طاقة

اللبنانيون يلجأون إلى الطاقة الشمسية مع تفاقم أزمة الطاقة

نهاد طوباليان

انتشرت الألواح الشمسية على أسطح المباني والمنازل في المدن والقرى اللبنانية، بما في ذلك بلدة عازور في قضاء جزين كما يظهر في هذه الصورة التي التقطت عام 2023. [زياد حاتم/المشارق]

انتشرت الألواح الشمسية على أسطح المباني والمنازل في المدن والقرى اللبنانية، بما في ذلك بلدة عازور في قضاء جزين كما يظهر في هذه الصورة التي التقطت عام 2023. [زياد حاتم/المشارق]

صورة لألواح الطاقة الشمسية فوق نهر بيروت. كان المركز اللبناني لحفظ الطاقة قد نفذ عام 2014 مشروع نهر بيروت للطاقة الشمسية، وقد اعتبر مشروعا رائدا ينتج كهرباء ويزود بها الشبكة الرئيسة لكهرباء لبنان. [زياد حاتم/المشارق]

صورة لألواح الطاقة الشمسية فوق نهر بيروت. كان المركز اللبناني لحفظ الطاقة قد نفذ عام 2014 مشروع نهر بيروت للطاقة الشمسية، وقد اعتبر مشروعا رائدا ينتج كهرباء ويزود بها الشبكة الرئيسة لكهرباء لبنان. [زياد حاتم/المشارق]

بادر مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت إلى تركيب ألواح شمسية فوق مواقف السيارات (كما يظهر في هذه الصورة عام 2023) لتزويدها بالكهرباء. وهذا نموذج بات اليوم يعتمد في عدد من المشاريع الفندقية والصناعية. [زياد حاتم/المشارق]

بادر مستشفى رفيق الحريري الحكومي في بيروت إلى تركيب ألواح شمسية فوق مواقف السيارات (كما يظهر في هذه الصورة عام 2023) لتزويدها بالكهرباء. وهذا نموذج بات اليوم يعتمد في عدد من المشاريع الفندقية والصناعية. [زياد حاتم/المشارق]

صورة التقطت في أيار/مايو 2023 تظهر ألواحا شمسية في مستشفى أوتيل ديو بمنطقة الأشرفية ببيروت. [زياد حاتم/المشارق]

صورة التقطت في أيار/مايو 2023 تظهر ألواحا شمسية في مستشفى أوتيل ديو بمنطقة الأشرفية ببيروت. [زياد حاتم/المشارق]

بيروت - في مشهد بات مألوفا، تغزو ألواح الطاقة الشمسية أسطح كل أنواع المباني في مختلف أنحاء لبنان من متاجر ومختبرات ومصانع ومدارس ومستشفيات وفنادق.

ويؤكد هذا المشهد توجه اللبنانيين والقطاعات الاقتصادية والخدماتية المنتجة للاستغناء عن كهرباء الدولة والمولدات الخاصة نظرا لعدم انتظام خدمتها وكلفتها الباهظة.

ويأتي ذلك في ظل عجز الحكومات المتعاقبة عن حل أزمة الكهرباء جراء فساد الطبقة السياسية وسيطرة حزب الله على الوزارات الأساسية.

وازداد التوجه للاعتماد على الطاقة الشمسية مع قرب حلول فصل الصيف.

تظهر الألواح الشمسية هنا في أيار/مايو على سطح موقف السيارات الخاص بمتجر أيشتي في جل الديب ببيروت. [زياد حاتم / المشارق]

تظهر الألواح الشمسية هنا في أيار/مايو على سطح موقف السيارات الخاص بمتجر أيشتي في جل الديب ببيروت. [زياد حاتم / المشارق]

وفي هذا السياق، قال جوزيف نصر، 67 عاما وهو أستاذ متقاعد وأب لولدين راشدين "ها أنا اليوم بقلب ورشة تركيب الألواح الشمسية لشقتنا بالأشرفية لتأمين الطاقة والتوفير بكلفتها".

