أمن

اليمن يقوض عمليات التهريب الإيرانية-الحوثية بدعم من مواطنيه

نبيل عبد الله التميمي

القوات اليمنية تتحضر لإحراق مخدرات تمت مصادرتها في محافظة حجة بتاريخ 3 آذار/مارس. [وكالة الصحافة الفرنسية]

القوات اليمنية تتحضر لإحراق مخدرات تمت مصادرتها في محافظة حجة بتاريخ 3 آذار/مارس. [وكالة الصحافة الفرنسية]

عدن -- قال محللون في اليمن إن استمرار إيران بتهريب السلاح والمخدرات لوكلائها في اليمن، أي الحوثيين، يخدم هدفها المتمثل في زعزعة استقرار اليمن والمنطقة والسيطرة على المضائق الاستراتيجية والممرات البحرية.

ولكن مع تعاون المواطنين وعملية رصد وتعقب أطلقت في مطلع تموز/يوليو، تنفذ قوات مكافحة المخدرات بمحافظة شبوة مهامها لوضع حد لجهود إيران.

قد وألقت قوات مكافحة المخدرات في 30 تموز/يوليو القبض على عصابة "خطيرة" لتهريب المخدرات وصادرت كمية كبيرة من المخدرات، بحسب ما ذكره أحد كبار المسؤولين.

حيث ذكر العقيد أحمد، مساعد مدير إدارة مكافحة المخدرات بمحافظة شبوة، أنه كان بحوزة عناصر العصابة ما يقدر بـ 60 كيلوغراما من الحشيش، إلى جانب كميات كبيرة من الأفيون والكريستال ميث، المعروف محليا باسم الشبو.

مصور يمني متجول ينتظر الزبائن لالتقاط صورة لهم مع صقره في صنعاء بتاريخ 21 أيار/مايو 2000. واتهمت إيران باستيراد الصقور اليمنية بصورة غير قانونية، علما أن بعض أنواعها مهدد بالانقراض. [ربيع مغربي/وكالة الصحافة الفرنسية]

مصور يمني متجول ينتظر الزبائن لالتقاط صورة لهم مع صقره في صنعاء بتاريخ 21 أيار/مايو 2000. واتهمت إيران باستيراد الصقور اليمنية بصورة غير قانونية، علما أن بعض أنواعها مهدد بالانقراض. [ربيع مغربي/وكالة الصحافة الفرنسية]

سلسلة من الطائرات المسيرة الحوثية المعروضة في مطلع العام 2021. [الحوثيون]

سلسلة من الطائرات المسيرة الحوثية المعروضة في مطلع العام 2021. [الحوثيون]

وفي عملية منفصلة في محافظة مأرب، ضبطت الأجهزة الأمنية في 20 تموز/يوليو أجهزة اتصالات لاسلكية وكمية كبيرة من مادة الحشيش وأسلحة كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي، طبقا لما نقلته قناة اليمن التلفزيونية.

وبدوره، أكد محمد المقدشي وزير الدفاع اليمني السابق استمرار إيران في تمويل ودعم جماعة الحوثي بالأسلحة والتكنولوجيا والصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وتهريب شحنات النفط والمخدرات.

وقال خلال زيارة ميدانية في 22 تموز/يوليو إلى قوات خفر السواحل قطاع البحر الأحمر لتفقد مستوى جهوزيتها، إن ذلك يرقى لمحاولة لزعزعة استقرار اليمن والمنطقة وفرض الهيمنة الإيرانية على المضائق والممرات البحرية الاستراتيجية.

وفي نيسان/أبريل، أعلنت البحرية الأميركية عن تولي قيادةقوة مهام جديدة تجري دوريات في البحر الأحمر قبالة الساحل اليمني، على أن تسلم القيادة في وقت لاحق إلى شريك حليف في ائتلاف القوات البحرية المشتركة المؤلف من 34 دولة.

وتهدف قوة المهام المشتركة 153 إلى تعزيز التعاون بين الشركاء الإقليميين في المجال البحري من أجل تحسين الوضع الأمني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن.

دعم الوكلاء

وبدوره، قال عبد السلام محمد مدير مركز أبعاد للدراسات إن استمرار إيران بتهريب السلاح للحوثيين "يأتي في إطار تحقيق أهدافها في زعزعة أمن واستقرار المنطقة".

