إعلام

حزب الله يحتضن وسائل إعلامية تعمل على تقويض الدولة اللبنانية

نهاد طوباليان

صورة التقطت في 21 آب/أغسطس 2019، تظهر استديو محطة تلفزيون المنار خلال جولة إعلامية نظمها حزب الله بعد سقوط طاثرة مسيرة على مقر المحطة. [زياد حاتم/المشارق]

صورة التقطت في 21 آب/أغسطس 2019، تظهر استديو محطة تلفزيون المنار خلال جولة إعلامية نظمها حزب الله بعد سقوط طاثرة مسيرة على مقر المحطة. [زياد حاتم/المشارق]

بيروت - قال صحافيون لبنانيون إن حزب الله حوّل معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت إلى ساحة إعلامية إيرانية، حيث تنفذ عشرات القنوات الفضائية حملات تضليل وتحريض.

وأضافوا أن هذه المحطات التلفزيونية والإذاعية تهاجم دول الخليج والولايات المتحدة، ضمن استراتيجية إيرانية تهدف إلى التأثير مباشرة على الرأي العام خارج إيران من خلال حملات تضليل إعلامية.

وتعمل معظم تلك القنوات تحت مظلة اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية الذي تأسس عام 2007 كهيئة تابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران.

وتملك الوزارة أكثر من 210 شركات حليفة في 35 دولة من بينها لبنان، وتضم نحو 3000 إعلامي و110 فضائيات و30 إذاعة.

صورة التقطت في 21 آب/أغسطس 2019 داخل محطة المنار التلفزيونية. [زياد حاتم/المشارق]

صورة التقطت في 21 آب/أغسطس 2019 داخل محطة المنار التلفزيونية. [زياد حاتم/المشارق]

مصور تابع لمحطة المنار التلفزيونية يظهر في صورة التقطت للاستديو بتاريخ 21 آب/أغسطس 2019 خلال جولة نظمها حزب الله. [زياد حاتم/المشارق]

مصور تابع لمحطة المنار التلفزيونية يظهر في صورة التقطت للاستديو بتاريخ 21 آب/أغسطس 2019 خلال جولة نظمها حزب الله. [زياد حاتم/المشارق]

ووفق تقرير صدر عن معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، يقع مقر معظم هذه المحطات في الشرق الأوسط.

واعتبر ناشطون وصحافيون لبنانيون أن حزب الله يخالف القانون اللبناني بإنشائه مثل هذه المنصات الإعلامية، ويخرق سيادة البلاد عبر بثه برامج وحملات تضليل يهاجم فيها حلفاء لبنان.

وأوضحت الكاتبة السياسية في صحيفة إندبندنت عربية سوسن مهنا للمشارق، أن معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومنطقة الجناح تحولت إلى ساحة للنفوذ الإيراني.

وأوضحت "تتمركز في هذه المنطقة أكبر محطة تلفزيونية إيرانية ناطقة باللغة العربية وهي قناة العالم وقناة المنار الناطقة بلسان حزب الله وقناة الميادين التي تتلقى الدعم الأكبر من إيران".

وتابعت أن هناك محطات تلفزيونية وإذاعية كثيرة تنطق بلسان إيران في لبنان والعراق والمناطق اليمنية الخاضعة للحوثيين والمنطقة الشرقية في السعودية والبحرين.

قنوات تابعة لإيران

وقالت مهنا إن المحطات التابعة لإيران في لبنان محمية من حزب الله وتتلقى تمويلا إيرانيا، وتوجد مكاتبها في الطوابق السفلى لمبان لا يمكن الوصول إليها إلا بعد عبور نقاط تفتيش.

وأضافت أنه يتوجب على كل الصحافيين الذي يريدون تسجيل مقابلة أو إعداد تقرير أو التقاط صور في المناطق الخاضعة لسيطرة حزب الله، الحصول أولا على إذن خاص من الحزب.

وأشارت مهنا إلى أن طهران افتتحت عام 2017 قناة العالم سوريا كامتداد لقناة العالم الإيرانية.