وأضاف للمشارق "صحيح أني أتكلف مبلغا كبيرا، لكني أدفعه مرة واحدة لتأمين الطاقة لأطول مدة ممكنة باليوم لتسيير حياتنا، لا سيما بالصيف الذي نضطر فيه لتشغيل المكيفات والثلاجة".

وذكر أن الحاجة إلى الكهرباء تصبح ملحة خلال فصل الصيف الذي نضطر فيه لتشغيل المكيفات والثلاجات.

بدورها، قالت جارته الأرملة فيوليت روفايل "أنتظر وحيدي للمجيء وعائلته من دبي مطلع الصيف، ليشرف على تركيب الألواح والتكفل بدفع ثمنها".

وأكدت صاحبة فندق مونتيفردي عايدة رحمه أنها اضطرت لاعتماد الطاقة الشمسية "لتسيير أمور الفندق للكلفة الباهظة للمازوت الذي يستخدم لتشغيل المولدات الخاصة".

وأوضحت للمشارق "نوفر اليوم للفندق الكهرباء 25 بالمائة من الطاقة الشمسية ونتوقع ارتفاعها صيفا لـ 35 بالمائة".

وردت رحمه عدم تحول الفندق بالكامل إلى الطاقة الشمسية بسبب "الكلفة الباهظة علينا"، ذلك أن نسبة الإشغال الفندقي راهنا لا تغطي تكاليف المعدات.

ولكنها أملت أن "ترتفع نسبة الإشغال لنطور استخدامنا للطاقة الشمسية".

عدم انتظام الإمداد بالكهرباء

إلى هذا، أكد صاحب شركة متخصصة بالطاقة الشمسية في المتن الشمالي باتريك عضيمي، أن "الطلب على الطاقة الشمسية للمنازل بارتفاع مستمر، لا سيما ممن لديهم مساحات لتركيب الألواح الشمسية".

وأشار للمشارق إلى أن "من ليس لديه المساحة، يحجز الألواح لتركيبها بعد توفير المكان المناسب لها".

وعزا الطلب على الألواح "لعدم توفر الكهرباء بشكل منظم ولكلفتها بعد رفع تسعيرة الدولة ولارتفاع كلفة الاشتراك بالمولدات الخاصة".

وتابع عضيمي "هناك إقبال كثيف على الطاقة الشمسية لأن الشمس بلبنان متوفرة بمجمل أيام السنة باستثناء الأيام الماطرة والعاصفة شتاء".

وأردف "عمليا بدأ اللبنانيون بالاستغناء نهائيا عن كهرباء الدولة والمولدات الخاصة، لأن الطاقة الشمسية توفر من فاتورتهم الكهربائية بين 60 و90 بالمائة".

طلب كبير على الألواح الشمسية

وكشف رئيس مجلس الإدارة والمدير العام لمصرف الإسكان أنطوان حبيب للمشارق أن الإقبال "على طلب قروض الطاقة الشمسية كبير جدا".

ولفت إلى أن المصرف يتعاون مع جهات عديدة، لإعطاء قروض الطاقة الشمسية بالدولار، من بينها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.

وأوضح حبيب أن المصرف "حدد مبلغ 10 آلاف دولار كحد أقصى لقروض الطاقة الشمسية تسدد على 10 أعوام، والأمر متوقف على حصول المواطنين والشركات على الإفادة العقارية لإتمام معاملات القروض".

ومن جهته، أكد رئيس المركز اللبناني لحفظ الطاقة بيار الخوري، أن لبنان "سجل بالسنوات الأخيرة أعلى نسبة تحول من الطاقة التقليدية للطاقة الشمسية".

ولفت إلى أن الطاقة الشمسية تشكل مستقبلا واعدا لأن كلفتها أرخص من الفيول والمازوت، معربا عن أمله بأن يستخدم لبنان خلال السنوات الخمس المقبلة المزيد من الطاقة الصديقة للبيئة.

هل أعجبك هذا المقال؟

0 تعليق

سياسة المشارق بشأن التعليقات * معلومات ضرورية 1500 / 1500