قال ناشطون سوريون للمشارق إن الحرس الثوري الإيراني يقتل بصورة ممنهجة كل معارضي توسعه في محافظة درعا السورية والذي يعد جزءا من محاولات إيران المتواصلة للسيطرة على الجزء الجنوبي من البلاد.
وأكدوا أن الاغتيالات طالت رموزا معروفة في المحافظة الجنوبية التي تقع على الحدود الأردنية، وتعرضت القرى والبلدات الرافضة للوجود الإيراني إلى القصف أو الحصار.
وفي حديثه للمشارق، كشف الناشط من درعا جمعة المسالمة رصد تحركات كثيفة للميليشيات في الأشهر القليلة الماضية، بما في ذلك تحركات من جانب اللواء 313 وكتيبة الهادي وقوات الغيثوالفرقة الرابعة السورية وقوات لواء أسود العراق.
ورأى أن المستجد الجديد الخطير هو أن عناصر من ميليشيا فاطميون الأفغانية بدأت بالتوافد أيضا إلى منطقة درعا البلد، مع وصول أكثر من 350 عنصرا أفغانيا تحت إشراف ضباط إيرانيين.
ويضيف المسالمة أن "هذا التوسع يترافق مع ارتفاع وتيرة مناهضي الوجود الإيراني، مع اغتيال العديد من القيادات في المنطقة".
وأوضح أن من بين المستهدفين الشيخ فادي العاسمي والقيادي السابق في الثورة السورية خلدون الزعبي، بالإضافة إلى "ستة أشخاص آخرين رفضوا الانضمام للميليشيات الطائفية أو فروا من الخدمة في صفوفها".
وأكد أن حالة من التوتر الشديد تسود بين أهالي درعا خوفا من استمرار الاغتيالات خاصة في ضوء القصف الذي طال مؤخرا بلدتي درعا البلد وطفس "لمعارضة الأهالي العلنية للوجود الإيراني".
وأشار إلى أن القوات التابعة للنظام السوري تشارك في الحصار والقصف جنبا إلى جنب مع ميليشيات الحرس الثوري.
تقلص النفوذ الروسي
بدوره، قال المحامي السوري بشير البسام إنه "بات من الواضح أن الحرس الثوري الإيراني يضع نصب عينيه السيطرة على كامل منطقة الجنوب السوري خصوصا بعد تقلص النفوذ الروسي بسبب الحرب الأوكرانية".
وكانت روسيا قد غزت أوكرانيا في 24 شباط/فبراير.
وأضاف في حديث للمشارق أن الحرس الثوري "تعاونه في هذا المسعى مجموعات قتالية وأمنية تابعة للنظام السوري".
وأشار إلى أنه لدى مراقبة مسار الأحداث خلال الفترة الماضية، يلاحظ أن إيران تمارس طريقة القضم البطيء في محافظة درعا منذ أن دخلت في العام 2014.
وتابع أنه خلال السنتين الأخيرتين، "بدأت الميليشيات الأفغانية واللبنانية تظهر إلى جانب الميليشيات المحلية".
وقال إن القيادات المحلية التي ترى أنه "من المستحيل أن تقبل بهذا الوجود على الإطلاق"، باتت مؤخرا هدفا للميليشيات التي يدعمها الحرس الثوري.
وأشار البسام إلى أن إيران تسعى لإنشاء قاعدة عسكرية مركزية في درعا البلد، وغالبا ستكون في مبنى الأمن العسكري ومحيطه حيث منعت الميليشيات المحلية الاقتراب منها بعد وصول الميليشيات الأفغانية.
وأوضح أن مهمة القاعدة الجديدة، التي تسمى "مالك الأشتر"، ستكون السيطرة على مثلث درعا-القنيطرة-دمشق بالكامل، أي كامل منطقة الجنوب السوري.
توتر في الجنوب السوري
من جانبه، قال الناشط من مدينة السويداء نزار بوعلي للمشارق، إن"إيران تمارس طرق عديدة للانتشار في منطقة الجنوب السوري".
وأضاف أنها "تلعب على التوتر الطائفي بين منطقة السويداء ومنطقة درعا، حيث كثرت عمليات الخطف المتبادل بهدف الحصول على فدية وانتهاء العديد من الحالات بالقتل لعدم قدرة الأهالي على الدفع".
وأشار إلى أنه أصبح من الواضح أن العصابات التي تقوم بهذه الأعمال "ممولة ومحمية من الحرس الثوري الإيراني وتتلقى الأوامر المباشرة منه".
وأضاف أنها "تتألف من عناصر الميليشيات العديدة المنتشرة في المنطقة".
وأكد أنه "لولا حكمة وهدوء قادة العشائر والوجهاء في المنطقتين، لكانت الأمور قد سلكت اتجاها دمويا".
وتابع أنه "أصبح واضحا من يستفيد من هذه العمليات، وهو الحرس الثوري الذي استغل التوتر للتوغل أكثر في كلا المنطقتين".
وذكر أن الحرس الثوري يستفيد أيضا من تجارة المخدرات المزدهرة في المنطقة.
واستدرك أن "حبوب الكبتاغون وحشيشة الكيف تنتشر في كلا المنطقتين وبطريقة مكشوفة وواسعة النطاق"، مضيفا أنه وفقا لنشطاء في درعا، فإن المروجين الأساسيين "محميون من الميليشيات الإيرانية كما هو الحال في السويداء تماما".