وذكرت أن الرئيس التنفيذي لاتحاد إنتاج ونشر المحتوى بالفضاء الإلكتروني الإيراني، سعيد مشهدي، أعلن في شباط/فبراير 2021 عن "افتتاح مكتب للتقنيات الإيرانية في سوريا".

وتمثل الهدف المعلن لذلك في تمكين بث المحتوى الديني الإيراني.

ولفتت مهنا إلى أن حزب الله "يشرف على جميع أنشطة اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية في لبنان ويدير مباشرة الكيانات التي أنشأها الاتحاد في الضاحية الجنوبية لبيروت".

وتشمل هذه الأخيرة الاتحاد للتدريب الإعلامي ووكالة الأنباء يونيوز ومركز الاتحاد للأبحاث والتطوير المعروف باسم يوفيد.

وقالت مهنا إن الحزب طوّر أيضا وسائل إعلام غير لبنانية، كقناة المسيرة التابعة للحوثيين.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2020، قامت وزارة الخزانة الأميركية بإدراج اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية على لائحة العقوبات كونها مملوكة أو خاضعة لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

وقالت الوزارة إن المؤسسات التابعة لحكومة إيران بما في ذلك اتحاد الإذاعات والتلفزيونات الإسلامية وغيرها من الكيانات المماثلة التي تم تصويرها كمؤسسات إخبارية أو وسائل إعلام، استهدفت الولايات المتحدة بحملات تضليل وعمليات التأثير الخبيثة.

مواقف وحملات عدائية

بدوره، قال مدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات، حسان قطب، إن استراتيجية إيران السياسية والأمنية والإعلامية "تقوم على استخدام أدوات لتنفيذ سياستها والعمل على تحقيق أهدافها".

وأوضح أن الوضع في لبنان يشكل منصة مثالية لخدمة أهداف إيران، مشيرا إلى هيمنة حزب الله على الواقع اللبناني بجميع "تفاصيله ومفاصله".

وتابع أن حزب الله ومن خلال هيمنته على لبنان، استخدم البلاد والمؤسسات اللبنانية واستغل المساحة الإعلامية المفتوحة، وذلك خدمة لإيران وحماية لنظامها.

وذكر قطب أن الحزب تمكن أيضا عبر سيطرته على عدد من المناصب الرسمية والحكومية الأساسية، من احتضان محطات تلفزيونية فضائية دون الحصول على ترخيص رسمي.

وقال "أصبح لبنان منصة لإصدار البياناتواستقبال المعارضين وإطلاق مواقف وطباعة منشورات وكتابة مقالات وإقامة ندوات ولقاءات حوارية".

وأضاف أن هذه الأخيرة "تمتاز بالمواقف العدائية والحملات الممنهجة والمبرمجة ضد دول عربية وغربية لا سيما الولايات المتحدة، لأنها لا تتوافق مع سياسات [حزب الله] ومصالح إيران".

تحريض من الضاحية الجنوبية

من جانبه، ذكر الناشط السياسي الياس الزغبي أنه "لا يمكن الفصل بين المنصات الإعلامية التي ينشئها حزب الله وبين الميادين العسكرية التي يخوض فيها حروبه" بتكليف من المرجعية الدينية الإيرانية.

وأضاف "من يراقب ويتابع منصات حزب الله الإعلامية في لبنان وعلى امتداد الميادين المفتوحة في سوريا والعراق واليمن والخليج، يلاحظ أنها منصات حربية أكثر مما هي منصات إعلامية".

وأشار إلى أن الحزب يستخدمها للتحريض الحربي والمذهبي، "لجهة تغليبه القومية الإيرانية على القومية العربية والعروبة".

وقال "حوّل حزب الله معقله الأساسي أي الضاحية الجنوبية لمنصة لعقد مؤتمرات سياسية لمعارضين سعوديين وبحرينيين ويمنيين على خلفية مذهبية واضحة جدا".

ولكن الزغبي شدد على أنه لا يحق قانونا لحزب الله بأن يفعل ذلك، لأنه ينتهك سيادة البلاد.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500