إرهاب

مراقبون يتساءلون عن توقيت تباهي أمين عام حزب الله بـ ’طائراته المسيرة‘

فريق عمل المشارق

صورة التقطت في 3 كانون الثاني/يناير يظهر فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله وهو يلقي خطابا متلفزا خلال إحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائبه العراقي. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

صورة التقطت في 3 كانون الثاني/يناير يظهر فيها أمين عام حزب الله حسن نصرالله وهو يلقي خطابا متلفزا خلال إحياء ذكرى مقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني ونائبه العراقي. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

تباهى أمين عام حزب الله حسن نصرالله يوم الأربعاء، 16 شباط/فبراير، قائلا إن حزبه المدعوم من إيران بات قادرا على استخدام الطائرات المسيرة لتحويل صواريخه إلى أسلحة دقيقة التوجيه.

وادعى حتى في كلمته المتلفزة بأنه على استعداد لبيع أسلحته، داعيا الأطراف المهتمة إلى "ملء طلب" لذلك، بحسب ما نقلته وسائل الإعلام اللبنانية.

وقال "نمتلك الآن القدرة على تحويل صواريخنا التي تعد بالآلاف إلى صواريخ دقيقة"، زاعما أن الحزب بدأ بذلك "قبل سنوات".

وأضاف "لقد قمنا بالفعل بتحويل الكثير من صواريخنا"، موجها أيضا التهديد لجارة لبنان، إسرائيل.

النائب عن حزب الله نعيم قاسم، يلقي كلمة في 15 شباط/ فبراير خلال احتفال لإحياء ذكرى قياديي الحزب الذين سقطوا في حي الغبيري جنوبي بيروت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

النائب عن حزب الله نعيم قاسم، يلقي كلمة في 15 شباط/ فبراير خلال احتفال لإحياء ذكرى قياديي الحزب الذين سقطوا في حي الغبيري جنوبي بيروت. [أنور عمرو/وكالة الصحافة الفرنسية]

ويأتي إعلان نصرالله هذا بعد أسبوع فقط من إعلان الحرس الثوري الإيراني عن تطوير صاروخ أرض-أرض بمدى 1450 كيلومترا، ما يجعله قادرا على أن يطال إسرائيل.

وقال موقع سباه نیوز الإلكتروني التابع للحرس الثوري، إن الصاروخ الذي أطلق عليه اسم خيبر شيكان "يعمل بالوقود الصلب وهو قادر على اختراق الأنظمة المضادة للصواريخ".

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية محمد باقري وصف الصاروخ بأنه صاروخ "استراتيجي بعيد المدى"، لافتا إلى أن إيران "تتمتع بالاكتفاء الذاتي في ما يخص المعدات العسكرية".

وفي 24 كانون الأول/ديسمبر، أطلقت الجمهورية الإسلامية 16 صاروخا باليستيا في ختام تدريبات عسكرية وصفها مسؤولون في الحرس الثوري بأنها "تحذير لإسرائيل".

وقال باقري إنه يمكن لإيران أن تصبح أحد أكبر مصدري الأسلحة في العالم إذا رفعت العقوبات الأميركية عنها، وذلك في وقت تساءل فيه المراقبون عن توقيت مثل هذه التصريحات والأنشطة في ظل المفاوضات المتواصلة بشأن الاتفاق النووي.

وتجري إيران محادثات مع القوى العالمية لإعادة إحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي طرح تخفيف العقوبات مقابل فرض قيود على برنامجها النووي.

وأفادت وكالة الصحافة الفرنسية أن إسرائيل نفذت منذ اندلاع الحرب في سوريا مئات الضربات الجوية، مستهدفة مواقع للنظام السوري وقوات مدعومة من إيران ومقاتلين من حزب الله.

مستودعات صواريخ

وقال نصرالله في خطابه المتلفز الذي ألقاه بمناسبة إحياء ذكرى مقتل مسؤولين رفيعي المستوى في الحزب، إن حزب الله يعمل على تحسين قدراته العسكرية.

وادعى أن حزب الله أجرى في صيف العام 2021 أكبر مناورات تدريبية منذ تأسيسه في أوائل ثمانينيات القرن الماضي.

وأشار أيضا إلى أن صواريخ الحزب ليست مخزنة في مكان واحد، بل هي منتشرة في مختلف أنحاء لبنان، وهو ما أثار مسبقا غضب اللبنانيين بسبب وجود بعض مستودعات الأسلحة في مناطق سكنية.

واحتج لبنانيون من مختلف الأطياف السياسية من أن تخزين حزب الله لصواريخ ومتفجرات وذخيرة إيرانية الصنع في مستودعات بعمق المناطق المأهولة، يعرّض البلد بأكمله لخطر هو بغنى عنه.

ولم يسعى نصرالله إلى إخفاء فكرة أن الحزب يخزن صواريخ تزودها إيران في ضاحية بيروت الجنوبية ومنطقة البقاع.

وفي مقابلة معه بثتها قناة الميادين الفضائية بتاريخ 28 كانون الأول/ديسمبر 2020، تباهى بأن "عدد الصواريخ الدقيقة التي تمتلكها المقاومة اليوم يبلغ ضعف ما كان عليه قبل عام".

وبالإضافة إلى تهديد إسرائيل في حال حاولت استهداف أسلحة حزب الله داخل لبنان، سخر نصر الله من السلطات اللبنانية قائلا إن الحزب لا يخشى أي حوار وطني بشأن أسلحته، حسبما ذكر موقع نهارنت.

وأضاف "استراتيجيتنا واضحة، فليعرضوا علينا استراتيجيتهم بدلا من لجوئهم إلى الشتائم والسباب"، في إشارة واضحة إلى منتقديه في الحكومة اللبنانية.

رفض قرار لبناني بشأن المعارضة البحرينية

إلى هذا، عارض نصرالله قرار لبنان في 10 شباط/فبراير بمنع المعارضة البحرينية المرتبطة بحزب الله من عقد مؤتمرين في البلاد .

وسبق لحزب الله أن استضاف في 12 كانون الثاني/يناير مؤتمرا في لبنان لشخصيات من المعارضة السعودية ومسؤولين حوثيين.

وجاءت تصريحات نصرالله بعد وقت قصير من اختتام رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت زيارة تاريخية للبحرين في 15 شباط/فبراير، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال بينيت في ختام زيارته التي جاءت بعد 17 شهرا من تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين وإنهاء قطيعة دامت عقودا طويلة بين الدولتين، إن "الزيارة كانت ناجحة جدا والاستقبال كان حارا والتواصل قويا والأجواء منفتحة للغاية".

وأضاف بينيت وهو أول رئيس حكومة إسرائيلي يزور البحرين، أن الرحلة فتحت الباب أمام "مناخات مختلفة [للغاية] في العلاقات العربية-الإسرائيلية"، .

وتابع "إنه نموذج جديد وهو نموذج جيد"، مؤكدا أن الهدف منه هو "خلق حلقة من التحالفات بين إسرائيل والدول العربية في المنطقة".

وأعقبت زيارة بينيت إلى البحرين زيارة قام بها وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس مطلع الشهر الجاري، وتم خلالها توقيع اتفاقية دفاع مشترك بين الدولتين.

وأكد بينيت أن "خطوط الصدع كانت بين العرب والإسرائيليين"، مضيفا أن الخلافات أصبحت اليوم بينهم وبين "عملاء الإرهاب والفوضى"، في إشارة واضحة إلى إيران ووكلائها بما في ذلك حزب الله.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500