قاعدة العديد الجوية - اختتمت القوات الجوية الأميركية والقوات الجوية الحليفة في الخليج مؤخرا أكثر عملياتها المشتركة شمولية حتى تاريخه، وذلك في منشآت مختلفة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وخارجه.
واعتبرت العملية التي استغرقت عدة أيام واستمرت من 17 إلى 22 كانون الأول/ديسمبر، بمثابة الحدث التتويجي لتدريبات الانتشار القتالي السريع.
ويعد الانتشار القتالي السريع مفهوما يستفيد من شبكات القواعد والعناصر والمعدات الموجودة مسبقا وعمليات النقل الجوي للنشر والمناورة السريعة في جميع أنحاء العالم.
واستخدمت القيادة المركزية للقوات الجوية الأميركية هذه المبادئ لتنفيذ المهام وتدريب الطيارين خلال عمليات الانتشار الأخيرة والتدريبات العسكرية الأخرى.
وجاء في بيان صدر عن القيادة يوم 23 كانون الأول/ديسمبر، "استفاد حدث تتويج تدريبات الانتشار القتالي السريع من الطيارين والأصول في المنطقة لتعزيز كفاءات سلاح الجو في مسرح العمليات والتحقق من القدرات التشغيلية والقيادة والسيطرة والخدمات اللوجستية والاستدامة، مع تعزيز الشراكات الإقليمية في الوقت نفسه".
وقال قائد القوات الجوية المركزية اللفتنانت جنرال غريغ غييو "تستمر عمليات القوات الجوية المركزية في التطور مع استمرار تركيز قيادتنا على تهديدات القرن الـ 21 داخل منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأميركية".
وأضاف "يتبلور وجودنا على نحو متزايد من خلال كيفية قيامنا بنشر وتوظيف وإعادة نشر الأفراد والمعدات والطائرات بشكل فعال في مختلف أنحاء مسرح العمليات والاندماج كقوة مشتركة وقوة التحالف وتعزيز العلاقات مع شركائنا من الدولة المضيفة".
وتابع "نجح حدث التتويج الأخير لعملية الانتشار القتالي السريع في جمع كل هذه العناصر معا، وجاء كانعكاس لقدراتنا ولالتزامنا تجاه المنطقة".
وكانت الإعادة الأخيرة لسلسلة عمليات الانتشار القتالي السريع لافتة في عدد التحالفات والدول المشاركة فيها من مختلف أنحاء المنطقة، وفقا لما ذكره الرائد في سلاح الجو الأميركي مايلز بلوكير الذي أنيطت به مهمة المخطط الرئيس للعملية.
ووفقا للقوات الجوية المركزية، عزز الطيارون المشاركون مجموعة متنوعة من المهارات، أبرزها استخدام الجسر الجوي المرن في التعبئة والنشر في مواقع مختلفة وإجراء عمليات إعادة التزود بالوقود في الحفرة الساخنة وعمليات تبادل الطاقم وإنشاء قيادة وتحكم ديناميكيين وتنفيذ عمليات البحث والإنقاذ القتالية ودمج الدول الشريكة في العمليات الأرضية والجوية.
وكان الكولونيل مايكل إغباليتش قد ذكر خلال إحدى فعاليات عملية الانتشار القتالي السريع في آذار/مارس الماضي، "من خلال التعاون الوثيق مع الدول الشريكة لدمج هذه المفاهيم في عملياتنا اليومية، فإننا على استعداد لحل التحديات القتالية المعقدة والصعبة التي قد يشكلها الخصوم المحتملون".
وقال الجيش الأميركي إن العمل مع الشركاء الإقليميين والمشتركين في هذه التدريبات مكّن القوات الجوية المركزية من إقامة شراكات قوية بين دول متعددة، وهو أمر بالغ الأهمية لتنفيذ المهام الحالية والمستقبلية.
تركيز جديد
وفي أواخر تشرين الثاني/نوفمبر، وضع الجيش الأميركي استراتيجية جديدة من شأنها تعزيز عمليات الانتشار والقواعد الموجهة على الصين وروسيا، مع الاحتفاظ بقوات في الشرق الأوسط تكون كافية لردع إيران والجماعات المتمردة.
وفي هذا الإطار، قالت المسؤولة الرفيعة في في البنتاغون مارا كارلين، إن المسؤوليات العالمية "تتطلب منا إجراء تغييرات مستمرة على تموضعنا في الشرق الأوسط، لكننا نمتلك دوما القدرة على إرسال القوات بسرعة إلى المنطقة استنادا لظروف التهديد".
وأضافت أن البنتاغون سيواصل دعم الحملة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) وبناء قدرات القوات الشريكة في كل من سوريا والعراق.
وتشكل أنشطة إيران النووية والمزعزعة للاستقرار مصدر قلق بشكل خاص.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد قدرت في 17 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي أن يكون مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب قد وصل إلى 2489.7 كيلوغراما، بما يزيد مرات عدة عن الحد الأقصى المسموح به وفقا للاتفاقية النووية لعام 2015.
وجاء في التقرير أن الكمية الإجمالية تشمل الآن 113.8 كيلوغراما مخصبا إلى 20 في المائة بعد أن كانت تساوي 84.3 كيلوغراما في أيلول/سبتمبر الفائت، و17.7 كيلوغراما مخصبا حتى 60 في المائة بعد أن كان 10 كيلوغرامات.
وفي تقرير منفصل صدر أيضا في 17 تشرين الثاني/نوفمبر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن عدم حدوث أي تقدم فعلي في تلقيها أجوبة عن العديد من الأسئلة التي لديها بشأن وجود سابق لمواد نووية في مواقع من البلاد لم يعلن عنها.
وعلى مدى العقد الماضي، خصص الحرس الثوري الإيراني نسبة كبيرة من قواته وموارده للتدخل الإقليمي، مرسخا وجوده في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وربطت الأدلة الجنائية إيران بمجموعة من الهجمات في المنطقة نفذت عبر طائرات مسيرة، على الرغم من أن إيران استخدمت هذا الأسلوب جزئيا لإخفاء تورطها في تلك الاعتداءات.