق الخارجي بين الايرانيين وجماعة الحوثي ويدير التمويلات المالية من مسقط".

إدارة المحتوى الإعلامي

من جانبه، قال المحلل السياسي فيصل أحمد للمشارق إن عبد السلام هو من القيادات الحوثية البارزة منذ تأسيس الجماعة ويدير الأجنحة الإعلامية في لبنان بتمويل إيراني.

وأضاف أن "عبد السلام يرسم السياسات الإعلامية لوسائل إعلام الجماعة خارجيا بما في ذلك الرسائل الإعلامية والدعائية المضللة التي تخدم أهداف الجماعة وأهداف إيران في المنطقة".

وأشار إلى أن ذلك شمل "تبني المسؤولية عن عمليات عسكرية لم تنفذها الجماعة".

وأضاف أن وزير إعلام الحوثي ضيف ﷲ الشامي ومدير وكالة سبأ عامر قاما بتجنيد "الكوادر الوظيفية لوسائل الإعلام الرسمية لخدمة أجندة إيران الإعلامية".

وذكر أن "من يعارضهما من الموظفين يفصل في أحسن الحالات إذا لم يسجن" بتهمة التعاون مع التحالف العربي.