المملكة العربية السعودية -- في وجه التهديدات المتواصلة لأمن المنطقة من النظام الإيراني وأذرعه، يواصل الجيشان الأميركي والسعودي إجراء مناورات مشتركة تهدف لتعزيز شراكتهما وفي نفس الوقت الاستعداد لمجموعة واسعة من الصراعات المحتملة.
وفي تغريدة، قالت قيادة المنطقة المركزية الأميركية يوم 12 آب/أغسطس إن مناورات الغضب العارم 2022، التي بدأت في 9 آب/أغسطس وتستمر مدة شهر تقريبا، "شديدة الأهمية لتعزيز علاقة الولايات المتحدة طويلة الأمد مع القوات المسلحة السعودية. وتعزز المناورات التكتيكات المشتركة والقدرات البحرية وتدعم الاستقرار الإقليمي على المدى الطويل".
ويشارك في المناورات أكثر من ألف جندي ومئات العربات والسفن البحرية والمراكز العملياتية التكتيكية والقدرات السيبرانية وغيرها في مينائي ينبع والبيضاء السعوديين وقاعدة الأمير سلطان الجوية.
وتعد هذه النسخة الثامنة من المناورة، وقد ركزت هذا العام على إظهار قدرة الإنزال السريع لقوة بحرية متمركزة مسبقا وإدماجها، مع العلم أن تلك القوة مستعدة للاستجابة للأزمات والعمليات الطارئة بالمنطقة.
ونُقل عن العقيد الركن السعودي سعود العقيلي قوله إن "التمرين يهدف إلى التدريب على تنفيذ الخطط العسكرية الثنائية العملياتية وتبادل الخبرات بين الجانبين"، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وافتُتحت المناورة بحضور اللواء الركن طيار أحمد الدبيس والميجور جنرال بول روك من مشاة البحرية الأميركية، وعدد من كبار المسؤولين من كلا الجانبين.
وأشاد روك بأهمية المناورات والتحالف الأميركي مع المملكة العربية السعودية.
وقال في مقابلة يوم 9 آب/أغسطس إنه "لا شيء يحدث في المنطقة من دون السعوديين. فهم قائد رئيس في المنطقة".
من جانبه، قال المحلل الاستراتيجي علي البلاوي لصحيفة عرب نيوز إن "المناورة تعني الكثير لأنها تؤكد على أهمية التعاون العسكري المشترك بين الولايات المتحدة والسعودية وحماية المصالح المشتركة والأمن الإقليمي".
وأضاف أن الأمن والاستقرار حظيا بالأولوية على حساب الكثير من الأمور الأخرى، "لا سيما مع إدراك المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الأميركيين أنه بدون الدور السعودي الإيجابي، لن يكون هناك أمن أو استقرار في منطقة الشرق الأوسط ولا حماية للمصالح الأميركية".
تهديدات مستمرة
هذا وتأتي مناورة الغضب العارم وسط تهديدات مستمرة لأمن المنطقة من النظام الإيراني وأذرعه.
فيوم الاثنين، 15 آب/أغسطس، هدد مهدي المشاط، وهو قيادي بارز في الحوثيين الذين تدعمهم إيران، المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بالمزيد من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ.
وقال إن هجمات "مؤلمة" قادمة، وفقا لشبكة الميادين الإعلامية.
ولأذرع إيران تاريخ طويل في الانخراط في هجمات بالطائرات المسيرة عبر المنطقة.
فقد سبق وأن نفذ الحوثيون هجوما بالطائرات المسيرة والصواريخ مستهدفين قلب صناعة النفط السعودية يوم 7 آذار/مارس.
وأصيب 16 مدنيا في المملكة العربية السعودية يوم 21 شباط/فبراير حين دمرت المملكة طائرة مسيرة أطلقت في اتجاه مطار الملك عبد الله في جازان.
وأصيب أيضا 12 مدنيا جراء الحطام المتساقط، بعدما فجرت القوات المسلحة السعودية طائرة مسيرة حوثية تستهدف مطار أبها الدولي يوم 10 شباط/فبراير.
وفي كانون الثاني/يناير، شن الحوثيون ثلاث هجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على الإمارات أسفرت عن مقتل ثلاثة مدنيين.
اعترضت القوات الإماراتية ودمرت المزيد من "الطائرات المسيرة المعادية" التي استهدفت الإمارات يوم 2 شباط/فبراير، في هجوم تبنته ميليشيا عراقية غير معروفة مرتبطة بإيران تسمى نفسها ألوية الوعد الحق.
ويشتبه في أن الجماعة هي مجرد واجهة لميليشيا كتائب حزب الله.
وتباهى كذلك زعيم حزب الله حسن نصر الله يوم 16 شباط/فبراير بأن حزبه الذي تدعمه إيران بات قادرا على استخدام الطائرات المسيرة لتحويل صواريخه إلى أسلحة دقيقة التوجيه.
إلى هذا، نفذت أذرع إيران في العراق عددا من الهجمات بالطائرات المسيرة، منها هجوم استهدف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في تشرين الثاني/نوفمبر.