ذكرت مصادر يوم الخميس، 28 تموز/يوليو، أن اشتباكات في جنوب سوريا بين مقاتلي المعارضة والموالين للنظام أسفرت عن مقتل 17 شخصا في غضون يومين، سلطت الضوء على معدات خفيفة خاصة بصناعة المخدرات تستخدمها ميليشيا تابعة للنظام.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 10 أفراد موالين للنظام و7 مقاتلين من المعارضة قتلوا في اشتباكات يوم الثلاثاء والأربعاء في قريتين بمحافظة السويداء الجنوبية التي تقع على الحدود مع الأردن.
وأشار المرصد إلى إصابة أكثر من 40 شخصا، بينهم مدنيون، خلال الاشتباكات التي وقعت في قريتي سليم وعتيل في الجزء الشمالي من المحافظة.
واندلعت المعارك بين جبل العرب ومجموعة راجي فلحوط وهي ميليشيا تابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في سوريا، وذلك وسط تصاعد حالة التوتر عقب خطف شخصين مقربين من الفصيل المحلي يوم الاثنين.
وانتهت الاشتباكات عندما حاصر الفصيل المقر المحلي لمجموعة راجي فلحوط المتهمة بعملية الخطف.
وذكر المرصد أنه تم إطلاق سراح الرجلين.
وتعد عمليات الخطف والاغتيال، التي تنفذ إلى حد كبير على يد العصابات المحلية، شائعة في السويداء حيث تكثر أنشطة تهريب المخدرات.
وتجمع مئات أهالي السويداء يوم الأربعاء في ساحة للاحتفال بإطلاق سراح الشخصين، حسبما أظهرته تسجيلات مصورة نشرها موقع السويداء 24 الإخباري المحلي.
وبحسب مصادر المرصد، وجد مسلحون من جبل العرب كميات كبيرة من المخدرات ومعملا لصناعة حبوب الكبتاغون بعد مداهمة مقر ومنزل تابعين لمجموعة فلحوط، وقاموا بتدميرهما وإحراقهما.
وقال موقع السويداء 24 إن مقاتلي المعارضة وجدوا "آلات ومعدات لصناعة حبوب الكبتاغون" في مقر المجموعة.
يُذكر أن الكبتاغون هو مادة محفزة من نوع الأمفيتامين تصنع عادة في سوريا. وأشار معهد نيو لاينز في تقرير صدر بنيسان/أبريل إلى أن القيمة السوقية للمخدرات باتت الآن تفوق بكثير قيمة الصادرات السورية المشروعة.
ويوثق التقرير الذي يصف سوريا على أنها "دولة منتجة للمخدرات"، تورط أفراد من عائلة الرئيس السوري بشار الأسد وأفراد رفيعي المستوى في نظامه بعمليات تصنيع وتهريب الكبتاغون.
مركز لتهريب المخدرات
وقال سكان محليون ومحللون للمشارق إن محافظتي السويداء ودرعا الجنوبيتين تحولتا إلى مركز لعمليات تهريب المخدرات التي ينفذها حزب الله اللبناني إقليميا والتي تستهدف الأردن ودول الخليج.
وقال الناشط جمعة المسالمة المقيم في درعا للمشارق في مطلع الشهر الجاري إن حزب الله أقام بدعم من شعبة الاستخبارات العسكرية والفرقة الرابعة التابعة للنظام عدة مواقع جديدة لتصنيع كبتاغون.
يُذكر أن الفرقة الرابعة هي بقيادة ماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري.
وذكر المسالمة أنه "تم الكشف عن مواقع تخضع لحراسة مشددة في مناطق مختلفة من درعا والسويداء، وهناك معلومات مؤكدة بأنها تحتوي على كميات كبيرة من المادة الخام التي تستخدم في تصنيع [الكبتاغون]".
ولفت موقع السويداء 24 إلى أنه كشف سابقا عن إنشاء جماعة مسلحة في السويداء بدعم من حزب الله اللبناني الذي يشرف على معامل صناعة الكبتاغون الصغيرة بمساعدة الجماعات المحلية.
ووفق الباحث السوري تركي مصطفى المتخصص في الشأن الإيراني وحزب الله، فإن القرى الموجودة بالقرب من الحدود الأردنية، ولا سيما تلك الموجودة جنوبي السويداء، "تمثل ممرات عبور ساخنة للاتجار وتهريب المخدرات للأردن".
وقال إن "حزب الله وعناصر أمنية تابعة للنظام السوري يوظفون مهربين من أهالي محافظة السويداء لإدخال المخدرات للعمق الأردني".
ولفت إلى أن مصادره تشير إلى وجود "أكثر من 20 مجموعة متخصصة بتهريب المخدرات يتمتع زعماؤها بنفوذ اجتماعي وأمني، وتربطهم علاقات قوية بمسؤولي أجهزة أمنية سورية وحزب الله".