بيروت -- مع تحول العائلات والمشاريع التجارية اللبنانية إلى ألواح الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاتهم من الكهرباء وتشغيل المكيفات وسط درجات الحرارة الخانقة، يحرص كثيرون على تجنب طلب قروض من المؤسسات المرتبطة بحزب الله.
وفي ظل مواجهة لبنان أزمة كهرباء وقيام موفري خدمة المولدات بزيادة رسومهم، تحول المواطنون أكثر فأكثر إلى استخدام الطاقة المتجددة مع ظهور لوحات جديدة للطاقة الشمسية على السطوح كل يوم.
وقد زاد موفرو خدمة المولدات رسومهم الشهرية بحسب سعر صرف الدولار في السوق السوداء، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار في ظل تواصل تدهور قيمة الليرة اللبنانية.
هذا واتبع بعض هؤلاء الموفرين برامج تقنين، فيوقفون تشغيل المولدات ويتركون العملاء بدون كهرباء.
وفي وجه رسوم الكهرباء المتزايدة أكثر فأكثر، وجد الكثير من اللبنانيين بديلا في الطاقة الشمسية. ولكن وبحسب مصادر محلية، يعد التركيب الأساسي لألواح الطاقة مكلفا ويصل معدل كلفته إلى نحو 50 ألف دولار.
ومع عدم تمكنهم من سحب ما يكفي من المال من حساباتهم المصرفية لشراء ألواح الطاقة، عمد كثيرون إلى برامج القروض التي تقدمها مؤسسات مالية كمصرف الإسكان.
وأطلق مصرف الإسكان برنامج قرض ميسر للطاقة الشمسية في وقت تقدم فيه مثل هذه القروض فقط من قبل مؤسسة القرض الحسن التابعة لحزب الله.
وجاء هذا القرار ليعطي المقترضين خيارا بالحصول على الطاقة الشمسية من دون أن يشعروا بالاستغلال على يد حزب الله وأنهم يقومون نوعا ما بإثراء الحزب الذي يتلقى معظم تمويله من إيران، بحسب ما أقر به أمين عام حزب الله حسن نصر الله نفسه.
وتقدم مؤسسة القرض الحسن التي يستخدمها حزب الله كغطاء "لإدارة أنشطته المالية والوصول إلى النظام المالي العالمي"، قروضا للأفراد تتراوح قيمتها بين ألف وخمسة آلاف دولار.
وتبلغ أعلى قيمة للقروض 35 ألف دولار وتقدم للبلديات والمؤسسات الكبرى.
أما قروض الطاقة الشمسية التي طرحت في 22 حزيران/يونيو من قبل مصرف الإسكان، فتتراوح قيمتها بين 75 مليون و200 مليون ليرة (أي ما بين 50 ألف و132 ألف دولار) بمعدل فائدة يبلغ 5 في المائة وفترة تسديد تمتد على 5 سنوات.
يُذكر أن هذه القروض مؤمنة من الصندوق العربي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية الذي وافق عليه مجلس الوزراء اللبناني ومجلس إدارة الصندوق العربي.
الذهب مقابل قروض حزب الله
وقد حفزت هياكل قروض مصرف الإسكان وشروطه التي تغطي الكلفة الكاملة لألواح الطاقة الشمسية عددا كبيرا من مقدمي الطلبات.
وفي هذه الأثناء، قال عدد من المواطنين اللبنانيين الذين تحدثوا إلى المشارق إنهم تحسروا على القروض التي أخذوها من مؤسسة القرض الحسن، كما حال عباس، وهو مواطن من بلدة تقع بالقرب من مدينة صور جنوبي لبنان.
وقال إن "الكهرباء أساس عملي، لذا قررت التخلي عن مولدي الخاص واشتراك المولد لكلفتهما المرتفعة وأخذت منذ شهرين قرضا من القرض الحسن بعدما رهنت ما نملك كعائلة من ذهب".
وأوضح للمشارق "فاقت قيمتها المبلغ الذي اقترضته وركبت 6 ألواح شمسية و4 بطاريات".
وذكر أنه يتوجب عليه تسديد مبلغ الـ 5000 دولار على فترة 3 سنوات، "ولكني ارتكبت غلطة عمري، لأني قد أخسر ذهب زوجتي وبناتي كما حصل مع كثيرين".
وبدوره، أكد رضوان الذي طلب عدم ذكر اسمه الكامل ويقطن بأحد احياء الضاحية الجنوبية لبيروت، للمشارق أنه "وقع بفخ حزب الله" عبر الاقتراض من القرض الحسن.
وتابع "لو كنت أعلم أن مصرف الإسكان ستكون له عروض للطاقة الشمسية لانتظرت، لأني أفضل الاقتراض من مؤسسة مالية شرعية وليس حزبية".
ومن جهته، قال محمد ناصر، وهو مواطن من منطقة طريق الجديدة ويعمل في تركيب كابلات التلفزيونات، "أفضل العتمة على الحصول على قرض من القرض الحسن للحصول على الطاقة".
وأضاف للمشارق أنه سأل مؤخرا عن قروض الطاقة الشمسية التي يوفرها مصرف الإسكان وبدأ بتحضير المستندات المطلوبة لتقديم طلب.
استغلال أزمة الطاقة
وفي هذا السياق، قال المعارض الشيعي حسين عز الدين إن حزب الله "استغل أزمة الكهرباء وأطلق حملة القرض الحسن للطاقة الشمسية".
وأوضح للمشارق أنه "رغم أن القرض يسير ويوفر للأهالي كهرباء، لم يلق المشروع النجاح لعدة أسباب".
وذكر أن السبب يتمثل في عدم تمكن العديد من المقترضين من تسديد القرض، "إذ لا يمكن البتة التخلف عن أي دفعة شهرية للقرض الحسن ولا يمتلك معظم [المقترضين] ذهبا بقيمة 5000 دولار".
وأشار إلى أن المواطنين يخشون من خسارة ذهبهم بحال رهنه، لأن عددا كبيرا ممن أخذوا قروضا من القرض الحسن لم يستطيعوا استعادة ذهبهم حتى بعد تسديد قروضهم كاملة.
ومن جانبه، أوضح رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمصرف الإسكان انطوان حبيب أن "زوار الموقع بلغ حتى تموز/يوليو 138 ألفا، فيما عشرات الآلاف تقدموا بطلب الحصول على القرض".
وقال إن المصرف باشر باستخدام أمواله الخاصة لتمويل طلبات القروض بانتظار ما ستسفر عنه الاتصالات مع سفراء الدول الأعضاء في الصندوق العربي والدول الأخرى.
وتابع أن السفير الكويتي إلى لبنان عبد العال القناعي وعد بمراجعة بلاده بهذا الشأن.
وشدد على أن قرض الطاقة الذي يقدمه مصرف الإسكان "يكتسي مصداقية لأن مصرف الإسكان مسجل بجمعية المصارف ويديره مجلس إدارة معروف".
وأضاف أن "لا علاقة له بالحكومة اللبنانية أو بأي حزب سياسي".
مشكلتكم مع حزب الله متل مشكلة المنافقين مع الامام علي عليه السلام فلا يحبهم الا مؤمن ولا يبغضهم الا منافق .. الاعراب اشد كفرا ونفاق اكتر الناس بلبنان اخدو قرض حزب الله ممنونين وشاكرين للحزب مبادرته الانسانيه… كفاكم حقدا وافتراء وكذب
الرد1 تعليق