وأوضح للمشارق أن التهريب يأتي بعائدات لإيران ووكلائها، "ولذلك هي تعزز السوق السوداء من خلال تهريب الأسلحة وتهريب المخدرات".

وأشار محمد إلى استمرار إيران بتهريب السلاح والمخدرات على نطاق واسع "بدليل ضبط أكثر من عملية في البحر الأحمر بواسطة القوات الدولية".

وتابع أن "ذلك يدل على أن لدى إيران استراتيجية مستقبلية في تهديد الأمن الإقليمي ومصالح العالم سواء فيما يتعلق بمضيق باب المندب أو ممرات التجارة الدولية في البحر الأحمر".

وأشار إلى أن هدف إيران "بناء قوة للميليشيات التابعة لها مثل الحوثيين باليمن، بحيث تصبح لها إمكانات مادية وأسلحة لتهديد الأمن والاستقرار في المنطقة وتنفيذ عمليات عسكرية تخدم إيران ومصالحها".

زعزعة استقرار الخليج

ومن جانبه، قال المحلل السياسي محمود الطاهر للمشارق إن استمرار إيران بتهريب السلاح والتكنولوجيا والمخدرات لميليشياتها في المنطقة يهدف لإنهاك دول الخليج أمنيا.

وأضاف أن إيران تسعى إلى إنهاكها عبر دعم عمليات التمرد والإتجار بالمخدرات في أوساط المجتمع الخليجي "لخلخلته أخلاقيا وأمنيا وإثارة مشاكل داخلية".

وتابع أنه بينما تنشغل هذه الأوساط بتلك المسائل، تخطط إيران لإعداد قواتها وميليشياتها للصراع، لافتا إلى أن الجمهورية الإسلامية تعتبر أن "تقدم وازدهار العرب يشكل خطرا على أمنها".

وأضاف أن إيران تنوي استخدام الحوثي في اليمن "كوسيلة للسيطرة على المنطقة برمتها وفرض هيمنتها على دول المنطقة".

وبدوره، قال الخبير الاقتصادي فارس النجار إن عمليات تهريب السلاح والمخدرات التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني للحوثي "هي عمليات تجري باستمرار ولن تتوقف لأن الحرس الثوري يرى في ذلك أحد واجباته لدعم ميليشياته".

وأضاف أن الحرس الثوري حريص جدا على إمداد الحوثيين بالسلاح والمال والتكنولوجيا، "ولذلك جرى ضبط عدد كبير من شحنات الأسلحة التي كانت متجهة لهذه الجماعة الإرهابية".

وأكد النجار أن تهريب المخدرات للحوثيين "يعد إحدى الوسائل لتمويل هذه الجماعات والتي تعمل بشكل قوي في السوق السوداء في بيع الأسلحة وبيع المخدرات".

وأوضح أن عمليات التهريب تدر على تلك الجماعات دخلا كبيرا.

تهريب بالاتجاهين

وفي هذا السياق، نقلت صحيفة الوطن أن العبث الإيراني في اليمن امتد ليشمل نقل وتهريب الصقور والحيوانات المهددة بالانقراض إلى إيران.

وتعليقا على ذلك، قال الخبير الاقتصادي عبد العزيز ثابت للمشارق إن "عمليات التهريب بين الإيرانيين والحوثي تتم باتجاهين".

وأضاف أن إيران تمد جماعة الحوثي بالسلاح والمخدرات "بينما تأخذ إيران من اليمن بواسطة الحوثي عن طريق فتح المحميات الطبيعية لخبراء البيئة الإيرانيين وتمت عمليات نقل بعض الحيوانات والصقور النادرة المعرضة للانقراض".

ولفت إلى أنه كان يتم ذلك بسهولة أكبر عندما كانت الرحلات المباشرة قائمة بين صنعاء وطهران عام 2014.

وأوضح ثابت "تعتبر الصقور اليمنية من أشهر أنواع الصقور الجارحة في العالم وأسعارها تصل لـ 25 ألف دولار أميركي [للصقر الواحد]. وهذا جعلها محط أطماع للتجارة غير المشروعة".

وأكد أن الإتجار غير المشروع بالصقور اليمنية "يهدد التنوع البيئي والحيواني لأنها معرضة للانقراض".

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500