حزب الله يغري اللبنانيين بقروض طاقة شمسية في خطوة يراها البعض حيلة سياسية قبيل الانتخابات

بيروت -- مشروع الطاقة الشمسية الذي أطلقه حزب الله والذي سيقوم من خلاله ببيع ألواح طاقة شمسية عبر شركات مرتبطة بالحزب مع تقديم القروض اللازمة لشرائها عبر مؤسسة القرض الحسن غير الشرعية التابعة له، قوبل باستهجان في لبنان إذ يعتبر أنه محاولة مكشوفة لكسب الدعم الشعبي قبيل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها يوم 15 أيار/مايو، فيما يستمر لبنان في مواجهة أزمة كهرباء حادة.

ومؤسسة القرض الحسن -- وهي "جمعية خيرية" تعمل في الواقع كمصرف -- توفر للأفراد قروضا "ممولة من حزب الله" وتستفيد منها بيئته ومناصروه في الجنوب وسهل البقاع، بحسب المعارض الشيعي حسين عز الدين للمشارق.

وأوضح أن المؤسسة تمنح القروض فقط "لشراء وتركيب معدات الطاقة الشمسية عبر شركات تابعة لـحزب الله، ويحول المبلغ للشركة مباشرة".

ووسط أزمة الطاقة المتواصلة، لا يوجد خيار أمام البلديات إلا اللجوء لأصحاب المولدات الخاصة.

وأشار عز الدين إلى أن البلديات تختلق المشاكل مع أصحاب المولدات "عمدا لإطفاء مولداتهم، ما يجبر المواطنين على اللجوء للطاقة الشمسية لضمان نجاح مشروع حزب الله".

'العمود الفقري المالي' لحزب الله

وكانت السعودية قد صنفت مؤسسة القرض الحسن كمنظمة إرهابية في تشرين الأول/أكتوبر بسبب تمويلها حزب الله وجمدت أصولها في المملكة، حسبما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

إلى هذا، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المؤسسة في 2007 كمنظمة تشكل "العمود الفقري المالي" لحزب الله.

يذكر أن مؤسسة القرض الحسن مسجلة رسميا كجمعية خيرية لدى وزارة الداخلية ولديها القدرة على تقديم القروض النقدية. لكنها مؤسسة وليست مصرفا ولا يحق لها تاليا الانخراط في أنشطة مالية مربحة.

وقالت وزارة الخزانة إنه في الوقت الذي تزعم فيه مؤسسة القرض الحسن أنها تخدم الشعب اللبناني، تقوم في واقع الأمر بنقل الأموال بصورة غير قانونية عبر حسابات وهمية وميسرين، ما يعرض المؤسسات المالية اللبنانية لعقوبات محتملة.

وتدعي تحت غطاء التصريح الذي حصلت عليه من وزارة الداخلية أنها منظمة غير حكومية تقدم خدمات مثل تلك التي تقدمها المصارف في العادة، وذلك دعما لحزب الله، وتتهرب في الوقت عينه من متطلبات الترخيص اللازمة للمصارف والإشراف التنظيمي.

وتابعت الوزارة أنه "عبر تكديس العملة الصعبة التي يحتاجها الاقتصاد اللبناني بصورة ماسة، تسمح مؤسسة القرض الحسن لحزب الله ببناء قاعدة الدعم الخاص به وتعرض استقرار الدولة اللبنانية للخطر".

تداعيات محتملة

ووصف خبير مالي تحفظ عن ذكر اسمه مؤسسة القرض الحسن بأنها ""مؤسسة مالية غير شرعية"، مشيرا إلى أن حزب الله يصر على فرض خدمات المؤسسة على النظام المصرفي اللبناني.

وقال للمشارق إن "جديد خدمات حزب الله قروض الطاقة الشمسية للأفراد والبلديات".

ويظهر توسيع حزب الله للخدمات وتقديمها لعدد أكبر من المستفيدين بأنه يحاول القول للشعب اللبناني إنه هو الذي يقدم الحلول للمشاكل (وفي هذه الحالة أزمة الطاقة) وليس الحكومة.

وجرب حزب الله تكتيكا مماثلا في أيلول/سبتمبر الماضي حين سهل التسليم غير القانوني لشحنة من النفط الإيراني إلى سهل البقاع، في خطوة اعتبرها كثيرون في لبنان "شديدة الاستفزاز".

وأكد الخبير المالي أن الانخراط في أعمال تجارية مع حزب الله والمؤسسات التابعة له يمكن أن يكون له تداعيات غير مقصودة، مشيرا إلى أن معظم اللبنانيين لا يدركون أن مثل هذه التعاملات يمكن أن تعرضهم للعقوبات.

ومع أنه قد تم رفع 40 دعوى بحق القرض الحسن، لم يتم اتخاذ أي خطوة لمساءلة المؤسسة، حسبما استطرد.

بدوره، قال الكاتب والناشط السياسي، أسعد بشارة، إن مؤسسة القرض الحسن "تقوم بأنواع المعاملات المصرفية كافة بطريقة غير شرعية ومن دون ترخيص رسمي وبعيدا عن أي ملاحقة ومحاسبة قضائية، فيما المصارف اللبنانية الشرعية تلاحق أمام القضاء".

وأضاف أن المؤسسة تخدم بصورة رئيسة مصالح حزب الله ومجموعة منتقاة من المسؤولين الماليين، مشيرا إلى أن قروضها "هي أداة لممارسة المزيد من النفوذ على لبنان".

وأوضح بشارة أن المؤسسة لا تسدد الضرائب على إيراداتها وصفقاتها، وأن أموالها تدخل لبنان وتخرج منه من دون تسديد الضرائب.